6 سنوات على معركة "عُتمة".. إعادة التذكير بوهن الحوثي

تقارير - Sunday 05 March 2023 الساعة 07:32 am
عدن، نيوزيمن، عمار علي أحمد:

في مثل هذا اليوم قبل 6 سنوات، بثت جماعة الحوثي عبر إعلامها مشاهد مصورة لما أسمتها عملية "تطهير أوكار مرتزقة العدوان في مديرية عُتمة بمحافظة ذمار"، للتغطية على حقيقة كونها واحدة من أكبر هزائمها المعنوية أمام اليمنيين في السنوات الأخيرة.

هزيمة معنوية تتجسد في التجربة التي قدمتها مقاومة عُتمة ونجاحها في الصمود لمرتين أمام مليشيات الحوثي، رغم الفارق الكبير في القوة بين الطرفين، وأعادت التذكير بهشاشتها وإمكانية سحقها عسكرياً في حالة ترتيب لمعركة منظمة شمالاً.

الهزيمة الأولى التي ألحقتها عُتمّة بمليشيات الحوثي كانت في أغسطس عام 2015م، حين أجبرتها على توقيع اتفاق قبلي بالانسحاب منها وعدم التمركز فيها، إثر مواجهات عنيفة انتزعت بعدها قبائل المنطقة ما يشبه الحكم الذاتي من يد المليشيات.

اتفاق رأت فيه الجماعة بأنه هزيمة مذلة لها، فقد أجبرت على ذلك جراء انشغالها في معركة مفتوحة تمتد لعشرات الجبهات على طول الخارطة اليمنية، وكانت حينها تقاوم بشكل يائس عملية طردها من الجنوب، بعد أن نجحت المقاومة الجنوبية في تحرير العاصمة عدن وقبلها محافظة الضالع.

لم تستطع الجماعة الحوثية نسيان ما صنعته بها عُتمّة، ومع هدوء المعارك في الجبهات -باستثناء جبهة الساحل الغربي– شرعت في محاولة الانتقام من المديرية ومهاجمتها في فبراير 2017م، وحشدت لها المقاتلين ومختلف أنواع الأسلحة.

ورغم الفارق الكبير في موازين القوى، إلا أن المليشيات تكبدت خسائر مادية وبشرية كبيرة، جراء أسلوب الكمائن الذي برع فيه مقاتلو القبائل مستفيدين من الطبيعة الجغرافية الوعرة وجبال المديرية التي ترتفع عن سطح البحر بأكثر من 2000 متر، وهو ما حول عناصر المليشيات وأطقمها إلى صيد سهل لمسلحي القبائل.

ومع تزايد خسائر مليشيات الحوثي وعجزها عن تحقيق أي تقدم لأكثر من 20 يوماً لجأت المليشيات إلى ورقتها الرابحة وهي سياسة "الأرض المحروقة" لإجبار المقاتلين على الاستسلام حفاظاً على أرواح المدنيين من القصف العشوائي والمكثف على القرى والمنازل، كما أن الافتقار لخط إمداد وتسليح يجعل من إمكانية الاستمرار بالمقاومة أمراً مستحيلاً. 

تجربة مقاومة "عُتمّة" لم تكن الأولى ولا الأخيرة في خارطة الشمال، بل سبقتها ولحقتها تجارب تكاد تتطابق في التفاصيل والنتائج خلال السنوات الـ8 الأخيرة، تجارب شهدتها "رضمة" إب و"حجور" حجة و"حيمة" تعز و"خبزة" البيضاء.

تجارب وأحداث جميعها تؤكد على حقيقة "وهن" جماعة الحوثي عسكرياً أمام أي فعل مقاوم لليمنيين، وأن استمرار قبضتها على الشمال مرهون بفتح معركة شاملة ضدها كما حدث في الجنوب عام 2015م.