2023 صحياً في صنعاء.. إعاقة حملات التحصين يزيد انتشار الأمراض والأوبئة

تقارير - Wednesday 27 December 2023 الساعة 09:32 am
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

سجّل معدّل انتشار الأمراض والأوبئة زيادة ملحوظة خلال العام 2023 في صنعاء والمحافظات المجاورة لها، بما فيها أمراض الطفولة والأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات، في واحدة من تداعيات وآثار انقلاب مليشيا الحوثي سبتمبر/ أيلول 2014.

وحسب تقارير منظمة الصحة العالمية فقد سجل العام 2023 عدد 1671 إصابة مشتبهة بمرض الدفتيريا، وعدد 109 حالات وفيات بالمرض الذي زاد انتشاره بنسبة 57% عما كانت عليه في عامي 2021 و2022. 

وتوقع  الدكتور أرتورو بيسيغان، ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن، أنه في عام 2024، سوف يستمر تفشي العديد من الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات -بما في ذلك الدفتيريا- بشكل مستمر ومتزايد، مع وصول نسبة الأطفال غير المحصنين أو الذين لم يحصلوا على جرعة الصفر إلى 28٪. 

تفشٍ متسارع لوباء الكوليرا

وشهد العام 2023 انتشاراً وتفشيا متسارعا لوباء الكوليرا، حيث سجلت عمليات الحماية المدنية والمساعدات الإنسانية التابعة للمفوضية الأوروبية نحو ألف حالة جديدة خلال الأشهر الأخيرة، قالت إنها تمثل ثلث الحالات المبلغ عنها منذ مطلع العام 2023.

مشيرة في بيان صحافي لها إلى أن عدد الإصابات خلال هذه الفترة القصيرة يمثل ما نسبته 29% من إجمالي حالات الاشتباه المسجلة منذ مطلع العام 2023. والبالغة 3,111 حالة، موضحة أن حالات الوفاة تشكل 66% من إجمالي الوفيات المبلغ عنها، والبالغة 12 حالة وفاة.

من جانبها أكدت منظمة الصحة العالمية، تسجيل أكثر من سبعة آلاف حالة اشتباه بالكوليرا في اليمن خلال العام 2023م، وأرجعت سبب تفشي الكوليرا إلى الإجهاد الشديد الذي تعاني منه البنية التحتية للرعاية الصحية وتدهور الظروف الاقتصادية في اليمن جراء الحرب، إضافة إلى انخفاض تغطية التحصين الشاملة وقيود الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية.

فيما عبرت منظمة أوكسفام، عن قلقها من الارتفاع المقلق في عدد حالات الكوليرا المسجلة في اليمن خلال الأشهر الأخيرة، محذرة من أنّ المرض قد يتحول إلى وباء، إذا لم يتم اتخاذ إجراءات سريعة.

مرض الحصبة يحصد أرواح الطفولة 

وبالمثل تزايدت خلال العام 2023 حالات الإصابة بمرض الحصبة والحصبة الألمانية بين الأطفال في صنعاء والمحافظات المجاورة لها، ورصدت بيانات منظمة الصحة العالمية حتى منتصف العام 2023 تسجيل 34300 حالة اشتباه بالحصبة، و413 حالة وفاة، مقارنة بـ27000 حالة و220 حالة وفاة مرتبطة بها في عام 2022.

وقالت المنظمة الأممية أن الزيادة في حالات الحصبة والحصبة الألمانية بين الأطفال في اليمن حدثت عام 2023 في سياق التدهور الاقتصادي وانخفاض الدخل والنزوح والظروف المعيشية المكتظة في المخيمات، إلى جانب النظام الصحي المثقل، وانخفاض معدلات التحصين، في إشارة الى إعاقة مليشيا الحوثي لبرامج التحصين للطفولة لعدد من أمراض الطفولة التي يمكن الوقاية منها باللقاحات.

وفي سياق متصل بانتشار الأمراض والأوبئة أشارت تقديرات الصحة العالمية إلى أنّ أكثر من 21 مليون شخص في اليمن يعيشون في مناطق معرضة لخطر الإصابة بالملاريا، متوقعة حدوث أكثر من مليون حالة إصابة بالملاريا كل عام، في حين قدرت عدد المصابين بمرض البلهارسيا بنحو 3 ملايين مصاب، وأن نحو 6 ملايين شخص معرضون لخطر الإصابة بداء البلهارسيا.

تسجيل مليون إصابة بالملاريا سنوياً

وتقول منظمة الصحة العالمية إنه منذ تأكيد فاشية فيروس شلل الأطفال المتحور الدائر في تشرين الثاني/ نوفمبر 2021، لم تتمكن المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال من الوصول إلى الأطفال من منزل إلى منزل في المحافظات الشمالية لليمن. ونتيجة لذلك، أكدت المنظمة استمرار تفشي شلل الأطفال هناك، موضحة: "من بين 228 حالة شلل أطفال مشلولة في اليمن، 86 في المائة (197) من المحافظات الشمالية".

وسجلت بيانات منظمة الصحة العالمية خلال العام 2023 عدد 6 آلاف حالة إصابات بالسعال الديكي بين أطفال اليمن في صنعاء والمحافظات المجاورة لها، وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى إلى أن واحداً من كل أربعة يمنيين يعاني من أمراض عقلية ومشاكل نفسية واجتماعية تتفاقم بسبب العنف والنزوح القسري والبطالة ونقص الغذاء.

وعلى مدى عقود، كانت معدلات التغطية العالية لتحصين الأطفال في اليمن من بين الأفضل في المنطقة، وظلت مرتفعة بفضل دعم الدولة المستمر لأنشطة رفع الوعي المجتمعي ونظام الصحة العامة القوي، حسب منظمة الصحة العالمية التي ترى أن التدخلات الصحية الحاسمة، بما في ذلك حملات التطعيم المجتمعية، تواجه عوائق شديدة ليس فقط بسبب الصراع، ولكن أيضًا بسبب المعلومات الخاطئة المنتشرة على نطاق واسع والقائمة على الخوف والتي تؤدي إلى تآكل ثقة المجتمع في اللقاحات المنقذة للحياة، في إشارة إلى تبنى مليشيا الحوثي معلومات تضليلية ضد لقاحات الأمراض بما فيها أمراض الطفولة، وتعطيل حملات التحصين الروتينية، ما تسبب في ارتفاع  الحالات المرضية إلى مستويات غير مسبوقة.