أحمد نويهي

أحمد نويهي

تابعنى على

حروب بالوكالة..

Tuesday 14 November 2023 الساعة 08:47 am

بين المستوطن والمواطن حرب تمتد على الهوية والقضية وطن لا كانتونات طائفية.! 

تخوض المليشيا الحوثية المدعومة إيرانياً حروباً تتجاوز الجغرافيا والمنطق والتاريخ لهثاً وبحثاً عن وكالة ربانية خولت لجماعات دينية متطرفة حق استعباد واستبداد المختلف والآخر الذي يشكل الإرث والتراث الطبيعي لخارطة التكوين. 

يحدث تخادم رقمي بين الجماعات الحوثية والصهيونية على نطاق شامل. 

يقاتل جيش العصابات الصهيونية بالوكالة عن شعب الله المختار بينما تقاتل المليشيا الحوثية نيابة عن حوزات اصفهان وقم وشيراز.. 

يقود "نتنياهو" وجيشه حرب إبادة ضد سكان غزة في غزو يشبه حروب النازية بينما ترعاه الولايات الامريكية وتحمي وحشيته إذ تعطل منظومة القوانين الدولية وتكبح اتفاقيات حقوق الإنسان تحت بند "الفيتو".

 كذلك يخوض عبدالملك الحوثي وجماعته حربا شرسة ضد الشعب اليمني إذ يحظى برعاية تماثل وتشابه تلك التي توفرها الوكالة الامريكية للاستخبارات في رعاية وتمويل التطرف الديني واستثماره تحت بند الاقليات الدينية. 

تقاتل الجماعات على انتاج الوهم المقسطر والمؤسطر في ملازم الحسينيات إلى امكانية الانتشار على السوشيال ميديا.. 

إذ يصنع المخيال لدى قادة الجماعات المتطرفة التي تجتر عفن الاقبية والعصور امكانية القفز على الواقع عبر الجيل الرقمي الصاعد الذي  يلهث خلف تحقيق أقصى أمانيه خلال ثوان وهذا ما لم تحققه القفزة الكونية ولن تصبح حاملاً حقيقياً له.

 النضالات على واقع الأرض ما يبقى ويتجذر.. والمليشيا التي تتصدر المانشيت عابرة وإلى زوال. 

في معادلة الصراع الممتد بين الجمهورية الفتية وأذناب الفتنة الطائفية القادمين من حوزات "قُم" شوط صراع يُنازل فيه أبناء الأرض المستوطنين القادمين من جبال شيراز أحفاد الرسي.. 

في اجترار الصراع العربي الفارسي ومحاولة الفرس العودة إلى سواحل المخا للسيطرة على باب المندب المضيق الاستراتيجي الذي يتحكم بأهم طرق التجارة العالمية.. 

تتشابه الجماعات الدينية وتتطرف جماعة الحوثي و"الحريديم" التي تقود من محارق غَزة.

تشابه كبير في السلوك والأدوات والمنهج.

بذات العقل المفخخ يذهب نتنياهو وعصابات الاحتلال التي ارتكبت مجازر بحق شعب فلسطين وقد حاربت الصهيونية على عدة محاور وجبهات بحثاً عن امبراطورية تمتد من الفرات إلى النيل بحسب مزاعم ومزامير منظمات صهيونية. 

الاولى تقود مليشيا انكشارية والأخرى تقود عصابات "الهاجانا".

كِلاهُما يمارس القمع والتنكيل والتهجير والتفجير والاحتلال. 

كلاهما يدعي الولاية. 

الأول يزعم انه صاحب العترة وأن الله أوكل إليه مصائر البلاد والعباد، والآخر يَزعُم انه "شعب الله المختار" يقابله صاحب الادعاء المزعوم "الحق الإلهي" والاصطفاء تتطابق وجهات النظر، كلاهما يتمنطق السلاح حين يتحدث عن السلام.! 

يتحدث ويتطرف الباروت لا غير في ثقافة الجماعات الدينية لا حوار ولا تفاهمات ولا قواسم عيش مشترك..

لا تعترف ثقافة الجماعات بالمجتمع وليس في ادبياتها معنى لكلمة شعب او دولة.. 

جماعات تتداول سلطة السلاح وتحكم مدى ما يصل إليه نفوذ النار.. 

تصنع الجماعات التطرف وتمنهجه، تفتح مدارس لتفخخ عقول الأجيال ولا غير.. 

صناعة الفناء تبدأ عند الارتهان لمنطق القوة والاستقواء.. 

كُل الجماعات الدينية لها تشريعات وقوانين وتخاريف واساطير خارج سياق الفطرة الإنسانية ومنظومة التشريعات الدولية وهذا ما يجعلها عرضة للانهيار والتلاشي والاندثار...