الصبيحي وأزمة "النموذج".. حين أعاق الفساد هزيمة الحوثي

تقارير - Tuesday 18 April 2023 الساعة 09:15 pm
عدن، نيوزيمن، عمار علي أحمد:

رغم مرور أيام على إطلاق سراحه من سجون جماعة الحوثي ضمن صفقة تبادل الأسرى، لا يزال وزير الدفاع الأسبق اللواء محمود الصبيحي، محل نقاش وحديث اليمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي.

وتصاعد هذا الحديث والنقاش بعد تداول مجموعة من الصور التي تظهر بساطة وتواضع منزل الرجل في مسقط رأسه في مضاربة الصبيحة بلحج، والذي بات مقصداً للوفود الرسمية والشعبية القادمة لتهنئته بخروجه من سجون جماعة الحوثي التي قضى فيها 8 سنوات.

بساطة وتواضع منزل الصبيحي أثارت الاهتمام بالنظر إلى عشرات المناصب العسكرية التي تقلدها وآخرها منصب وزير الدفاع أواخر 2014، حتى أسره على يد مليشيات الحوثي في مارس 2015م، في معارك حول قاعدة العند العسكرية الى جوار اللواء فيصل رجب واللواء ناصر منصور هادي، شقيق الرئيس اليمني السابق.

ورغم أن حادثة أسره قبل 8 سنوات جعلت منه وحتى الإفراج عنه الجمعة الماضية أحد رموز المعركة ضد جماعة الحوثي، إلا أن إعادة التذكير بنزاهة الرجل وامتناعه عن استغلال المناصب التي تقلدها في الإثراء الشخصي حوله في نظر اليمنيين إلى ما يشبه "الإيقونة"، بالنظر إلى النموذج السيئ الذي قدمته أغلب القيادات السياسية والعسكرية المناهضة للحوثي خلال سنوات الحرب.

فصورة الصبيحي وهو واقف يحيي المهنئين بالإفراج عنه أمام منزله المتواضع وبزي شعبي بسيط، أعاد التذكير بأحد أهم أسباب فشل معركة اليمنيين أمام مليشيات الحوثي، الا وهو حالة الفساد والعبث لسلطة الشرعية، تحولت معه المعركة إلى مصدر تربح وإثراء شخصي.

أعادت صورة الصبيحي التذكير بالصورة التي تم تداولها قبل نحو شهرين لوزير الدفاع السابق محمد المقدشي وهو على متن زلاجة جليدية على أحد جبال أوروبا، في صورة مستفزة لرجل جرت في عهده أقسى الهزائم العسكرية للشرعية وانهيار جبهات بأكملها في قبضة مليشيات الحوثي دون قتال.

جسدت صورة المقدشي المحصلة النهائية لعبث وفساد القيادات الشرعية العسكرية والمدنية على حد سواء، والتي تسببت بإعاقة هزيمة جماعة الحوثي بشكل مباشر في الجبهات العسكرية، أو هزيمته بشكل غير مباشر بتقديم نموذج مشرف للدولة والإدارة في المناطق المحررة، ما يفجر الغضب الشعبي في مناطق سيطرته.