من الحوثي إلى حماس.. إيران تهين أدواتها وأذرعها بتصريحات مستفزة

تقارير - Thursday 28 December 2023 الساعة 10:17 am
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

تسببت تصريحات إيرانية حول دوافع الهجوم الذي شنته حركة حماس الفلسطينية ضد الكيان الإسرائيلي في الـ7 من أكتوبر، بإحراج كبير للحركة وأنصارها من جماعة الإخوان التي تنتمي لها.

حيث قال المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني رمضان شريف في مؤتمر صحفي له الأربعاء، إن الهجوم الذي أطلقت عليه حماس اسم "عملية طوفان الأقصى" كانت إحدى عمليات الثأر لاغتيال قائد فيلق القدس الإيراني السابق قاسم سليماني.

وحذر المسؤول الإيراني إسرائيل من احتمال حصول "7 أكتوبر" ثان رداً على مقتل العميد في الحرس الثوري رضي موسوي الذي قتل في ضربة جوية إسرائيلية استهدفت ضاحية السيدة زينب بالعاصمة السورية دمشق الإثنين الماضي.

هذا التصريح سبب إحراجاً كبيراً لحركة حماس التي تعد إحدى الجماعات المسلحة التي تتلقى الدعم من قبل النظام الإيراني وسبق وأن وجهت قيادات الحركة الشكر له على ذلك.

وسارعت الحركة إلى إصدار بيان مقتضب، نفت فيه تصريحات ناطق الحرس الثوري الإيراني بشأن دوافع عملية "طوفان الأقصى"، مؤكدة أنها جاءت ردا على الاحتلال وعدوانه المتواصل على الشعب الفلسطيني.

وقالت حماس، في بيانها، إنها أكدت مرارا دوافع وأسباب عملية "طوفان الأقصى" وفي مقدمتها الأخطار التي تهدد المسجد الأقصى المبارك، وشددت على أنّ "كل أعمال المقاومة الفلسطينية تأتي ردا على وجود الاحتلال، وعدوانه المتواصل على الشعب الفلسطيني ومقدساته".

هذا الإحراج والنفي من حماس، دفعا بالمتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني للتراجع عن تصريحاته السابقة، بتصريح مقتضب لوسائل إعلام إيرانية بأن تصريحاته حول دوافع طوفان الأقصى "أسيء فهمها ولم يكن يقصد أن دافع العملية كان الانتقام لاغتيال سليماني".

هذه الحادثة كان لها سابقة مماثلة، قبل نحو أسبوعين، بتصريحات لوزير الدفاع الإيراني العميد محمد رضا أشتياني حول البحر الأحمر، ومثلت إحراجاً كبيراً لذراع بلاده في اليمن المتمثل بجماعة الحوثي.

حيث علق أشتياني حينها في تصريحات له لوسائل إعلام إيرانية على إعلان الولايات المتحدة الأمريكية نيتها تشكيل تحالف دولي في البحر الأحمر لمواجهة هجمات الحوثيين في اليمن.

حيث حذّر وزير الدفاع من هذه الخطوة، مؤكداً سيطرة بلاده على هذه المنطقة، قائلاً إن البحر الأحمر "هي منطقتنا نحن"، وإنه "لا يستطيع أحد على الإطلاق المناورة فيها".

ومثلت هذه التصريحات إهانة واضحة من قبل النظام الإيراني لجماعة الحوثي، فزعم طهران التي لا تطل على البحر الأحمر سيطرتها عليه، يمثل إعلانا بأن ما تقوم به الجماعة من هجمات ضد الملاحة الدولية يأتي بأوامر منها، وينسف كل مزاعم الجماعة الحوثية بأنها "نصرة لفلسطين".

وعلى الرغم من عدم تعليق جماعة الحوثي بشكل رسمي على هذه التصريحات الإيرانية، إلا أنها مثلت إحراجاً لعناصر الجماعة تجلى ذلك بالانتقادات التي وجهها بعض أنصارها على مواقع التواصل الاجتماعي ضد تصريحات وزير الدفاع الإيراني.

وهو ما دفع طهران إلى محاولة التخفيف من الأمر، عبر الزعم بوجود "خطأ في الترجمة"، بحسب بيان مقتضب لـ"شبكة قنوات إيران بالعربية الإعلامية"، وهي مؤسسة رسمية موثقة من قبل وزارة الخارجية الإيرانية ومقرها في العاصمة طهران، كما ورد في البيان.

حيث قدمت الشبكة توضيحا واعتذارا عن "ما حصل من خطأ فني حول خبر اختص بتصريح وزير الدفاع الإيراني"، وقالت إن الخبر "تم فهمه بطريقة مختلفة كان بسبب خطأ في الترجمة الخاصة بالخبر من قبل موظفينا وتم معالجة الأمر فوراً"، حد زعمها.

وختمت الشبكة الإعلامية الإيرانية بيانها بتوجيه الشكر إلى جماعة الحوثي في اليمن، وقالت إنها "ترفض ما حدث لها من هجوم إعلامي حاول فيه البعض تغيير الحقائق".