مسيرة الحوثي تحصد أرواح الجائعين في صنعاء

تقارير - Thursday 20 April 2023 الساعة 12:20 pm
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

أثارت حادثة التدافع المأساوية التي شهدتها مدينة صنعاء مساء الأربعاء، حزناً واسعاً في أوساط اليمنيين، ممزوجاً بمشاعر الغضب على تدهور الوضع الاقتصادي والمعيشي بمناطق سيطرة جماعة الحوثي الإرهابية.

ولقي عشرات المواطنين حتفهم جراء حادثة تدافع داخل إحدى المدارس بمدينة صنعاء التي تجمعوا بداخلها للحصول على مبلغ مالي "صدقة رمضانية" من قبل أحد التجار، وسط تضارب في الروايات لأسباب الحادثة.

وقالت السلطات الصحية التابعة لجماعة الحوثي في صنعاء بأن الحادثة أسفرت عن وفاة 78 مواطنا وعشرات المصابين من بينهم 13 حالة حرجة تتلقى التدخلات الطبية والعلاجية اللازمة، في حين لم تعلن الجماعة الرواية الكاملة لما جرى واكتفت بالقول بأنها تجري تحقيقا بالحادثة.

وبعيداً عن تضارب الروايات حول أسباب الحادثة وحجم ضحاياها وكونها تحدث لأول مرة، إلا أنها عكست حجم التدهور الكبير في الوضع المعيشي للمواطنين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، بحسب أغلب تعليقات الناشطين والصحفيين والسياسيين على الحادثة في مواقع التواصل الاجتماعي.

فبحسب الناشط رامز الشارحي فإن مشاهد الحادثة المؤثرة توضح "معاناة الناس في مناطق سيطرة الحوثي وكيف أنهم يتسابقون على الفتات لإطعام أولادهم بعد نهب مرتباتهم من قبل الجماعة وقلة الأعمال والفرص"، حسب قوله.

ويؤكد الصحفي عبدالوهاب نمران بأن اليمن "لم يعرف هذه الأوضاع أبداً إلا في عهد الحوثي، عهد الجوع والفقر والمرض والإهانة والذل والاستعباد"، متحدثاً عن حجم الألم الناجم عن مشاهد المأساة في صنعاء.

في حين يرى الصحفي عبدالسلام القيسي بأن "ما يحدث لسكان صنعاء جريمة قتل منظمة، واستهداف جماعي"، ويصف الحادثة بأنها "مجزرة بفعل الكهنة الذين أخذوا كل شيء، وحولوا صنعاء إلى متسولة لبائع شاي يعجنه بمبالغ زهيدة وبزحام أدى للموت"، كما يقول.

‏شهداء سياسة التجويع العنصرية.. هكذا يصف الكاتب همدان العليي ضحايا حادثة التدافع في صنعاء، مشيراً في تعليقه عليها بأن "اليمنيين في مناطق سيطرة السلالة يتعرضون منذ سنوات لسياسة تجويع عنصرية متعمدة بهدف تحقيق أهداف عسكرية وسياسية وعرقطائفية".

وبلغة حزينة يرثي الكاتب والصحفي خالد سلمان ضحايا الحادثة قائلاً: "ذهب بحثاً عن خرقة تكسي عري أطفاله أو صدقة تسد جوعهم، فعاد إليهم بنعشٍ ودمعة معلقة في الهدب"، ويضيف: هذه ليست مأساة وحسب، هذه جريمة في عاصمة توسيع نطاقات الفقر والجبايات المروعة.

من جانبه يصف الكاتب أيمن نبيل الفيديوهات المتداولة عن الحادثة بالكئيبة قائلاً: "جثامين ممدة على الأرض كأن أصحابها نيام في ليل صنعاء البهيم الذي يهرس الأرواح"، متحدثاً عن مسئولية الحوثي في ما حصل بالقول:  "كل شيء يلمسه الحوثي يتحوّل إلى جريمة وإهانة".