الحل العسكري.. خيار استراتيجي لردع هجمات الحوثي بالبحر الأحمر

تقارير - Saturday 06 January 2024 الساعة 11:45 am
عدن، نيوزيمن، خاص:

رسالة قوية وجهتها الولايات المتحدة إلى ميليشيا الحوثي- ذراع إيران في اليمن، قبل أيام، إثر الاستهداف المباشر الذي طال 3 زوارق بحرية تقل مسلحين حوثيين أثناء محاولتهم القرصنة على سفينة شحن دنماركية قبالة سواحل الحديدة بالبحر الأحمر.

الرد الحاسم كان تأكيداً على أن التحالف البحري الجديد "حارس الازدهار" الذي تقوده واشنطن، جاد في تأمين الملاحة الدولية المارة عبر البحر الأحمر ومضيق باب المندب وإنهاء أي تهديدات قد تطال السفن المارة من هذه المنطقة الاستراتيجية.

ودفعت الضربة الأميركية للزوارق الحوثية دولاً أخرى بينها هولندا إلى إعلان تأييدها لعمليات الردع والتصدي لهجمات القرصنة. وأبدت رغبتها في تعزيز هذه الجهود وإرسال قوات بحرية للبحر الأحمر للمشاركة في تأمين الملاحة الدولية والتصدي للقرصنة. 

ضربة استباقية

وأكدت تقارير أميركية وبريطانية قرب انطلاق عملية عسكرية رادعة واستباقية ضد أهداف حوثية تستخدم لتهديد الملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب. وأن العملية ستكون عبارة عن إطلاق صواريخ دقيقة الاستهداف على مواقع تابعة للميليشيات الحوثية في الشريط الساحلي المطل على البحر الأحمر وكذا في العمق.

ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين أمريكيين تأكيدات أن الجيش الأمريكي أعد خيارات لضرب جماعة الحوثي في اليمن بعد تصاعد حدة الهجمات التي تقوم بها في البحر الأحمر بزعم أنها إسرائيلية ونصرة فلسطين. ونقلت الصحيفة، أن تحديات ضرب أهداف للحوثيين أن كثيرا من أنظمة أسلحتهم متحركة.

وتأتي التقارير مع تزايد الضغوطات على إدارة الرئيس الأميركي بايدن بضرورة التحرك الجاد والتصدي للتهديدات الحوثية ضد السفن التجارية المارة في المنطقة. وبرزت الكثير من التصريحات لمسؤولين أميركيين كان آخرها لرئيس لجنة المخابرات بمجلس النواب الأميركي، مايك تيرنر -عن الحزب الجمهوري في ولاية أوهايو- الذي دعا الإدارة الأميركية للتحرك واتخاذ إجراءات عملية رادعة للتهديدات المتصاعدة التي تمارسها مليشيا الحوثي ضد الملاحة في البحر الأحمر وباب المندب منذ أكثر من شهر.

وقال: يجب على إدارة بايدن اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد الحوثيين بعد أن اشتبكت البحرية الأمريكية مع الحوثيين في البحر الأحمر، مؤكدا على أهمية إعادة النظر في الإجراءات التي يجب اتخاذها في اليمن لمنع الحوثيين من الاستمرار في تعريض السفن التجارية والعسكرية للخطر، لافتا إلى أن عدم الرد على التصعيد الحوثي في المنطقة يمنح إيران فرصة لتمرير مخططاتها الكاملة في المنطقة.

الحوثي يستنجد

الإصرار الدولي على حماية خطوط التجارة العالمية في الممر الدولي، جعل المليشيا الحوثية في موقف صعب بعد إفشال الكثير من عمليات الاستهداف التي نفذت ضد السفن المارة قبالة السواحل اليمنية. وبحسب تصريحات القيادة الأميركية تم إفشال أكثر من 100 هجوم نفذته الميليشيات الحوثية منذ أكثر من شهر عبر طائرات مسيرة وصواريخ باليستية مضادة للدروع كانت تستهدف سفنا تجارية وحربية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.

التحركات العسكرية الجادة وتوسع التحالف البحري، دفع بالقيادات الحوثية إلى التحرك صوب طهران للبحث عن مساندة ودعم لاستمرار عملياتهم البحرية واستهداف السفن وخطوط التجارة تحت شماعة الحرب ضد إسرائيل ونصرة الفلسطينيين في غزة. 

وعقب استهداف الزوارق الحوثية في البحر الأحمر، تحرك رئيس مفاوضي المليشيا الحوثية المتواجد في مسقط محمد عبدالسلام، صوب إيران وعقد سلسلة من اللقاءات للبحث عن دعم ومساندة للخروج من مأزق القرصنة البحرية.

ونقلت وكالة "نور نيوز" الإيرانية أن القيادي الحوثي محمد عبدالسلام، عقد لقاءً الاثنين -عقب يوم من الاستهداف الأميركي للزوارق الحوثية- مع كبير مستشاري وزير الخارجية الإيراني، علي أصغر حاجي في طهران. وسبق اللقاء أيضا لقاء بين عبدالسلام مع أمين مجلس الأمن القومي الإيراني، علي أكبر أحمديان. 

وبحسب المعلومات الأولية تركزت اللقاءات على بحث آخر التطورات الجارية في البحر الأحمر والتحرك الأميركي والدولي لإيقاف الهجمات الحوثية. وأشادت القيادات الإيرانية التي التقاها عبدالسلام بما أسمتها الخطوات الشجاعة لليمنيين في الدفاع عن الشعب الفلسطيني. على حد وصفهم.

دعم إيراني

منذ اختطاف المليشيا الحوثية لسفينة الشحن "جالاكسي ليدر" في نوفمبر 2023، ظلت إيران تنفي صلتها أو تورطها بأعمال القرصنة التي تنفذها الميليشيات الحوثية ذراعها المسلح في اليمن. ومع تصاعد الهجمات الحوثية ضد الملاحة بالبحر الأحمر وباب المندب، ظلت التصريحات الإيرانية تنفي دعمها أو صلتها بهذه الأعمال في محاولة للتنصل من مسؤوليتها تجاه ما يجري من أضرار ضد التجارة العالمية المارة من تلك المنطقة.

وعقب الهجوم الأميركي ضد الزوارق الحوثية كشفت طهران الوجه الحقيقي، وتورطها في أعمال القرصنة الحوثية. وخرج المتحدث باسم الخارجية الإيراني ناصر كنعاني، لإعلان رفض بلاده لما أسماها التحركات الأمريكية والبريطانية في البحر الأحمر وباب المندب على خلفية تصديها لهجمات الحوثيين لسفن الشحن.

وقال المسؤول الإيراني، في مؤتمر صحفي، إن التحركات الأميركية والبريطانية في البحر الأحمر تتماشى مع دورهما في تكثيف حالة عدم الاستقرار وانعدام الأمن في المنطقة، مدعياً أن الدفاع عن السفن التجارية ضد الهجمات الحوثية لا تساهم في تعزيز الاستقرار والأمن. 

وأعلنت إيران دخول إحدى مدمراتها وتدعى "آلبرز" البحر الأحمر، تحت حجة تأمين الملاحة الدولية والتصدي للقرصنة. في حين أن المهمة الرئيسية للسفينة البحرية هي تقديم الدعم اللوجيستي والعسكري للحوثيين.

وعقب وصول المدمرة الإيرانية لدعم الحوثيين في البحر الأحمر، أكد وزير الدفاع في طهران، العميد محمد رضا آشتياني، أن بلاده تدعم الحوثيين في اليمن "في كافة الجوانب" وبجميع "الأبعاد". وفقاً ما أوردته وكالة أنباء "فارس" المقربة من الحرس الثوري. وأضاف الوزير الإيراني، إن ميليشيات الحوثي رائدة في اتخاذ خطوات ضد نظام الهيمنة. على حد تعبيره. 

ورداً على سؤال عما إذا كانت المدمرة "البرز" التي أرسلتها إيران إلى البحر الأحمر ستخفف التوتر مع أمريكا أم لا، قال اشتياني: "سنكون حاضرين أينما نشعر بالحاجة إلى التواجد".