رمضان صنعاء.. ضجيج حوثي مكثّف يغتال السكينة العامة

تقارير - Monday 25 March 2024 الساعة 09:21 pm
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

يسابق أحمد نصار -40 عاما- الزمن متنقلا من سوق لآخر ومن متجرٍ لمثله في عدد من شوارع مدينة صنعاء، آملا استكمال تحضير احتياجات شهر رمضان الذي يأتي هذا العام وقد زادت أحوال أحمد سوءا، وتضاعفت همومه المعيشية مثل غيره من موظفي الدولة المنقطعة مرتباتهم للعام السابع على التوالي.

يخشى أحمد الذي يعول 3 أطفال وأمّهم أن يفاجئه قدوم عيد الفطر، بما يتطلبه من نفقات ومصاريف ليس لها أوّل ولا آخر، مثلما هي همومه باتت متعددة تحاصره من كل اتجاه، وتشغل حواسه، وسط موجة ضجيج صاخبة عبر مكبرات الصوت تلاحقه من المسجد المجاور لمنزله وفي التقاطعات والأسواق العامة.

 من بعد صلاة عصر كل يوم رمضاني وحتى الساعة السادسة من صباح اليوم التالي تبث مليشيا الحوثي عبر مُكبرات الصوت في المساجد والأسواق والساحات العامة والتقاطعات وعلى متن سيارات متنقلة خطابات ومحاضرات سياسية متكررة ومواعظ إرشادية محفوظة منذ 1400 عام، في انتهاك سافر لطمأنينة وهدوء الأطفال وكبار السن وإيذاء متعمد للمرضى.

وفي هذا السياق كشف الناشط السياسي والاجتماعي، محمد القاضي، رفض مشرف حوثي على مسجد بصنعاء خفض صوت مكبر الصوت الخارجي للمسجد وقت ما يسمى البرنامج الرمضاني الذي يبدأ من الساعة 8:30  إلى الساعة 11 ليلا.

مشيراً إلى أنّ والدته تعاني من 3 جلطات ولا تستطيع النوم بسبب إزعاج مكبرات الصوت في المسجد المجاور لمنزلهم، وقال مناشدا قيادات حوثية على حسابه بموقع (x): "نناشدكم بجاه الله ورسوله تشوفوا حل لمكبرات الصوت خاصة أنها تسبب ضررا لمن هم قاطنون في جوار أي مسجد لأنه كما تعلموا هناك ناس لديهم مرضى وبحاجة إلى الهدوء والراحة".

   خطاب صرف مرتبات الموظفين 

وبلهجة صنعانية يعلّق الحاج حمود قائد، مالك محل تجاري بصنعاء، على كثافة الخطابات والمحاضرات الحوثية عبر مكبرات الصوت قائلا: "دوشة وهدار في هدار..."، في إشارة إلى انعدام أهمية مضمون المحاضرات والخطابات وتحولها إلى مصدر إزعاج للمستمعين  والسكان.

ويعتقد الحاج حمود أنّ الناس في صنعاء تحتاج إلى خطاب صرف المرتبات وإلى خفض الضرائب والجمارك وتخفيض أسعار المشتقات النفطية وإلى توفير خدمات الكهرباء والمياه والتعليم والصحة بأسعار زهيدة ومجانية كما هي وظيفة كل الحكومات في مختلف بلدان العالم، منوها إلى أن "الناس شابعين خطابات..". 

 وقال: "الناس ما هى فاضية تسمع محاضرات، الناس تبحث عن مصاريف رمضان وكسوة العيد"، مضيفا: "الناس مشغولون بشئونهم الحياتية وضجيج مكبرات الصوت والناس جاوعين ما هو سابر".

 عقاب جماعي لـ90% من سكان صنعاء 

ويصف الناشط أحمد جحاف ضجيج مكبرات الصوت في شهر رمضان بصنعاء بأنها "حالة تعذيب ل90% من أفراد المجتمع المنصرفين إلى مهام وممارسة حياتهم الطبيعية والسائرين في مناكبها ليأكلوا ويؤكلوا أولادهم من رزقها".

مشيرا في هذا السياق إلى تفرغ البعض في منزله "يقف بين يدي الله مستغفرا متعبدا مناجيا متضرعا المولى العظيم"، مضيفا: "فتقوم مكبرات الصوت بالاعتداء الصارخ البغيض وتقتحم خلوته وتمزق نسيج سكينته وتقتحم حريته بكل صلف ووقاحة وعدوان".

معتبراً أن حالة الصياح والصراخ والضجيج والهذيان "قصف موجه بقوة وشدة، ليغتال سكينتنا، ويبطش براحتنا، ويجعلنا في حالة توتر وانزعاج فظيع، تفقدك القدرة على إنجاز ما أنت معني به حينها"، ويثير حالة من الاضطراب "فلا تستطيع الإنصات لذلك الهذيان، وتفشل في تأدية ما أنت به مشغول، وما تقوم بتنفيذه من خدمات للإنسان، في المستشفيات والورش والمصانع وفي كل مكان".