تسجيل 200 حالة.. موجة إسهالات حادة تضرب حيس

المخا تهامة - Monday 31 July 2023 الساعة 04:24 pm
حيس، نيوزيمن، خاص:

تشهد مدينة حيس، جنوبي الحديدة، موجة حميات وإسهالات حادة في صفوف أطفال المدينة. وسط افتقار المستشفى الوحيد إلى أبسط الخدمات الطبية والعلاجية لمواجهة تزايد أعداد المصابين.

وتتربص الأوبئة والأمراض الموسمية أهالي القرى والمناطق النائية في المحافظة، دون أي حلول جذرية من قبل الجهات المعنية لمكافحة هذه الأمراض التي تنهش أجساد المواطنين خصوصا الأطفال. 

بحسب المعنيين فإن انتشار الأمراض يعود بدرجة كبيرة إلى تكاثر البعوض وانتشار المخلفات الصلبة والنفايات في كافة أحياء المديرية. ناهيك عن تواجد المستنقعات المائية التي تخلفها الأمطار الموسمية والتي تعد بيئة خصبة لنمو البعوض والحشرات الناقلة للأوبئة والأمراض الفتاكة والحاصدة لأرواح البشر.

العشرات يترددون يومياً على مستشفى حيس الريفي الحكومي بالمدينة، كونه يعتبر الملاذ الوحيد لإنقاذ حياة أطفالهم من الحميات والإسهالات الحادة المنتشرة، إلا أن المستشفى أصبح عاجزاً جراء افتقاره لأبسط العلاجات التي قد تخفف من أوجاع وآلم الأطفال والمرضى.

ما يزيد عن 200 حالة مرضية، تم تسجيلها لأطفال يعانون من الحميات والإسهالات، وفقاً لمصدر صحي في المديرية، موضحا أن مستشفى حيس يفتقر لغرفة رقود للأطفال فضلاً عن عدم قدرته على معالجة الكثير من الحالات الجديدة في ظل تفشي الأوبئة والأمراض الموسمية.

تدهور الوضع في حيس دفع بمكتب الصحة إلى إطلاق نداء استغاثة عاجل للجهات الحكومية والمنظمات الإنسانية للتدخل بشكل سريع ودعم المستشفى بالأدوية والمستلزمات الطبية لمواجهة جائحة الحميات والإسهالات الحادة.

وقال مدير مكتب الصحة بالمديرية الدكتور محمد طالب حمنه لـ"نيوزيمن": في مثل هكذا أيام تكثر الأوبئة والحميات في صفوف الأهالي خصوصا في شريحة الأطفال، موضحا أن مستشفى حيس والمراكز الصحية والعيادات الخارجية تستقبل الكثير من المواطنين المصابين بهذه الأمراض.

وأكد الدكتور حمنه، أن الإسهالات انتشرت بداية فصل الصيف، وتحتاج الجهات الصحية لعلاجات كثيرة لمواجهة تزايد الحالات، داعياً مكتب الصحة بالمحافظة ووزارة الصحة والمنظمات العاملة في الجانب الصحي لتوفيرها لمواجهة هذا الوباء.

وأوضح أن العديد من الحالات المرضية يتم تحويلها إلى مستشفى المخا أو مستشفيات أخرى، من أجل الحصول على العلاجات اللازمة، مؤكداً أنه لا يوجد قسم خاص لرقود الأطفال المصابين بالإسهالات داخل مستشفى حيس.

انتشار الإسهالات الحادة بات يهدد حياة الأطفال في حيس وقرى مجاورة لها، وعلى الرغم من قيام الآباء والأمهات بإيصالهم إلى المستشفى لتلقي العلاجات التي تصرف لهم بالمجان، إلا أن المعاناة تتضاعف هناك نتيجة عدم توفر الأدوية في صيدلية المستشفى.

بحسب الأطباء يعاني المستشفى من أزمة حادة في العلاجات أو المحاليل المخبرية وهو ما يؤثر على مستوى الخدمة الطبية البسيطة التي تقدم للمرضى. ما يدفع بالكثير من الأسر إلى نقل أطفالهم صوب مستشفيات بعيدة وسط تكاليف باهظة يتكبدها الأهالي من أجل الحصول على خدمات علاجية تخفف أوجاع أطفالهم المرضى.

هذا الجانب المأساوي الذي يدفع ثمنه المواطن البسيط يشرحه محمد خادم رديني، بقوله: اسعفت طفلي إلى المستشفى الريفي في حيس وأجريت له المعاينة والطبيب قرر له وصفة علاجية، أخذت الورقة وذهبت بها إلى صيدلية المستشفى، وقالوا انه لا يوجد هذا العلاج. وأضاف إنه اضطر إلى شراء العلاجات من الصيدليات الخارجية ودفع مبلغ باهظ من أجل إنقاذ حياة طفله الصغير.

وذكر أن الحالة المعيشية التي يمر بها الموطنون صعبه جداً، نتيجة الأوضاع الراهنة والغلاء والتدهور الاقتصادي، ومستشفى حيس الريفي هو المستشفى الحكومي الوحيد في المديرية الذي يقدم كافة الخدمات، متمنياً من الجهات الداعمة للمستشفى أن توفر العلاجات اللازمة للمرضى والتخفيف من معاناتهم.

من جانبها، قالت الدكتورة عُلاء غُري، إحدى العاملات في قسم المختبري بالمستشفى لـ"نيوزيمن": لدينا أجهزة حديثة في المختبر ونستقبل حالات كثُراً يومياً، تنقصنا بعض المحاليل، نتمنى من الجهات المختصة توفيرها من أجل تقديم خدمات صحية متكاملة للمواطنين.

وأوضحت أن أكثر الحالات التي يستقبلونها في قسم المختبر هم فئة الأطفال الذين يعانون من الحميات والإسهالات الحادة، وكذا من كبار السن الذين يعانون من أمراض السُكر والكبد وأمراض أخرى، فضلاً عن حالات الملاريا المنتشرة أيضا في المديرية.

ويعد مستشفى حيس الريفي، أحد أكبر المستشفيات الحكومية العاملة في المناطق المحررة في الحديدة والساحل الغربي، يستقبل هذا المرفق الصحي المرضى من داخل المديرية ومناطق أخرى مجاورة. ويقدم الخدمات الملموسة للمترددين رغم الواقع المتدهور الذي يمر به القطاع الصحي بالمدينة جراء غياب الدعم الحكومي اللازم وتوفير العلاجات والإمكانات الطبية الضرورية التي ترفع من مستوى الخدمات الطبية المقدمة للمرضى.