تصعيد حوثي ينسف الجهود.. غروندبرغ بين "الرياض" و"مسقط" لاستئناف خارطة السلام

تقارير - Tuesday 26 March 2024 الساعة 01:50 am
عدن، نيوزيمن، خاص:

أنهى المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، زيارة جديدة إلى العاصمة العُمانية مسقط، ضمن جولة جديدة يقوم بها الرجل لأجل استئناف مساعي السلام وتنفيذ خارطة الطريق التي جرى الإعلان عنها في ديسمبر الماضي.

وأفاد المبعوث غروندبرغ، في بيان، بأنه اختتم زيارة إلى مسقط، والتقى خلالها وزير الخارجية، بدر البوسعيدي وعدداً من كبار المسؤولين العمانيين لمناقشة التطورات الأخيرة، ودعم الاستقرار الإقليمي، والبحث عن سبل نحو عملية سلام يمنية تحت رعاية الأمم المتحدة. ولم يكشف البيان ما إذا كان المبعوث الأممي عقد لقاء مع وفد ميليشيا الحوثي الإيرانية المتواجد في مسقط كما هي العادة أثناء القيام بزيارة إلى أراضي السلطنة.

من جانبها نقلت وكالة الانباء السعودية "واس" تصريحاً لوزير الخارجية العُمانية البوسعيدي أكد فيه على الأهمية التي توليها السلطنة في سبيل استقرار اليمن وأمنه ووحدته وسيادته على أرضه ودعمها للجهود كافة الرامية إلى ذلك بما يتلاقى مع مصالح الشعب اليمني وتطلعاته، ويعزز من دعائم الأمن والسلام في المنطقة.

ومنذ إحاطته في 14 مارس الماضي، بدأ المبعوث الأممي جولة جديدة لإحياء مسار السلام، في ظل عودة التوترات والتصعيد العسكري في الداخل؛ واستهل "غروندبرغ" جولته من واشنطن حيث عقد في 16 مارس سلسلة من اللقاءات مع مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى في الولايات المتحدة الأميركية بينهم المبعوث الأميركي لليمن السيد تيم ليندركينج. أعقبها زيارة إلى العاصمة السعودية "الرياض" في 18 مارس، واقتصرت على لقاء سفير المملكة العربية السعودية لدى اليمن، محمد آل جابر قبل أين ينتقل إلى العاصمة العُمانية مسقط. 

ويرى مراقبون، أن تحركات المبعوث الأممي تركزت مؤخرا على الوسطاء في السعودية وعُمان، وهذا ما أكدته الزيارات الأخيرة للرياض ومسقط وعدم إجراء "غروندبرغ" أي لقاءات مع مسؤولي القيادة الرئاسي والحكومة الشرعية أو حتى مع وفد الميليشيات الحوثية المتواجد في مسقط. مجمل اللقاءات تركزت لمناقشة التطورات الأخيرة وسبل تيسير التقدم نحو استئناف عملية سياسية جامعة بقيادة يمنية تحت رعاية الأمم المتحدة، وإيجاد تسوية مستدامة للنزاع؛ كما ركزت اللقاءات ايضاً على العمل على إيقاف التصعيد العسكري واستئناف الجهود السياسية من خلال الالتزام ببنود خارطة طريق السلام التي جرى الإعلان عنها في ديسمبر 2023.

تحركات المبعوث الأممي قابلتها الميليشيات الحوثية بإشعال فتيل الحرب من خلال تصعيد الهجمات العسكرية التي تشنها على المحافظات المحررة؛ وآخرها قبل أيام شنت أعمال قصف صاروخي على مدينة مأرب وهجمات ومحاولات تسلل في عدة محاور في تعز والضالع وشبوة والجوف والساحل الغربي. الأعمال العسكرية في الجبهات تؤكد سعي الميليشيات الحوثية نحو نسف التهدئة الهشة، والعودة إلى القتال بعد أن استغلت الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف.

وأكدت الحكومة اليمنية، على لسان وزير الإعلام معمر الإرياني، أن الهجمات المتواصلة صوب مأرب ومحافظات محررة أخرى تؤكد أن الميليشيات قامت باستثمار مسرحية البحر الأحمر، والتعاطف الشعبي مع مأساة الشعب الفلسطيني، من أجل تعزيز قواتها وحشد المقاتلين وجمع الأموال، وتوجيه تلك الإمكانات للتصعيد وقصف المدن والقرى وقتل اليمنيين.

وقال الإرياني إن عمليات التحشيد المتواصلة للمقاتلين والعربات والأسلحة والذخائر في مختلف جبهات القتال تؤكد أن الميليشيات تسعى لتفجير الوضع عسكرياً، داعياً المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى القيام بمسؤولياتهم في التصدي لأنشطة الميليشيا الحوثية، وتكريس الجهود لدعم مجلس القيادة الرئاسي والحكومة؛ لاستعادة الدولة، وفرض سيطرتها على كامل الأراضي اليمنية.