بعد اليمن لبنان.. سعي إيراني حثيث لتحسين علاقة أذرعها في المنطقة مع السعودية

تقارير - Wednesday 06 September 2023 الساعة 08:35 pm
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

أفادت معلومات وصفت مصادرها بـ"جهات وثيقة الاطلاع" بأن هناك سعياً إيرانياً حثيثاً لتحسين العلاقة بين المملكة العربية السعودية وحزب الله اللبناني، وذلك بعد أن سعت طهران لتحسين علاقة المملكة بمليشيا الحوثي- ذراع إيران في اليمن.

وكتب المحلل السياسي اللبناني طارق ترشيشي، الثلاثاء، أن الملف الرئاسي اللبناني "يقترب جديا من الإنجاز" على خلفية تطور مرتقب للعلاقة بين ذراع إيران في لبنان- حزب الله وبين السعودية، واصفاً التطور بالإيجابي على صعيد الملف اليمني.

وقال ترشيشي، إن نقاشاً بدأ يدور في بعض الغرف المغلقة يربط بين الملفين اللبناني واليمني، على خلفية زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الأخيرة للسعودية واجتماعه تحديداً مع ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان، حيث قيل انّ ملف لبنان كان بين مواضيع البحث بينهما إلى جانب الملف اليمني. وتوقع ترشيشي أن يكون عبد اللهيان نقل إلى بيروت وتحديدا إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري والأمين العام لـ"حزب الله"، حسن نصرالله، معطيات معينة، وأن من وصفهما ب"الثنائي الشيعي" سوف يتصرفان على أساس هذه المعطيات في التعامل مع الشأن الرئاسي في لبنان وكذلك على مستوى العلاقة مع السعودية وبما يشمل الملف اليمني.

وأكد الكاتب المختص بالشؤون السياسية أن بعض الأوساط والمعلومات ترجح إمكانية حصول انفتاح وتواصل قريب بين "الثنائي الشيعي"، وتحديداً "حزب الله"، وبين الجانب السعودي، وأن هذا الأمر قد يبدأ بالظهور إلى العلن خلال سبتمبر الجاري. وقال إن بعض مصادر هذه المعلومات لم يستبعد أن تظهر بعض المؤشرات قبيل الحوار الذي دعا إليه بري، مشفوعة بمؤشرات على اقتراب تبلور نتائج الحوار الجاري بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر"، حيث يرى البعض انّ الجانبين بدأا يقتربان من الاتفاق على الرغم من بعض الإشارات والمواقف التي توحي بعكس ذلك. 

ونقل ترشيشي على لسان متابعين للشأن السياسي في المنطقة العربية أنّ الاولوية عند المملكة العربية السعودية منذ توقيع "اتفاق بكين" في العاشر من مارس الماضي بينها وبين إيران، كانت ولا تزال قضية اليمن، وانّ كل تعاون إيراني ومن جهة الثنائي الشيعي على معالجتها، سيقابله تعاون سعودي إزاء بعض ملفات المنطقة وفي مقدّمها الملفان اللبناني والعراقي. ولذلك فإنّ المتوقع ان تكون المرحلة باتت محكومة بمعادلة "سين-ألف" أي «السعودية ـ إيران»، وطبيعي إنّ لبنان سيكون في صلب اهتمامات هذه المعادلة، كونه يشكّل ساحة مشتركة لها، سواءً توسعت لاحقاً لتصبح «سين-سين- ألف»، أي "السعودية- سوريا- إيران" أم لا.

ومطلع الأسبوع الجاري زار وزير الخارجية الإيراني بيروت قادماً من سوريا بعد جولة خليجية بدأها من الرياض. وتزامنت زيارة عبد اللهيان لبيروت مع زيارة للمبعوث الأمريكي إلى لبنان التقى خلالها مسؤولين كبارا في الجيش اللبناني والقطاع المصرفي.

ومن خلال هذه الجولة لوزير الخارجية الإيراني في المنطقة العربية يبدو واضحاً أن إيران تكثف مساعيها لتحسين علاقة أذرعها في المنطقة مع المملكة العربية السعودية في ما يبدو كاشتراطات على المملكة لاستمرار تقاربها مع إيران.