موقع أمريكي: بطء المحادثات قد يدفع الحوثيين والسعودية لجولة جديدة من الحرب

تقارير - Sunday 21 May 2023 الساعة 09:59 am
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

في الوقت الذي ما زالت تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن قيد التداول في وسائل الإعلام الدولية عن توجه إدارته لإنهاء الحرب في اليمن، نشر موقع "ذي إنترسبت" الأمريكي تحليلاً للصحفي رايان جريم اتهم فيه إدارة بايدن بالدفع "بشكل فعال" لاستئناف الحرب.

وقال جريم إن "حرب اليمن يمكن أن تنتهي إذا أراد بايدن ذلك"، متذكراً في السياق مقولة جون لينون الشهيرة: "الحرب انتهت إذا كنت تريدها أن تنتهي". واستدرك بأن هذا هو حال الحرب في اليمن، لكن الولايات المتحدة الأمريكية تتعمد إبطاء وتيرة محادثات السلام السعودية مع مليشيا الحوثي من أجل الدفع باتجاه جولة قادمة من الحرب.

وأضاف إن جميع الأطراف المشاركة بشكل مباشر أو غير مباشر في الحرب في اليمن- المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، والحوثيين، والصين، وعمان، وقطر، والأردن، وغيرها- تريد وضع الحرب وراءها، لكن الولايات المتحدة لا تريد ذلك لأن حلفاءها في وضع تفاوضي سيئ. 

وأشار التحليل إلى أن قراءة ما بين سطور السياسة الأمريكية وتحركاتها في الآونة الأخير تدل على أن إدارة بايدن تتعمد إبطاء مسار المحادثات، وأن الحوثيين لا يتحلون بالصبر وقد يستأنفون الأعمال العدائية، الأمر الذي من شأنه أن يطلق العنان لحملة قصف أخرى بقيادة السعودية يمكن أن تكسب حلفاء الولايات المتحدة شروطًا أفضل عندما يتعلق الأمر بالسيطرة على الساحل اليمني ذي الموقع الاستراتيجي، حيث يربط البحر الأحمر وخليج عدن المحيط الهندي بالبحر الأبيض المتوسط في الركن الجنوبي الغربي من اليمن، وهي منطقة ذات أهمية جيوسياسية لتدفق النفط وحركة المرور الدولية بحيث تمتلك الولايات المتحدة واحدة من أكبر قواعدها، في جيبوتي، عبر مضيق باب المندب.

واستشهد الصحفي كاتب التحليل بتعليقات وصفها بالمتشائمة للمبعوث الأمريكي إلى اليمن تيموثي ليندركينغ على المحادثات بين السعودية والحوثيين، حيث قال في زيارته الأخيرة إلى السعودية: "لا أتوقع حلاً دائمًا -ولا ينبغي لنا أن نتوقع- أن ينتهي بين عشية وضحاها الصراع المستمر منذ ما يقرب من ثماني سنوات في اليمن... ستستغرق العملية السياسية وقتًا ومن المحتمل أن تواجه العديد من النكسات، لكنني ما زلت متفائلًا بأن أمامنا فرصة حقيقية من أجل السلام". واعتبر التحليل أنه عند فك شفرة الدبلوماسية في التعليق، "فإن الملاحظة الأكثر أهمية هي التنبؤ بـ"العديد من النكسات" والثقة بأننا "لا ينبغي" أن نتوقع "حلًا دائمًا".

وتابع الصحفي تحليله للوضع الراهن لليمن في السياسة الأمريكية بأن إدارة بايدن تواصل الضغط من أجل تشكيل "حكومة شاملة"، مذكراً أن هذه العبارة نفسها التي استخدمتها أمريكا مع أفغانستان. وقال إن كبير المبعوثين الأمريكيين إلى المنطقة العربية "أكسيوس" أطلق مؤخراً تصريحات مشتركة مع ليندركينغ في الرياض بأن الولايات المتحدة تدعم حق السعودية في الدفاع عن نفسها ضد أي تهديدات من اليمن أو من أي مكان آخر، وأن المسؤولين الأمريكيين شددا على "الحاجة إلى تحقيق تكامل واستقرار إقليمي أوسع من خلال مزيج من الدبلوماسية والردع والاستثمار والبنية التحتية الجديدة"، وهو المزيج الذي تضمنته الاستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط في نسختها المحدثة التي أعلنها مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان مطلع مايو الجاري.

وفي سياق التحليل أورد الصحفي رايان جريم تصريحاً للمتحدث باسم الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل، عارض فيه فرضية الصحفي القائلة بأن أمريكا مناهضة لمحادثات السلام في اليمن، وأن حكومته ملتزمة بتعزيز الهدنة التي ترعاها الأمم المتحدة ومستمرة في تركيزها على "مساعدة الأطراف في تأمين اتفاق جديد وأكثر شمولاً".

وأفاد التحليل أن الحوثيين يحتاجون من أجل بقائهم السياسي إلى رفع الحصار، لكن إذا استمرت المحادثات لفترة طويلة، فمن المرجح أن يستأنفوا الضربات عبر الحدود، وأن جميع الأطراف تعلم ذلك.