الجنوب يودع أبرز رجاله: صالح السيد.. الرجل الذي هزم الحوثي والإرهاب

تقارير - Monday 10 April 2023 الساعة 12:11 pm
عدن، نيوزيمن، محمد الحنشي:

ودع الجنوب بحزن عميق هذا الأسبوع اللواء صالح السيد مدير أمن محافظة لحج وأركان حرب القوات الجنوبية الذي توفي إثر ذبحة صدرية في العاصمة عدن.

وظهر السيد كأحد أبرز القيادات الجنوبية في الحرب ضد المليشيات الحوثي إبان حربها على الجنوب في العام 2015 وكان أركان حرب كتيبة "سلمان" وأصيب خلال معارك التحرير بطلقة قناص حوثي في منطقة التواهي بعدن.

بعد تحرير المحافظات الجنوبية كانت محافظة لحج إحدى إمارات التنظيمات الإرهابية وكانت العناصر الارهابية تتخذ من العاصمة الحوطة مركزا وعاصمة لدولتها المزعومة.

شهدت الحوطة عمليات قتل وذبح وقطع أيدٍ وانتشارا لمسلحي القاعدة باللباس الافغاني وكانت المدينة مدينة أشباح وتتوقف كافة الحركة في المدينة ليلا خوفاً من العناصر المتطرفة التي تنفذ أعمالاً دموية وصلت حتى للمواطنين.

كانت المحافظة بحاجة إلى قائد شجاع يمتطي فرسه ويزيح الظلام الحالك الذي خيم على المحافظة ويعيدها مدينة الحياة والفن والطرب كما كانت.

كانت القوات الجنوبية قد تمكنت من تطهير العاصمة عدن من عناصر الشر الإرهابية وتستعد لتطهير لحج ومن ثم أبين وذلك بدعم واشراف من دولة الإمارات العربية المتحدة التي كان لها الدور الأكبر في تطهير محافظات الجنوب من المليشيات الحوثية وأعوانها في الجماعات الارهابية التي ظهرت لاحقا.

عين اللواء صالح السيد لشجاعته وبسالته ولكونه ابن المحافظة قائد فرقة المداهمات التابعة لقوات الحزام الأمني في محافظة لحج وخاض اشرس المعارك مع العناصر الإرهابية في المحافظة.

تمكن السيد بدعم واسناد من طيران التحالف ممثلا بدولة الإمارات من تطهير المحافظة وتأمينها وشهدت الحوطة عودة السلطة المحلية للعمل من المحافظة بعد ان كانت غير قادرة على العمل جراء سيطرة القاعدة على مقراتها.

وعقب تأمين محافظة لحج شارك اللواء السيد في معارك تطهير محافظة أبين وكلف بمداهمة أوكارها وأصيب في إحداها كما استشهد أحد مرافقيه خلال العملية.

بعد ان تلقى العلاج من الاصابة في عدن وتأمين القوات الجنوبية لمحافظة أبين عاد ليزاول عمله في قوات الحزام الأمني بمحافظة لحج وبعد ان برز كأحد اهم القيادات في المحافظة عين في نهاية 2016 مديراً لأمن المحافظة بقرار من وزير الداخلية آنذاك اللواء حسين عرب.

وتعد محافظة لحج في السنوات الأخيرة أحد أكثر المحافظات المحررة استقرارا بعد ان كانت اكثرها انفلاتا واغتيالات، ووفقا لاحصائية في احدى السنوات السابقة وصلت حالات الاغتيال في شهر واحد إلى 128 طالت كوادر عسكرية وأمنية وسياسية من أبناء المحافظة.

بوفاته خسر الجنوب واحدا من قادته البواسل الذين كتبوا أسماءهم باحرف من ذهب في أصعب مرحلة شهدتها محافظاتهم، لكن هذه البلاد ولادة بالابطال الذين عاهدوا السيد ورفاقه بالسير في دربهم حتى نيل مرادهم ومراد شعبهم.