"عفو السيد".. فخ حوثي للإيقاع بالخصوم

تقارير - Tuesday 28 February 2023 الساعة 02:28 pm
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

لا تزال القيادات الحوثية بالبارزة في ميليشيا الحوثي- ذراع إيران في اليمن، تروج لشماعة "العفو العام والعودة لحضن الوطن"، من أجل محاولة إقناع الكثير من المقاتلين المناهضين لهم بترك القتال والعودة إلى أسرهم سالمين في المناطق غير المحررة.

الشاب "سالم محمد حسين السالمي"، ضحية جديدة من ضحايا فخ العفو العام الحوثي، فبعد أن تم إقناعه وإعطاؤه كل الضمانات من أجل العودة للمنزل في مديرية بني ضبيان بضواحي صنعاء، تم التقطع له واختطافه ونقله إلى أحد السجون التابعة للميليشيات في صنعاء واعتباره أسير حرب.

بحسب أسرة سالم السالمي، فإن ابنهم كان من ضمن الذين صدقوا الوعود الكاذبة التي تروج لها الميليشيات الحوثية التي تدعو كل المقاتلين المناهضين لها بالعودة إلى ديارهم سالمين والاستفادة مما تسميه "عفو السيد".

وأشارت الأسرة، في تصريحات لها، أن "سالم" قرر ترك الجبهات والعودة إلى الديار بعد أن تلقينا وعوداً بأنه سيكون في مأمن بعد عودته وسيعيش بسلام مع أفراد أسرته. وتم تجهيز كافة الأوراق والضمانات مع الجهات الحوثية لذلك. إلا أننا تفاجأنا بقيام إحدى النقاط الحوثية في مدخل صنعاء باختطافه ونقله إلى السجن واعتباره أسير حرب.

لقد وقعنا بالفخ

وعلى مدى سنوات ظلت الميليشيات الحوثية تسوق لمبادرة "العفو العام" أو كما يطلقون عليها أيضا "عفو السيد"، من أجل تحييد ما أمكن من المقاتلين الموالين للحكومة اليمنية من أبناء المناطق الخاضعة لسيطرتهم، حيث تتضمن الادعاءات الحوثية السماح بعودة المقاتلين المناهضين لهم إلى ديارهم سالمين والعيش بسلام في حال تم الإقرار بترك القتال ضدهم. إلا أن الكثير ممن صدقوا هذه الأكاذيب سرعان ما اكتشفوا أنهم وقعوا في الفخ الحوثي، لكن بعد فوات الأوان.

بحسب أسرة "سالم السالمي"، فإن ابنها وقع في فخ الحوثي، ولا يعرفون عنه شيئاً بعد أن تم اختطافه من قبل المسلحين الحوثيين ونقله إلى أحد السجون التي يشرفون عليها في صنعاء. بل ووصلت بالميليشيات الحوثية إلى رفض السماح لأسرة الشاب الاطمئنان على صحته والتأكد من سلامته ومكان احتجازه.

وكشفت وثائق رسمية متداولة، من أيام، حقيقة ما تعرض له الشاب السالمي من اعتقال تعسفي على يد مليشيا الحوثي، أثناء عودته إلى أسرته، وكيف تحولت قضيته من عائد لحضن الوطن إلى قضية "أسير حرب". 

عدد من مشايخ ووجهاء بني ضبيان في صنعاء أعلنوا عن رفضهم واستنكارهم لما قامت به الميليشيات من كذب وخداع بحق الشاب "سالم السالمي"، وطالبوا بسرعة الإفراج عنه، ووجهوا رسالة إلى المدعو جلال الرويشان المعين في منصب نائب رئيس الوزراء لشؤون الأمن والدفاع في حكومة الحوثيين يطالبونه بالإفراج عن الشاب سالم المحتجز في المنطقة الثالثة جحانة، وأنه ليس أسير حرب كما يتم الترويج له ولم يتم أسره في جبهات القتال.

وأوضحت الوثيقة، أن السالمي كان قد تحصل على ضمانة وجهاء ومشايخ بني ضبيان الذين لبوا للمليشيا الحوثية اشتراطاتها مقابل عودة السالمي، إلا أن الجماعة ترفض إطلاق سراحه وتعده أسيراً.

الغدر لمن يصدق العفو

ما تعرض له السالمي، يكشف حجم الغدر الذي عهدت به المليشيا الحوثية لكل من يحاول تصديق ما تروج له ذراع إيران تحت غطاء وشماعة العفو والعودة لحضن الوطن. ما يضمره الحوثيون من حقد وغدر سيطال كل من يصدق هذه الدعوات مهما كانت الضمانات المقدمة من قبل أسرة وذوي الراغبين في العودة للمناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات.

عمليات الخداع ونشر الأكاذيب المتواصلة التي يروج لها الحوثيون تحت مبادرة العفو عن معارضيهم هدفها استدراج المناوئين لهم إلى داخل المناطق غير المحررة، قبل أن يتم القبض عليهم واعتقالهم إرسالهم إلى السجون وإخفاء جميع أخبارهم. 

مصادر حقوقية في صنعاء أوضحت أن فخ الحوثي وخدعة العفو لا تزال مستمرة وليست مستغربة، مؤكدة أن جميع من تم الإعلان عن اعطائهم العفو وعودتهم إلى الوطن اختفوا، وأسرهم قدمت بلاغات عن اعتقالهم واختفائهم بشكل مريب.

وأوضحت المصادر أن أكثر من 1730 بلاغاً لعناصر مشمولين بالعفو الحوثي اختفوا ولا تعرف أسرهم شيئاً عنهم، مشيرة أن معلومات أمنية أكدت أن بعضهم محتجز لدى الميليشيات الحوثية بعد رفضهم الانخراط والمشاركة في صفوفهم.

وأكدت المصادر أن زعيم الحوثيين خرج في منتصف 2018 بما أسماه العفو الشامل، في العام 2021 أعلن ما أسماها حملة العفو الكبيرة، موضحة أن الجميع يعرف أن الحوثي لا يفي بوعد واحد، وما العفو الشامل والعفو الكبير إلا مصائد وعمليات خداع وكذب للإيقاع بأكبر عدد من المناوئين لهم.