تحليل: ما هو مسمار العجلة في محادثات صنعاء؟

تقارير - Thursday 13 April 2023 الساعة 12:07 pm
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

تصاعدت وتيرة الجدل الذي صاحب زيارة الوفد السعودي إلى صنعاء برئاسة سفير المملكة في اليمن محمد آل جابر، على إثر تصريحات من قبل قيادات جماعة الحوثي تعبر عن رفض الجماعة لوصف السعودية بـ"الوسيط" في المحادثات الجارية في صنعاء.

وبعد تغريدة محمد علي الحوثي على صفحته في "تويتر"، وتصريحات القيادي محمد البخيتي رداً على تغريدة السفير آل جابر، نقلت قناة "المسيرة" الناطقة باسم الحوثيين الأربعاء (11 أبريل الجاري) تصريحات للقيادي جلال الرويشان وصف فيها المملكة العربية السعودية بأنها "تتقمص دور الوسيط".

مرّ ما يقارب الأسبوع على وصول الوفدين السعودي والعماني إلى صنعاء، وما زال الجدل حول كون السعودية طرفا في الحرب أم وسيطا في مفاوضات السلام، هو سيد الموقف، بينما انشغل الرأي العام المحلي والإقليمي بهذا الجدل وخفتت التساؤلات عن مجريات المحادثات.

عملياً يفترض بهذه الجولة أن تكون لوضع اللمسات الأخيرة على مسودة اتفاق ناقشه الجانبان السعودي والحوثي في مسقط بوساطة عمانية، غير أن سير المحادثات يتّسم بالبطء الشديد وبما لا يتناسب مع كونها لغرض وضع "لمسات أخيرة" على اتفاق سبق أن نوقشت بنوده. بطبيعة المحادثات من هذا النوع أن تكون محصّنة ضد تسريب تفاصيلها قبل اكتمال النقاش والاتفاق على بنودها، لكن التسريبات التي رشحت عن هذه المحادثات لا علاقة لها بالبنود قيد المناقشة بل باستعراض القيادات الحوثية جاهزيتهم لاستئناف الحرب إذا لم يتضمن الاتفاق شروطهم ورؤيتهم الخاصة للسلام.

خلال الأيام الثلاثة الماضية أصيبت أجواء محادثات صنعاء بما يشبه حالة تسمم، وبالرغم من عودة "الأجواء الإيجابية"، اليوم الخميس، إلى النقاشات -كما أفادت تقارير لوسائل إعلام دولية- يبقى التصعيد القتالي للحوثيين في مأرب وشبوة وتعز والحديدة، تهديداً ينذر بانهيار الاتفاق ميدانياً.

تفاؤل وتشاؤم

منذ بدأت الأخبار والتقارير الإعلامية تتحدث عن مفاوضات بين السعودية والحوثيين، سادت الأوساط اليمنية حالة من الانقسام بين متفائل بتوقف الحرب وحلول السلام أخيراً، ومتشائم ممّا سينتج عن هذه المفاوضات، خاصة أن الأطراف والقوى اليمنية الأخرى لم ينخرطوا فيها بصورة مباشرة.

تفيد منشورات اليمنيين في وسائل التواصل الاجتماعي، خلال الأسبوع الجاري على الأقل، بحالة من القلق والترقب والأمنيات بانتهاء الحرب وعودة الاستقرار إلى عموم البلاد، بينما يبدي كثير من النشطاء السياسيين والمدنيين مخاوفهم من التعقيدات التي تكتنف بنود المفاوضات، وعلى رأسها إعادة توحيد البنك المركزي اليمني وتوحيد سعر صرف العملة وآليات صرف مرتبات الموظفين الحكوميين وفتح الطرقات والمنافذ المغلقة في المحافظات التي يتشارك الطرفان السيطرة عليها، ناهيك عن آلية تشكيل "حكومة وحدة وطنية" تضم جميع أطراف النزاع. ومع ما يتبقى من تفاصيل غالباً ما يختبئ الشيطان فيها، فهي تشكّل في مجملها مسمار العجلة في عملية السلام القابلة لأن تتوافق عليها جميع الأطراف المحلية.