شريان تعز النابض.. خط استراتيجي بمواصفات عالمية

تقارير - Sunday 14 May 2023 الساعة 09:14 am
المخا، نيوزيمن، فتح العيسائي:

يمثل مشروع طريق الكدحة – البيرين الممول من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة، والذي دشنه رئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية وعضو مجلس القيادة الرئاسي العميد طارق صالح مطلع اكتوبر /تشرين الأول من العام الماضي، متنفسًا لأكثر من خمسة ملايين إنسان يرزحون تحت حصار المليشيا منذ تسعة أعوام.

وسيوفر المشروع خطًا حيويًا لمدينة تعز، إذ سيفتح المجال أمام تدفق البضائع والسلع الأساسية، بعد أن اعتمدت خلال فترة الحرب على شريان وحيد يربطها بالعاصمة عدن، عبر طريق هيجة العبد المتهالك، والذي تتعثر محاولات إعادة تأهيله.

وتعتبر الكدحة واحدة من المناطق المحررة في مديرية مقبنة غربي تعز، وتمثل إحدى أهم المناطق الريفية التي لجأ إليها النازحون الذين فروا من مربعات الحرب الحوثية، في حين تمثل نقطة وصل بين مدينة تعز ومديرية المخا الاستراتيجية والشريط الساحلي للمحافظة.

أهمية استراتيجية

تتجسد الأهمية الاستراتيجية لطريق الكدحة – البيرين في كونها عملت على كسر الحصار المفروض على مدينة تعز، إذ يعود لها الفضل في تغذية مدينة تعز بالغاز المنزلي وإنهاء الأزمة التي عانى منها الأهالي خلال الفترة القريبة الماضية.

ويعتبر خط الكدحة اليوم، البوابة الرئيسية التي تتدفق عبرها البضائع والسلع الأساسية إلى داخل المدينة، بعد سنوات من اعتمادها على خط هيجة العبد الجبلي الذي يواجه مشاكل في أهليته ويتعرض للقطع من وقت لآخر، إضافة لخط طور الباحة الذي يعاني فيه السائقون من مخاطر أمنية تسببت بتوقفه في عدة مرات، الأمر الذي كانت تظهر تبعاته على سكان مدينة تعز المحاصرة.

وفي حين وفر الخط انفراجة إنسانية لمعاناة السكان في مدينة تعز، يرى مواطنون أنه وفر لهم متنفسًا للخروج من حالة الكبت التي عاشوها خلال أعوام الحرب وفي ظل حصار ذراع إيران المستمر منذ سنوات، إذ لم يعد يفصلهم عن سواحل محافظة تعز سوى ساعتين فقط.

وفي هذا السياق، يقول المواطن أمجد البعداني: "طريق الكدحة يمثل لنا متنفسًا حيًا، لا سيما ونحن نجد اليوم سواحل محافظة تعز على مسافة قريبة منا، بعد أن عشنا سنوات من الكبت داخل المدينة المحاصرة".

وأضاف البعداني في إطار حديثه لـ"نيوزيمن": "نشعر بطمأنينة كبيرة ونحن نرى ناقلات الغاز تتدفق عبر هذا الشريان الاستراتيجي، بعد معاناة طويلة عشناها كسكان ونحن نتخوف من انقطاع مادة الغاز المنزلي من وقت لآخر".

وأشار إلى أن: "خط الكدحة أسهم بشكل كبير في تخطي أزمة الغاز التي استمرت لأشهر قبل رمضان، وانتهت بدخول أول ناقلات عبر هذا الشريان المهم".

>> استهداف طريق الكدحة.. خنق للإنسان وتعزيز للمعاناة

وتابع: "اليوم تتدفق السلع والبضائع عبر طريق الكدحة التي تربط مدينتنا بالشريط الساحلي وتفتح لنا بوابة مهمة للاستيراد ودخول البضائع عبر ميناء المخا الاستراتيجي".

وأردف: "لن تبقى مدينة تعز مرهونة للظروف ولن تُكسر بفعل حصار الحوثيين بعد أن نجح العميد طارق برعاية دولة الإمارات بكسر الحصار وفتح هذا الشريان المهم".

واختتم بالقول: "اليوم أقود سيارتي ولا يستغرقني الوقت أكثر من ساعتين حتى أصل إلى مدينة المخا التي حرمنا منها منذ بداية الحرب، أصبحت الطريق سهلة ومختصرة ولم يعد هناك ما يمنعنا من السفر والتنقل بحرية مطلقة".

مواصفات عالمية

يعتمد مشروع طريق الكدحة – البيرين على مواصفات عالمية وجودة عالية، فيما يتواصل العمل عليه لإنجازه بمتابعة مباشرة من العميد طارق صالح الذي تصله تقارير يوميه بشأن سير العمل.

وفي هذا السياق، يقول نائب مدير المشروع المهندس معاذ الصوفي: "هناك حرص كبير على تنفيذ الاتفاقيات المبرمة في العقد، وفقا للمواصفات العالمية حسب الاتش تي ام والاشتو، في حين تجري اختبارات دورية في إطار العمل".

وأوضح الصوفي في إطار حديثه لـ"نيوزيمن": "طول المشروع 14 كيلو متر من العبارة الخرسانية رقم واحد، وصولا إلى مفرق الوازعية، وقد نجحنا في إتمام ما يقدر نسبته نحو 39.9 ٪ من النسبة الكلية".


وأضاف: "انتهينا من القطع الصخري، وكذلك القطع الترابي، ولدينا أعمال إنشائية كبيرة جدا، منها 68 عبارة سيول، منها خمس عبارات خرسانية، تصل أصغر عبارة من أربع إلى خمس فتحات، وفي حين تبلغ أكبر عبارة تسع فتحات".

وتابع: "حاليًا أكملنا ما يقارب 24 عبارة حجرية وعبارتين خرسانية، وسنبدأ خلال الأسبوع القادم، والذي يليه عملية فرش طبقة الباسكورس والإسفلت لمسافة ثلاثة كيلو مترات، التي أنهينا فيها الأعمال الإنشائية، وتم الردم خلف العبارات بمواصفات وجودة عالمية".

وأشار إلى أن: "هناك استهدافا لإفشال المشروع ولكن يجري العمل وفق متابعة حثيثة من العميد طارق ومن إدارة الشركة المنفذة، وهو ما يدفع بنا نحو زيادة وتيرة العمل".

واختتم: "العميد طارق صالح، يتابع المشروع بصورة مباشرة وتصله تقارير دورية بشكل يومي عن طبيعة سير العمل، في حين يتفاءل الأهالي بهذا المشروع كثيرا".