المنقوش فرت إلى تركيا.. كشف لقاءات ليبية إسرائيلية سرية منذ 2016

العالم - Tuesday 29 August 2023 الساعة 10:40 am
نيوزيمن، وكالات:

بالتزامن مع الأزمة التي خلفها لقاء وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين ونظيرته الليبية نجلاء المنقوش في روما، وأدى إلى إقالة الأخيرة، كشف رافائيل لوزون، رئيس اتحاد يهود ليبيا، عن ترتيبه العديد من اللقاءات بين شخصيات عالية المستوى من ليبيا وإسرائيل.

وقال لوزون في لقاء مع قناة سكاي نيوز عربية عبر برنامج "رادار الأخبار"، إنه ومنذ 2016 تمكن من ترتيب العديد من اللقاءات التي ضمت شخصيات إسرائيلية وليبية عالية المستوى.

وأشار لوزون إلى أنه رتب لقاءً كبيراً في جزيرة رودس اليونانية، جمع عددا من اليهود ذوي الأصول الليبية بمناسبة إحياء مرور خمسين عاما على خروجهم من ليبيا، إلى جانب مسؤولين ليبين كان بينهم وزير الثقافة والإعلام حينها عمر الغوير، ومسؤولون من إسرائيل.

ولفت إلى وجود أكثر من 100 ألف يهودي من أصل ليبي في الدولة العبرية، ونحو 10 آلاف في أوروبا.

وأضاف: "تحدثنا عن الحوار والتعايش والتعاون والتسامح، ما جرى في 65 عاما قبل نظام القذافي وحتى الآن".

وبعد لقاء اليونان، أفاد لوزن بأنه رتب العديد من اللقاءات غير الرسمية السرية في عدة بلدان أوروبية بين دبلوماسيين من البلدين.

 ولفت رئيس اتحاد يهود ليبيا إلى أن اللقاء الذي التأم في اليونان حظي بتغطية إعلامية واسعة ومشاركة على مستوى عال من قبل المسؤولين الليبيين والإسرائيليين.

وكانت الخارجية الإسرائيلية أعلنت، في بيان، الأحد، أن إيلي كوهين عقد اجتماعاً مع المنقوش في إيطاليا الأسبوع الماضي، على الرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسية بين البلدين.

ونقل عن كوهين قوله إنه تحدث مع وزيرة الخارجية الليبية "عن الإمكانات الكبيرة للعلاقات بين البلدين"، مؤكداً: "نمنح أهمية هائلة للعلاقات مع ليبيا".

كذلك وصف الاجتماع بالـ"تاريخي" و"خطوة لبناء العلاقات".

ووفق البيان، ناقش الوزيران خلال اللقاء الذي عقد بوساطة وزير الخارجية الإيطالي، أنطونيو تاياني، في العاصمة روما، "العلاقات التاريخية بين البلدين وإمكانية التعاون بين الدولتين والمساعدات الإسرائيلية في القضايا الإنسانية والزراعة وإدارة المياه".

الدبيبة أعطى الضوء الأخضر

وبعد الكشف عن هذا اللقاء تفجرت موجة احتجاجات واسعة في العاصمة طرابلس وغيرها من المدن الليبية، ما دفع رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، التي لا تعترف بإسرائيل، إلى الإعلان عن وقف المنقوش عن العمل، واحالتها للتحقيق ومنعها من السفر، قبل تسريب اخبار عن إقالتها في وقت لاحق الاثنين.

وبينما أكدت وزارة الخارجية الليبية أن اللقاء كان عابراً وغير رسمي ولم يكن معداً له مسبقاً، إلا أن اثنين من كبار المسؤولين في حكومة الوحدة كشفا أن الدبيبة كان على علم مسبق بالمحادثات بين وزيرة خارجيته وكبير الدبلوماسيين الإسرائيليين.

وقال أحد المسؤولين إن الدبيبة أعطى الضوء الأخضر للاجتماع الشهر الماضي، عندما كان في زيارة لروما، وإن مكتبه رتب اللقاء بالتنسيق مع المنقوش، حسب أسوشييتد برس.

كما ذكر المسؤول الثاني أن الاجتماع استمر نحو ساعتين وأطلعت المنقوش رئيس الوزراء على الأمر مباشرة بعد عودتها إلى طرابلس.

مجلس النواب الليبي، عقد جلسة طارئة كرست للوقوف امام تداعيات هذا اللقاء.

ودعا البرلمان في ختام الجلسة إلى إجراء تحقيق مع حكومة عبد الحميد الدبيبة بشأن التواصل مع إسرائيل، مطالبا لجنة (6+6) بوضع شروط في قوانين الانتخابات تمنع ترشح كل من يثبت تورطه في ذلك.

وقال في بيان عقب جلسة طارئة بخصوص لقاء وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش مع وزير الخارجية الإسرائيلي إن قرار البرلمان سابقا بسحب الثقة من حكومة الدبيبة كان "صائبا".

واعتبر البرلمان أن أي عمل قامت به حكومة الدبيبة بعد سحب الثقة منها هو عمل "باطل"، داعيا كافة المؤسسات والأجهزة الرقابية والعسكرية والأمنية والمالية إلى عدم تنفيذ تعليمات هذه الحكومة.

وعلى صعيد متصل أفادت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية بأن نجلاء المنقوش فرت إلى تركيا.

ونقلت الصحيفة عن مستشارة للوزيرة، التي أعلن رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة وقفها عن العمل والتحقيق معها بشأن اللقاء، إنها فرت إلى تركيا "خوفا على سلامتها".

وقالت سالمين أسعد مستشارة الوزيرة للصحيفة، إن المنقوش سافرت جوا إلى تركيا بسبب "مخاوف تتعلق بالسلامة"، مضيفة أن "الناس غاضبون" وأشعلوا النيران احتجاجا.

في الأثناء، نقلت بوابة الوسط الليبية عن مصدر قوله إن وزيرة خارجية حكومة الوحدة غادرت تركيا إلى لندن.

بينما افادت مصادر ليبية بان جهاز الأمن الداخلي الليبي سهل سفر المنقوش بطائرة خاصة.

وسارع جهاز الأمن الداخلي إلى نفي تسهيله سفر المنقوش، مشيرا إلى أنها لم تمر عبر القنوات الرسمية بمنفذ مطار معيتيقة وفق السياق المتعارف عليه وأن كاميرات المراقبة ستوضح ذلك.