المليشيا وتجنيد الأطفال.. دروع بشرية وقنابل موقوتة لمستقبل مجهول

الحوثي تحت المجهر - Monday 13 February 2023 الساعة 06:47 pm
المخا، نيوزيمن، خاص:

لعبت الدورات الثقافية المكثفة والتدريبات الصيفية داخل معسكرات مستحدثة ومغلقة، دورا بارزا في استقطاب آلاف الأطفال وتم استغلال المدارس والمساجد والمراكز الصيفية ووسائل الإعلام للسيطرة على جيل كامل يبدأ عمره من 8 أعوام ولا ينتهي عند ال17 عشرة.

وتقوم مليشيا الحوثي الإرهابية التي تسيطر على مناطق الشمال، حيث المخزون البشري الهائل من أبناء القبائل، بتعبئتهم فكريا وطائفيا ومناطقيا قبل الزج بهم في مقدمة الصفوف وتوزيعهم على جبهات القتال المختلفة مستغلة الفراغ السياسي داخل البلد وسيطرتها الكاملة على معظم مناطق الشمال.

وقد عمدت خلال السنوات الماضية ومنذ الحروب الستة حتى أواخر 2014 إلى تكريس بعض الأفكار ومحاولة إيجاد حاضنة لها في كافة المحافظات من خلال عزفها على مسائل الصراع العربي الإسرائيلي والهيمنة الأمريكية وقضايا داخلية مثل الفساد بكل أشكاله والدفاع عن السيادة ورفض الوصاية والتمسك بآل البيت كطوق للنجاة وأنهم الخيار الأوحد والجديرين بالحكم.

وتعد خطابات عبدالملك الحوثي زعيم العصابة المتلفزة ومَلازم أخيه حسين الحوثي الذي قتل أثناء مواجهات الحروب الستة وتحديدا في الحرب الرابعة، أهم الروافد والمحفزات التي يتم استخدامها في تطييف المجتمع وتعبئة النشء والشباب.

 مؤخرا طالبت ما يقارب 24 منظمة حقوقية ومدنية الأمم المتحدة ومكتب المبعوث الأممي إلى اليمن بوقف تجنيد الأطفال في اليمن بالضغط على جميع اطراف الحرب بوقف استهداف الأطفال في اليمن وإعادة إدماجهم بالمجتمع.

وكانت تقارير سابقة وناشطون قد أكدوا على قيام مليشيا الحوثي بتجنيد واستغلال ما يقرب 35 إلى 40 ألف طفل وتعبئتهم طائفيا وزجهم في جبهات القتال من محافظات: صنعاء وعمران وصعدة وحجة وذمار وإب وتعز والحديدة والبيضاء؛ حيث سقط المئات منهم قتلى وجرحى ومعاقين بصورة دائمة.

وقالت المنظمات في بيان مشترك بمناسبة "اليوم العالمي لمكافحة استغلال الأطفال كجنود"، إن مليشيات الحوثي الإرهابية هي الجهة الرئيسية المتورطة في جرائم تجنيد الأطفال بآلاف الحالات، والزج بهم في جبهات القتال.

وكانت فيديوهات عديدة وصور تم استعراضها من قبل المليشيا فيما يسمى بالإعلام الحربي خلال سنوات الحرب تظهر أطفالا يلبسون زيا عسكريًا يقرأون وصاياهم قبل الاستشهاد على طريقة حزب الله اللبناني. إضافة إلى العروضات التي يصل الواحد منها إلى 5 آلاف طفل في العرض الواحد في المراكز الصيفية.

ما يعني أن المليشيا تعمل على تجنيد الأطفال كدروع بشرية وقنابل موقوتة لمستقبل مجهول وسط تجاهل أممي ودولي باستثناء بيانات التنديد وغياب تام للحكومة الشرعية في هذا الجانب.