الحوثي يحاول طمأنة الأطراف الأخرى بتقاسم السلطة وخبراء يشككون بوعوده

تقارير - Friday 14 April 2023 الساعة 11:49 pm
نيوزيمن، ترجمة خاصة:

في أحدث تصريحات لقيادات جماعة الحوثي عن المحادثات التي جرت في صنعاء الأسبوع الماضي، نقلت شبكة (CNN) عن القيادي في الجماعة محمد علي الحوثي قوله إن المحادثات الأخيرة مع السعودية لم تتطرق إلى "أشياء سياسية".

 وقال الحوثي إن "الأمور الداخلية، بما في ذلك مطالب المجلس الانتقالي الجنوبي بالانفصال عن جنوب البلاد، "سيتم التعامل معها في مرحلة لاحقة". وأضاف إن المجلس الانتقالي الجنوبي سيعطى "ما هو حق لهم"، لكن ليس أكثر. ولم يستبعد انفصال الجنوب لكنه شدد على أن أي حلول لـ"قضية الجنوب" يجب أن تؤخذ دون تأثير خارجي.

 وركزت الشبكة الأمريكية على إبراز حديث الحوثي عن عدم نية جماعته السيطرة على كامل الأراضي اليمنية في حال التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار دائم مع السعودية وانسحاب قوات التحالف العربي من المناطق المحررة.

  وقال الحوثي في المقابلة التي أجرتها معه (CNN) أثناء تواجد الوفدين السعودي والعماني في صنعاء، إن جماعته "مستعدة لتقاسم السلطة مع الفصائل السياسية الأخرى التي قال إنه "ليس لديها ما تخشاه" في حال انسحبت قوات التحالف العربي من المناطق التي تتواجد فيها وسط وجنوب وشرق اليمن دعماً لقوات الحكومة الشرعية والقوى الوطنية المناوئة للحوثيين. 

وفي حين نقلت الشبكة عن الحوثي قوله: "إذا لم نكن نبحث عن السيطرة الكاملة خلال الحرب، فلن نبحث عنها في أي وقت آخر"، أشارت في الخبر نفسه إلى أنه "من المرجح أن ينظر خصوم الحوثيين إلى محاولاته في إعادة الطمأنينة بتشكّك"، خاصة مع "مخاوف أصحاب المصلحة الآخرين من أن الهدنة مع المملكة العربية السعودية ستمنح المتمردين المدججين بالسلاح والمدعومين من إيران، العنان للسيطرة على البلاد بأكملها".

  وغادر الوفدان السعودي والعماني صنعاء الخميس (13 أبريل) دون إعلان أي تفاصيل عن الاتفاق الذي كان يفترض وضع "اللمسات الأخيرة" عليه قبل إعلانه.

  وحملت تصريحات محمد علي الحوثي تلميحات إلى أن القضايا السياسية تم استبعادها من النقاشات التي تركزت على "قضايا إنسانية" كفتح المطارات والموانئ ورفع الحصار ووقف إطلاق النار ودفع المرتبات، إضافة إلى تعويضات الحرب التي تطالب بها جماعته.

  وأضاف الحوثي لشبكة CNN، إنه يتوقع أن تضمن السعودية خروج ما تسميها جماعته "القوات الأجنبية"، بما في ذلك الإمارات، من البلاد. وقال: "نحن متفقون (مع السعوديين) على أننا بحاجة لمغادرة جميع القوات الأجنبية اليمن"، معتبراً بقاء هذه القوات عائقاً أمام التوصل إلى حل كامل.

  وبشأن استعداد جماعته للتفاوض مع خصومها من القوى الوطنية، قال الحوثي إن الجماعة "حريصة على التحدث إلى الفصائل اليمنية الأخرى والعمل معها لتحقيق ما هو في مصلحتها ومصلحة الشعب"، وأنها "مستعدة لتقاسم السلطة والموارد مع الشعب اليمني".

  وأوردت الشبكة أحاديث لمحللين خبراء في الشأن اليمني اعتبروا أن محادثات الحوثيين المدعومين من إيران مع السعودية، "لا تعالج المشكلات السياسية الموجودة مسبقًا بين الجماعات اليمنية المتباينة"، وأن الاتفاق الذي يمكن أن يسفر عن هذه المحادثات "سينهي فقط البعد الدولي للحرب"، لكنه يمكن أن يصعّد الصراع الداخلي.

ونقلت الشبكة عن الخبراء قولهم إن الأطراف الأخرى، "لا سيما الحكومة المعترف بها دوليًا والمجلس الانتقالي الجنوبي... الذي يسيطر على أجزاء من الجنوب، قد تجد صعوبة في تصديق وعود الحوثي، كما أن جميع أصحاب المصلحة الآخرين في الصراع- بما في ذلك الولايات المتحدة. الدول - تم استبعادهم من المحادثات الحالية بين الحوثيين والسعودية".

وقالت ندوة الدوسري، الزميلة غير المقيمة في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، لشبكة CNN: "ما يعنيه (الحوثي) بمصالح اليمن هو الاعتراف بالحوثيين باعتبارهم السلطة الشرعية الوحيدة لحكم البلاد". "ما يعنيه هو أن الحوثيين ليس لديهم نية للسيطرة على اليمن بالقوة إذا قبلت جميع الأطراف الأخرى أن تكون تابعة لهم في أي ترتيبات مستقبلية".

وبينما أشارت الدوسري إلى توقعات بعض المراقبين الذين يرون أن أبوظبي والرياض "قد لا تتفقان في مستقبل اليمن"، أعادت الشبكة التذكير بتصريح مسؤول إماراتي رفيع الأسبوع الماضي قال فيه إن الإمارات "تدعم الجهود الحالية التي تبذلها المملكة العربية السعودية لإيجاد حل سياسي للأزمة، وإحلال السلام ووضع حد دائم للأعمال العدائية بين مختلف الأطراف اليمنية".

وقالت الشبكة إن الحوثي "شدد مراراً" على أهمية تلبية السعودية "المطالب الإنسانية" للجماعة، في إشارة إلى حزمة تعويضات يطالبون الرياض بدفعها مقابل إعادة إعمار البلاد ورواتب موظفي القطاع العام.

  ولم تتضمن التصريحات إشارة لمقدار التعويضات التي طالب بها الحوثيون، لكن الخبراء يتوقعون أن تكون كبيرة، وسط مخاوف من أن الحوثيين سيستخدمون الأموال لدفع رواتب أعضاء الميليشيات.

ونقلت عن هؤلاء الخبراء الذين تحدثوا للشبكة قولهم إنه "حتى لو تم التوصل إلى اتفاق سعودي- حوثي، فليس هناك ما يضمن قبول الأطراف اليمنية الأخرى به".

 وتأتي تصريحات محمد علي الحوثي وسط ترقب الأوساط اليمنية والإقليمية لإعلان "الاتفاق" الذي تسعى المملكة العربية السعودية للتوصل إليه لإيقاف الحرب الدائرة في اليمن منذ تسع سنوات على إثر انقلاب مليشيا الحوثي على السلطة الشرعية في سبتمبر 2014، ومحاولتها فرض سيطرتها بقوة السلاح على كامل الأراضي اليمنية.