الأحلام البسيطة لم تتح لها ألغام الحوثي الاستمرار.. أحمد: "كنت أرعى أغنامي حينما سرقت مني أطرافي"

المخا تهامة - Sunday 08 January 2023 الساعة 07:48 am
الخوخة، نيوزيمن، خاص:

"كنت في رحلة يومية لرعي أغنامي التي أحببتها"، يقول عبده أحمد، قبل أن يكمل حديثه، مبعث سعادتي هو أنني سأمنحها فرصة لتملأ بطونها بالحشائش، وكنت أحرص أن تتغذى جيدا، كنت سعيدا عندما أراها تصل لمرحلة الشبع، كان هذا هو كل أحلامي، لكن الأماني البسيطة لم تتح لها ألغام الحوثي فرصة للاستمرار.

يواصل أحمد سرد حكايته المؤلمة، "عندما شاهدت أغنامي تأكل بنهم في شعاب مديرية حيس، فضلت أن أستريح، ولجأت إلى ظل شجرة لاتقاء حرارة الجو، كان ذلك في شهر آب من العام 2019، المعروف عنه بقساوة الطقس في الساحل الغربي.

"اخترت مكانا يبعد قليلا عنها، لكن قبل أن أصل إليه سمعت طنينا قويا في أذني، وكنت ممددا على الأرض، لم أكن اعرف ما جرى لي، وعندما أدركت وعيي كنت ممددا على سرير في المستشفى، قال لي قريب لي لقد أصبت بانفجار لغم أرضي".

كنت حينها في السادسة عشر من عمري، ولم أكن أعرف تماما ما هو "اللغم" لكن حينما حاولت تحريك يديّ قفز والدى لإثنائي عن ذلك.. قال لي لقد سرق اللغم الحوثي يديك، كنت مرعوبا من الوضع الذي أصبحت فيه، نسيت كل آلامي، وبقى تركيزي ينصب حول الكيفية التي سأتناول بها طعامي.

بعد عام من الواقعة الأليمة، أدركت من سرق أطرافي، واليوم لا أستطيع أن أعود إلى ما كنت أقوم به في السابق، أما اغنامي فلم يعد هناك من يهتم بها، وحينما اشاهدها أتحسر عليها كما أتحسر على أطرافي العلوية التى انتزعت مني.

"لم أعد باستطاعي تناول الطعام"، يواصل أحمد حديثه المليئ بالأسى، "لقد حرمني الحوثي من كل شيء، شوه وجهي وبتر أطرافي، بالنسبة لي، كل شيء تغير تماما، لم يعد للحياة طعم مثل ما كانت في السابق، حينها كنت أنعم بوجود كل أطراف جسمي، وكان وجهي ناظرا لا يحمل ندوب الجريمة الحوثية".