أسقطت ذرائع النهب.. "الهدنة" تعري الحوثي أمام مناصريه أيضاً

تقارير - Friday 30 December 2022 الساعة 09:53 am
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

وجدت مليشيا الحوثي –الذراع الإيرانية في اليمن- نفسها عارية دون غطاء أمام اليمنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها، إذ إن الهدنة التي استمرت 6 أشهر بشكل معلن، أسقطت واحدة من الذرائع التي لطالما استخدمتها لنهب موارد الدولة وابتزاز السكان ونهب ومصادرة حقوقهم العامة والخاصة.

في الأثناء، تواجه مليشيا الحوثي نقمة شعبية غير مسبوقة، تتسع مساحتها يوماً عن آخر في صنعاء وباقي المناطق الواقعة تحت نفوذها، وهي نقمة تغذيها ممارسات الفساد والنهب والقمع والإتاوات غير القانونية، ناهيك عن حرمان الموظفين من مرتباتهم للعام الثامن على التوالي.

ولأن كانت مليشيا الحوثي، في السابق، تستحضر عمليات التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن، لتسويغ عمليات النهب والفساد التي تمارسها بشبق وجنون لعائدات الدولة، وأيضاً لتبرير سرقتها لمرتبات موظفي القطاع الحكومي، فإنها فقدت هذه الذريعة في المرحلة التي تلت سريان الهدنة الإنسانية التي رعتها الأمم المتحدة في اليمن. 

وكانت الهدنة الأممية قد انتهت في أكتوبر الماضي بعد استمرارية دامت ستة أشهر منذ 2 أبريل/نيسان الماضي، ودخلت بعدها الحرب في اليمن حالة من السكون ولم تشهد تصعيداً عسكرياً كبيراً، إذ ما زالت حالة الهدوء تهيمن على المشهد، عدا بعض الهجمات والمواجهات المتقطعة في جبهات عدة.

وبعد نحو عام من التوقف الكامل لعمليات التحالف العربي في اليمن، وشبه الكامل للمواجهات البرية، وجد الحوثيون أنفسهم وجها لوجه في مواجهة حالة غليان شعبي متصاعد في شمالي البلاد، إذ إن "بعبع العدوان" -كما تسميه المليشيا- لم يعد ينطلي على ملايين السكان الذين دفعتهم إلى حافة المجاعة.

والأيام الأخيرة، رفع عدد من مشاهير السوشيال ميديا في اليمن، من مؤيدي مليشيا الحوثي، أصواتهم من صنعاء، مهاجمين الفساد الفاضح والنهب المنظم لموارد الدولة وجيوب التجار والمواطنين، وسياسة التجويع الممنهجة التي تمارسها بحق اليمنيين.

بينما لجأت مليشيا الحوثي لترهيب نشطاء كشفوا جرائمها، عبر حملة اختطافات وقمع واسعة النطاق، طالت أربعة من أبرز صانعي المحتوى في صنعاء، جميعهم كانوا يؤيدونها إلى وقت قريب، في أعقاب تحدث بعضهم عن فساد الحوثيين وعبثهم بالمال العام وممارستهم لسياسة النهب ودفعهم للملايين لحافة الجوع.

ودفعت المليشيا بما يسمى "جهاز الأمن والمخابرات" لبعث رسائل تهديد لكل النشطاء المشاهير على مواقع التواصل الاجتماعي بالتوقف الفوري عن نشاطهم الإنساني والمجتمعي رغم ابتعادهم عن الوضع السياسي.

وقبل أيام اختطف الحوثيون اليوتيوبر الموالي للجماعة أحمد حجر في صنعاء عقب انتقاده اللاذع لسياسات التجويع الحوثية فيما لم يعرف مصيره حتى اليوم.

ولم تكتف مليشيات الحوثي باختطاف النشطاء وتهديدهم، لكنها دفعت بكبار قياداتها لشن حملة إلكترونية لتشويه عملهم واعتبار أي نقد لفسادها "جريمة تستوجب الاعتقال".

وفي وقت سابق خرج القيادي المعين في منصب نائب وزير الخارجية في حكومة المليشيا غير المعترف بها، حسين العزي، مطلقا تهديدات واعتبار الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي "محرضين وموالين للشرعية التي تناهض المشروع الطائفي للمليشيات".

وهاجم العزي من ينتقدون الفساد الفاضح لجماعته محاولا تحميل نظام الرئيس الراحل علي عبدالله صالح المسؤولية. 

وترفض مليشيا الحوثي أي احتجاج للمطالبة بحقوق أو خدمات منذ سيطرتها على صنعاء في 21 سبتمبر 2014، والمبرر الدائم هو أن الجماعة في حالة حرب وتتعرض لحصار، لكن حالة الهدوء في الأشهر الأخيرة أسقطت ذرائع الحوثيين، إذ لم تتوقف حملات النهب لحقوق المواطنين ولم يتغير شيء في الواقع العام.