من الحديدة.. تهديدات حوثية لتغطية العجز عن مواجهة "حارس الازدهار"

تقارير - Saturday 30 December 2023 الساعة 09:27 am
الحديدة، نيوزيمن، خاص:

جددت الجماعة الحوثية تهديداتها باستهداف الملاحة الدولية بالبحر الأحمر رداً على إعلان أمريكا تصدي عملية "حارس الازدهار" لعدد من الهجمات.

ونشر إعلام الحوثي خبراً عن اجتماع "استثنائي" عقدته قيادات عسكرية بارزة بمليشيات الجماعة الموالية لإيران في مدينة الحديدة، على رأسها وزيرا الدفاع والداخلية بحكومة الجماعة محمد العاطفي وعبدالكريم الحوثي، بالإضافة إلى رئيس جهاز المخابرات بالجماعة المدعو عبدالحكيم الخيواني وشقيق زعيم الجماعة عبدالخالق الحوثي المعين قائداً لما تسمى بالمنطقة العسكرية المركزية والمدعو يوسف المداني المنتحل صفة قائد المنطقة العسكرية الخامسة.

هذه القيادات البارزة بجماعة الحوثي، أعادت تكرار تهديدات الجماعة بمواصلة استهداف السفن التجارية بالبحر الأحمر ومضيق باب المندب، وتحذير "الولايات المتحدة الأمريكية وشركائها في التحالف البحري من مغبة عسكرة البحر والإضرار بأمن الملاحة الدولية خدمة للكيان الإسرائيلي".

قادة مليشيات الجماعة الحوثية، لوحوا في الاجتماع إلى ما زعموا أنها "خيارات استراتيجية"، لمواجهة العملية البحرية التي أعلنت أمريكا وعدد من حلفائها تشكيلها تحت مسمى "حارس الازدهار" لتأمين الملاحة الدولية بالبحر الأحمر.

هذه التهديدات الحوثية جاءت بعد يوم واحد من إعلان الجيش الأميركي أنّه أسقط أكثر من 10 طائرات مسيّرة هجومية وصواريخ أطلقها الحوثيون من اليمن باتجاه سفن شحن في البحر الأحمر من دون أن تسفر عن إصابات أو أضرار.

وسبق ذلك إعلان القيادة المركزية الأميركية "سنتكوم" السبت، عن اعتراض المدمرة الأميركية "لابون" 4 طائرات مسيرة أطلقت من مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن كانت متجهة نحو المدمرة.

الإعلان الأمريكي عن التصدي لبعض هجمات جماعة الحوثي ضد الملاحة الدولية، يأتي بعد تهديدات الجماعة لواشنطن وحلفائها من خطورة التصدي لهجماتها ضد السفن بالبحر الأحمر.

وهو ما أوقع الجماعة الحوثية في مأزق وفضيحة تكشف عجزها عن المواجهة بحرياً ضد الولايات المتحدة وحلفائها، وتجلى ذلك واضحاً في التصريح الذي نشره ناطق الجماعة محمد عبدالسلام السبت، بعد إعلان للجيش الأمريكي عن إسقاط مُسيرات تابعة للجماعة كان تستهدف مدمرة تابعة له.

حيث زعم ناطق الجماعة أن طائرة استطلاع تابعة لمليشيات جماعته كانت تقوم بعمل استطلاعي عرض البحر الأحمر، وأن بارجة أمريكية "قامت بإطلاق النار بطريقة هيستيرية وبأسلحة متعددة تجاهها".

وما يزيد من مأزق الجماعة الحوثية، هو بدء إعلان بعض شركات الشحن البحري الكبرى عن استئناف مرور سفنها عبر البحر الأحمر بعد تعليقها لذلك جراء هجمات الجماعة.

حيث أعلنت مجموعة الشحن الدانماركية "ميرسك" الأحد، أنها تستعد لاستئناف عمليات الشحن في البحر الأحمر وخليج عدن، بعد نحو أسبوع على قرارها بتحويل مسار سفنها نحو رأس الرجاء الصالح.

وقالت الشركة الدانماركية -التي تصنف بأنها أكبر شركة شحن حاويات في العالم من حيث حجم الأسطول وسعة الشحن- في بيانها، إنه "مع تفعيل مبادرة (حارس الازدهار)، نستعد للسماح للسفن باستئناف العبور من البحر الأحمر باتجاه الشرق والغرب".

في حين قالت مجموعة الشحن الفرنسية (سي.إم.إيه - سي.جي.إم) الثلاثاء، بأنها تعتزم زيادة عدد السفن التي تعبر قناة السويس تدريجيا بعد قرار سابق لها بتحويل أغلب سفنها نحو رأس الرجاء الصالح، مضيفة في بيان: "يستند هذا القرار إلى تقييم مفصل للمشهد الأمني وإلى التزامنا بأمن وسلامة البحارة".

هذه البيانات والقرارات من كبرى شركات الشحن البحري تعكس الفارق الذي أحدثه التواجد العسكري في البحر الأحمر بالتصدي لبعض هجمات مليشيات الحوثي، ما يهدد بسقوط ورقة تهديد الملاحة من يد المليشيات وداعميها في إيران.