تضاعف تكاليف الشحن والتأمين البحري.. ذراع إيران تعمق معاناة اليمنيين

تقارير - Saturday 06 January 2024 الساعة 06:29 pm
المخا، نيوزيمن، خاص:

تهدد الهجمات التي تشنها مليشيات الحوثي المدعومة من إيران ضد الملاحة الدولية بالبحر الأحمر، بمفاقمة الأزمة الإنسانية باليمن على خلفية تضاعف تكاليف الشحن والتأمين على البضائع الواصلة إلى الموانئ اليمنية.

وأكد عضو مجلس القيادة الرئاسي العميد طارق صالح ارتفاع هذه التكاليف بنحو ثلاثة أضعاف بسبب هجمات مليشيات لحوثي التي قال إنها ضمن مخطط إيران لعسكرة البحر الأحمر ولأجندة تخصها ولا علاقة لها بنصرة غزة.

وسخر العميد طارق صالح في كلمة له ألقاها في تدشين قوات المقاومة الوطنية للعام التدريبي 2024م الخميس، من دفع إيران لمليشيات الحوثي لتعطيل الملاحة بالبحر الأحمر في حين تعمل على تأمين مضيق هرمز بالخليج العربي.

لافتاً إلى أن تكاليف الشحن والتأمين للحاوية الواحدة إلى الموانئ اليمنية ارتفعت ثلاثة أضعاف من نحو 4 آلاف دولار إلى 13 ألف دولار، مع امتناع شركات الشحن عن نقل البضائع إلى الموانئ اليمنية بسبب هجمات الحوثي.

وكان رئيس مجلس إدارة مؤسسة موانئ خليج عدن محمد علوي أمزربة، قد كشف الشهر الماضي في تصريحات صحفية له عن ارتفاع رسوم التأمين البحري للسفن الواصلة للموانئ اليمنية بنحو 200%، عمّا كان عليه الوضع قبل عمليات القرصنة وخطف السفن في مضيق باب المندب ومياه البحر الأحمر.

إلا أن أحدث بيانات لمتوسط أسعار الشحن البحري من موانئ جنوب الصين ليوم الخميس، كشفت ارتفاع النسبة إلى نحو 300%، وفق ما نشره رجل الأعمال اليمني المقيم بالصين عبدالملك الحداد، في تغريدة له على منصة أكس.

ووفق ما نشره الحداد فإن متوسط شحن حاوية 40 قدما من موانئ جنوب الصين إلى ميناء الحديدة يبلغ 11550 دولارا و9600 دولار إلى ميناء عدن، وهو ما يعني ارتفاع التكاليف بنسبة 300% مقارنة مع الأسعار مطلع نوفمبر –قبل هجمات الحوثي– والتي كانت 4000 دولار لميناء الحديدة و3000 دولار لميناء عدن.

وعلى الرغم من أن قرار شركات الشحن البحري برفع التكاليف على كل الشحنات عبر البحر الأحمر، إلا أن التأثير الأكبر يظل من نصيب الموانئ اليمنية جراء رفع مبلغ التأمين وهو ما تؤكده التقارير العالمية وأحدثها ما نشره موقع "فريتوس" المتخصص في الاقتصاد.

ففي حين يكشف الموقع أن السعر الفوري لشحن البضائع من آسيا إلى شمال أوروبا ارتفع بنسبة 173% بسبب الهجمات في البحر الأحمر، إلا أنه يوضح أن تكاليف شحن بضائع في حاوية طولها 40 قدماً تظل ما بين 4000 دولار- 6000 دولار لهذا المسار بدءاً من منتصف يناير.

وتظل هذه الأرقام أقل من تكاليف النقل إلى الموانئ اليمنية على الرغم من فارق المسافة بينها وبين الموانئ في شمال أوروبا، بل ومن الموانئ المجاورة بالبحر الأحمر كما توضح ذلك قائمة الأسعار التي نشرها الحداد والتي تفيد أن تكاليف نقل الحاوية 40 قدما من موانئ الصين إلى مينائي جدة بالسعودية والعقبة بالأردن لا تتجاوز الـ7000 دولار فقط.

وهو ما يؤكده رئيس مجلس إدارة مؤسسة موانئ خليج عدن محمد علوي أمزربة في تصريحه السابق، والذي أشار فيه إلى أن حجم ما تكبده القطاع الخاص في اليمن خلال سنوات الحرب التي أشعلتها مليشيات الحوثي بسبب تكاليف التأمين يتراوح ما بين 400 إلى 500 مليون دولار، لافتاً إلى أنها بالمحصلة تنعكس على المستهلكين، نتيجة ارتفاع أسعار السلع.

وأشار أمزربة إلى الجهود الحكومية المستمرة منذ أشهر لخفض تكاليف التأمين البحري، لافتاً إلى أن وفدا حكوميا يجري مباحثات في لندن مع نوادي الحماية البريطانية، لاستكمال الترتيبات المتعلقة بخفض كلفة التأمين المرتفعة، التي تشمل في مرحلة تنفيذها الأولى ميناء عدن، وتليها المرحلة الثانية التي ستشمل ميناء المكلا.

إلا أن هذه الجهود أصابتها هجمات مليشيات الحوثي ضد الملاحة الدولية في مقتل، بحسب حديث وزير النقل عبدالسلام حُميد في الاجتماع الذي ترأسه عضو مجلس القيادة الرئاسي عيدروس الزبيدي يوم الأحد، لتدشين نقل إجراءات تفتيش السفن التجارية من ميناء جدة بالمملكة العربية السعودية إلى ميناء عدن.

حيث قال وزير النقل إنه على الرغم من جهود وزارة النقل والحكومة التي بُذلت خلال الفترة الماضية لإنجاز الوديعة التأمينية لضمان تخفيض رسوم التأمين، والتي كانت قاب قوسين أو أدنى أصبحت اليوم أكثر صعوبة وتحدياً بفعل التطورات الجديدة والتوترات في المنطقة.