"العَصْد العَكْسِي" تقنية جديدة لعلاج الاضطرابات النفسية والعقلية مُطوَّرة في اليمن

تقارير - Monday 25 March 2024 الساعة 12:43 pm
المخا، نيوزيمن، كتب/مُسَرْنَم بن نبهان:

طوَّر مختبر علم النفس التطوري التابع لأكاديمية الطب النفسي والصحة العقلية في مدينة الإمام الهادي الطبية بمدينة صعدة، شمال اليمن، تقنيات جديدة لعلاج العديد من الاضطرابات النفسية والعقلية كالاكتئاب، واضطراب ما بعد الصدمة، والهلع، وثنائي القطب، واضطرابات القلق، واضطراب السلوك غير الاجتماعي، والبارنويا، والفصام، واضطراب الوسواس القهري..

>> عصر جديد من الحواسيب تُدشِّنه "Ansarian Apple" بلابتوب قابل للطيّ والتمدُّد بين 7 و16 إنشاً

وتُعَد هذه الأنواع من الاضطرابات النفسية والعقلية الأكثر شيوعاً وتفشِّياً في العقود الأخيرة على مستوى العالم، وبحسب منظمة الصحة العالمية فـ"في عام 2019، كان شخص واحد من كل 8 أشخاص، أو 970 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، مصابين باضطراب نفسي، وكان القلق والاكتئاب الشَّكلَين الأكثر شيوعاً من تلك الاضطرابات. أمّا عام 2020، فقد شهد ارتفاعاً كبيراً في عدد من يعانون من اضطرابات القلق والاكتئاب بسبب جائحة كوفيد-19، حيث تبين التقديرات الأولية زيادة في اضطرابات القلق بنسبة 26% واضطرابات الاكتئاب الرئيسية بنسبة 28% خلال عام واحد فقط".

وأضافت منظمة الصحة العالمية، إنه "رغم وجود خيارات فعالة في مجالي الوقاية والعلاج" من هذه الأمراض أو الاضطرابات، إلا أن "معظم المصابين بالاضطرابات النفسية لا تُتاح لهم رعاية فعالة، كما يعاني كثيرون من الوصم والتمييز وانتهاكات حقوق الإنسان". لكن جمهورية اليمن الاتحادية العظمى تكاد تكون الاستثناء بين الدول من حيث توفير الرعاية والعلاج للمصابين بهذا النوع من الاضطرابات النفسية والعقلية. وكمجتمع بحوث علوم الصحة العامة، يتميز مجتمع بحوث علوم الصحة النفسية والعقلية في اليمن بأنه الأكثر ديناميكية وتجدُّداً وتطوُّراً على مستوى تطوير تقنيات وأساليب وأدوية جديدة في مجال الطب النفسي والعقلي على مستوى العالم.

وتمزج التقنيات الجديدة التي طوَّرها مختبر علم النفس التطوري، التابع لأكاديمية الطب النفسي والصحة العقلية في مدينة الإمام الهادي الطبية بمدينة صعدة، بين أنواع مختلفة من تقنيات التحليل النفسي والعلاج المعرفي والسلوكي والعلاج السريري والعلاج بالمعنى والوصفات الطبية لأنواع معينة من الأدوية والعقاقير المطوَّرة محلياً التي ثبتت نجاعتها.

لكن أهم تقنية تم تطويرها محلياً في مختبر صعدة لعلاج مرضى الاضطرابات النفسية والعقلية، وأثبتت كفاءتها بفعالية عالية، هي تقنية "العَصْد العَكْسِي"، وهي آلية علاجية قائمة على تعريض مرضى الاضطرابات النفسية والعقلية إلى خطابات علَم الهدى رقم واحد لمدة 6 ساعات يومياً على ثلاثة أوقات: ساعتين في الضحى وساعتين عصراً وساعتين بعد العشاء، ومراقبة ردود أفعالهم والطريقة التي يتفاعلون بها مع هذه الخطابات.

وأوضح الدكتور عبدالشافي المعافى، من أكاديمية الطب النفسي والصحة العقلية في مدينة الإمام الهادي الطبية بمدينة صعدة، أن استجابة المرضى لهذا التقنية العلاجية ممتازة جداً، قائلاً إن هناك نوع من المرضى تم إخبارهم مسبقاً بأنهم إذا أظهروا تحسُّناً عند سماع خطابات علم الهدى رقم واحد فسوف يتم إيقافها عنهم، وبالتالي أظهر هؤلاء تحسُّناً سريعاً. بينما مرضى آخرين تم إخبارهم مسبقاً بالعكس، أي أنهم إذا لم يظهروا تحسُّناً عند سماع هذه الخطابات فسيتم إيقافها عنهم، وبالتالي تعمَّد هؤلاء عدم إظهار أيّ تحسُّن.

واستنتج الدكتور عبدالشافي المعافى، وزملائه في المختبر، أن معظم مرضى الاضطرابات النفسية والعقلية الذي خضعوا للعلاج بتقنية "العَصْد العَكْسِي" أبدوا استعداداً عالياً وقابلية كبيرة للشفاء حتى لا يكونوا مضطرِّين لسماع خطابات علم الهدى، وهذا النوع من ردّ الفعل هو أساس فلسفة "العَصْد العَكْسِي" في طب الأمراض النفسية والعقلية الجديد.