ما مدى توافق سياسة بريطانيا والاتحاد الأوروبي في اليمن؟

تقارير - Wednesday 17 May 2023 الساعة 08:44 pm
عدن، نيوزيمن، خاص:

أعلنت بعثة الاتحاد الأوروبي، الأربعاء، اختتام زيارة مشتركة لسفيرها لدى اليمن غابرييل مونويرا فينيالس مع سفراء وممثلي خمس دول أوروبية إلى العاصمة عدن.

وفي بيان صحفي عن بعثة الاتحاد الأوروبي في اليمن، شارك في هذه الزيارة سفراء كل من: فرنسا، جان ماري صفا، ألمانيا، هيوبرت ياغر، هولندا، بيتر ديريك هوف، والمبعوث الخاص لإيطاليا، جيانفرانكو بيتروزيلا، ونائب سفير فنلندا، إسكو مانيستو.

وبحسب البيان، التقى السفراء والدبلوماسيون الأوروبيون، رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، ورئيس الوزراء معين عبدالملك، ووزير الخارجية أحمد بن مبارك، ووزير الدفاع محسن الداعري، ووزير المالية سالم بن بريك، ومحافظ البنك المركزي اليمني أحمد غالب المعبقي، إضافة إلى لقاءات مع نشطاء مدنيين وحقوقيين.

 البيان أفاد أن سفراء هذه الدول "شددوا" على "دعم الاتحاد الأوروبي للرئيس رشاد العليمي وعلى وحدة مجلس القيادة الرئاسي في هذا الوقت الحرج"، ودعوا "كافة الأطراف إلى الانخراط البناء مع الجهود الجارية للتوصل إلى تسوية سياسية شاملة جامعة برعاية الأمم المتحدة".

تأتي هذه الزيارة بالتزامن مع التطورات السياسية التي شهدتها عدن في الآونة الأخيرة وتصدّر القضية الجنوبية واجهة القضايا ذات الأولوية الملحة للحل في إطار جهود إحلال السلام التي تقودها منذ أشهر المملكة العربية السعودية في التفاوض مع مليشيا الحوثي، وجهود مبعوث الأمم المتحدة هانس جروندبرج، والمبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينج، الذي زار الرياض الأسبوع الماضي.

وفي سياق متصل، التقى المبعوث الأممي هانس جروندبرغ، الثلاثاء، في واشنطن، وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن. وبحسب المتحدث باسم الوزارة، ماثيو ميلر، "ناقش الوزير والمبعوث الخاص، التنسيق بين الولايات المتحدة والأمم المتحدة في تعزيز جهود السلام الجارية بقيادة الأمم المتحدة في اليمن". وأضاف إن الوزير والمبعوث الأممي "أكدا التزامهما المشترك" بالبناء على الهدوء الذي ساد منذ توقيع هدنة أبريل 2022، "لضمان عملية سياسية شاملة بقيادة يمنية تشمل دعوات اليمنيين للعدالة والمساءلة والتعويض عن انتهاكات وتجاوزات حقوق الإنسان".

كما تزامنت زيارة سفير الاتحاد الأوروبي وسفراء خمس من دوله الأعضاء إلى عدن، مع تصريحات السفير البريطاني في اليمن، ريتشارد أوبنهايم، التي تضمنتها مقابلة صحفية حديثة له، وأثارت هذه التصريحات جدلاً حول الدور الذي يفترض أن تلعبه المملكة المتحدة لإحلال السلام في اليمن وحل القضايا الخلافية بين أطراف النزاع، باعتبار بريطانيا "حاملة القلم في الملف اليمني"- بحسب تعبير السفير أوبنهايم نفسه.

وحثّ أوبنهايم على تقاسم الموارد الاقتصادية في اليمن التي وصفها بـ"المبعثرة" وتضمين هذا المقترح في أي اتفاق للتسوية، الأمر الذي يعني دعم بريطانيا لمطالب الحوثيين بتقاسم الموارد الاقتصادية، وأبرزها النفط والغاز، مع الحكومة الشرعية والأطراف الممثلة في مجلس القيادة الرئاسي، وهو ما ترفضه جميع الأطراف المناهضة لجماعة الحوثي.

ورغم هذا الحراك الدبلوماسي المكثف، على المستوى الإقليمي والدولي، تبقى تفاصيله بعيدة عن التداول الإعلامي، في حين يغلب السكون على المستجدات السياسية المحلية، باستثناء الأنشطة الأخيرة للمجلس الانتقالي والمكونات الجنوبية المتحدة معه، إضافة إلى تهديدات قادة مليشيا الحوثي بالتصعيد العسكري واستئناف الحرب.