اليمن كمنصة برية وبحرية إيرانية.. هل أدرك الغرب فداحة التماهي مع الحوثيين؟

تقارير - Saturday 04 November 2023 الساعة 07:04 am
المخا، نيوزيمن، خاص:

كشفت وسائل إعلام أمريكية عن تقديم مشروع داخل الكونجرس الأمريكي لإعادة تصنيف جماعة الحوثي في اليمن كمنظمة إرهابية بعد أكثر من عامين على إلغاء ذلك.

وكان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد أصدر قراراً في آخر يوم له في السلطة مطلع عام 2021م بإدراج جماعة الحوثي ضمن قائمة المنظمات الإرهابية، إلا أن إدارة الرئيس الحالي جو بايدن سرعان ما ألغته بعد شهر واحد.

إلغاء القرار الذي لاقى، حينها، اعتراضاً في الأوساط الأمريكية والأوروبية والمنظمات الأممية والدولية تحت ذريعة تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، جاء ضمن توجه جديد لإدارة بايدن لإغلاق ملف الحرب في اليمن والتوجه نحو السلام وتجلى ذلك بتعيين مبعوث أمريكي خاص لليمن.

توجه ظلت الإدارة الأمريكية ومن ورائها الدول الغربية والأمم المتحدة تؤكد عليه طيلة العامين الماضيين بالرغم من العراقيل والتعنت الواضح من قبل مليشيات الحوثي في إفشال كل المحاولات والجهود المبذولة للتوصل إلى تسوية سياسية تنهي الحرب في اليمن.

ومنذ نحو عام لا تزال جهود التوصل إلى تمديد لاتفاق التهدئة الأممية متعثراً جراء الاشتراطات التي تقدمها جماعة الحوثي، وسط مطالبات مستمرة من الحكومة الشرعية في كل مناسبة أو لقاء مع مسئول غربي أو أممي بموقف دولي وأممي حازم تجاه ذلك.

كما تكرر الحكومة من التحذير من خطورة التماهي الدولي والأممي مع التعنت الحوثي وإفشاله لجهود السلام مع استمرار الدعم الإيراني غير المحدود بالأسلحة والصواريخ والمُسيرات، وتحويل مناطق سيطرة الحوثي في اليمن إلى منصة للأسلحة والأجندة الإيرانية.

وهو ما تأكد من خلال الهجمات التي شنتها جماعة الحوثي مؤخراً نحو إسرائيل، لكونها "جزءاً من محور المقاومة" (التسمية للمحور الذي تقوده إيران بالمنطقة العربية) بحسب تصريح لرئيس حكومتها عبدالعزيز بن حبتور لوكالة إعلام إيرانية.

ابن حبتور الذي أشار في تصريحه للوكالة الإيرانية إلى أن جماعة الحوثي "مسئولة عن أمن الجزء الجنوبي من البحر الأحمر"، هدد باستهداف السفن الإسرائيلية المارة في حالة استمرار الحرب على قطاع غزة.

هذا التهديد تراه الأوساط الغربية تهديداً حقيقياً على عكس الهجمات بالصواريخ والمُسيرات التي شنتها جماعة الحوثي مؤخراً نحو إسرائيل، بالنظر إلى قدرات الأنظمة الدفاعية في التصدي لها بسبب طول المسافة وعدم قدرة الجماعة على إطلاق أعداد كبيرة منها لتجاوز هذه الأنظمة كما تعمل المقاومة الفلسطينية.

وهو ما يقوله فابيان هينز الباحث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية والمتخصص في متابعة برامج الطائرات المسيرة والصواريخ التي تمتلكها إيران وحلفاؤها في "محور المقاومة"، بما في ذلك الحوثيون على نطاق واسع.

هينز وفي مقابلة مع موقع "أمواج ميديا" الإيرانية أشار إلى أن الحوثيين لديهم ما يقارب عشرة أنظمة صواريخ مختلفة مضادة للسفن في ترسانتهم، مؤكداً بأن هذا رقم لا يمكن الاستهانة به، وأنه يكشف "شيئًا من النوايا الإيرانية".

حيث يرى بأن إيران تحاول نقل استراتيجيتها الخاصة بمضيق هرمز المتمثلة في امتلاك القدرة على احتجاز سفن الشحن عبر الممر المائي كرهينة عندما تستدعي الظروف السياسية ذلك إلى مضيق باب المندب عبر وكلائهم في اليمن.