حصاد التضليل الحوثي.. الحصبة تفتك بـ"259" طفلاً خلال 6 أشهر

الحوثي تحت المجهر - Sunday 23 July 2023 الساعة 03:37 pm
عدن، نيوزيمن:

تشهد اليمن، وتحديدا مناطق سيطرة ميليشيات الحوثي، ذراع إيران، عودة تفشي الأمراض والأوبئة القاتلة التي يمكن الوقاية منها باللقاحات.

الحصبة أحد هذه الأمراض الخطيرة التي انتشرت بقوة مؤخرا بعد انحساره لسنوات قبل اجتياح الميليشيات الحوثية لصنعاء وانقلابهم على السلطة. 

وعلى مدى السنوات الماضية، قادت الميليشيات الحوثية حملات تضلل ضد اللقاحات وحملات التطعيم، الأمر الذي ضاعف من أعداد الإصابات بالمرض في شريحة الأطفال.

تقرير أممي حديث كشف عن ارتفاع كبير في أعداد الإصابات والوفيات بمرض الحصبة خلال النصف الأول من العام الجاري 2023. 

وأوضح تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (UNOCHA) أنه تم تسجيل 25,935 حالة اشتباه بالحصبة، منها 1,406 حالات مؤكدة مختبريا، منذ بداية العام 2023 وحتى 22 يونيو الماضي. موضحا أن عدد الوفيات المسجلة خلال الفترة بلغت نحو 259 حالة وفاة في جميع المحافظات. 

وأشار التقرير إلى أن الإحصائية المسجلة خلال الستة الأشهر الماضية أكثر من 96% من إجمالي الحالات المبلغ عنها طوال عام 2022.

وأعاد التقرير سبب الارتفاع الكبير في أعداد الإصابات بمرض الحصبة إلى إيقاف حملات التوعية والتطعيم من قبل ميليشيا الحوثي في المحافظات الخاضعة لسيطرتهم. لافتا إلى أن 88% من الأطفال الذين تم الإبلاغ عن الاشتباه بإصابتهم بالحصبة لم يتلقوا جرعة واحدة من اللقاح، بينما كان من الممكن منع هذا الوضع لو تلقى هؤلاء الأطفال جرعتين أو ثلاث جرعات من لقاح الحصبة.

كما أضاف التقرير: أن سبب تصاعد حالات الإصابة يعود إلى تردد المواطنين في إعطاء أطفالهم التطعيمات اللازمة بسبب حملات التضليل المكثفة التي تنفذها ميليشيا الحوثي ضد اللقاحات، وهو ما أدى إلى زيادة انتشار الحصبة وغيرها من الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات.

وقال التقرير: إن التطعيم أصبح مقتصراً على المراكز الصحية منذ بداية العام الجاري، الأمر الذي ترك آلاف الأطفال الأكثر ضعفا محرومين من الحصول على اللقاحات اللازمة للتخفيف من حدة انتشار المرض. 

وأوضح تقرير المكتب الأممي أن هناك انخفاضا في حملات التطعيم الروتيني لمواجهة مرض الحصبة منذ مطلع 2023م، وبنسبة وصلت إلى 69%. لافتا إلى أن 224 ألف طفل فقط من أخذوا جرعتهم الأولى من لقاح الحصبة، بانخفاض بنسبة 10% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2022م. بالإضافة إلى زيادة معدلات سوء التغذية، كل ذلك أدى إلى خلق ظروف مواتية لانتشار الحصبة بشكل أكبر وأكثر حدة، مما تسبب في المزيد من الوفيات بين الأطفال.

وأطلق التقرير تحذيرا عاجلا في حال عدم تنفيذ استجابة عاجلة وفعالة في الوقت القريب، قد يكون هناك ضعف عدد الحالات التي تم الإبلاغ عنها العام الماضي.