خلال 2022.. الإمارات تعمق إنسانيتها في اليمن

تقارير - Monday 26 December 2022 الساعة 08:57 am
عدن، نيوزيمن، خاص:

منذ الوهلة الأولى للأزمة اليمنية، سعت دولة الإمارات العربية المتحدة إلى مد يد العون والمساعدة عبر تبني خطة استجابة طارئة شملت تقديم حزمة من المساعدات الإغاثية والخدمية والإنسانية، للتخفيف من جروح اليمنيين الذي اكتووا من بطش الحوثيين والتنظيمات الإرهابية.

على مدى السنوت الثمان الماضية، برز العطاء السخي المقدم من دولة الإمارات في الكثير من النواحي الحياتية، ولمسها المواطنون اليمنيون شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً، وفي سبيل إعانة المحتاجين، ورفع المعاناة عنهم.

وقفت الإمارات بجانب اليمن بعدما وضعها الحوثيون في أصعب الأوضاع الخدماتية والمعيشية والإنسانية، وسارعت الإمارات إلى التخفيف من معاناة أشقائهم عبر المساعدات المباشرة وغير المباشرة التنموية والإغاثية.

وديعة مالية لإنعاش الاقتصاد 

وخلال العام 2022، استمر العطاء الأخوي المقدم من الأشقاء لتطبيع الأوضاع وإسناد جهود الحكومة اليمنية ومجلس القيادة الرئاسي، ولعل أبرز هذه المساعدات الوديعة المالية الإماراتية المشتركة مع السعودية والبالغة 3 مليارات دولار، قدمت منها الإمارات مليارًا و102 مليون و500 ألف درهم.

وجاءت الوديعة المالية، بهدف إنعاش الوضع الاقتصادي المتدهور، وتحسين العملة المحلية "الريال اليمني" المنهار، إلى جانب توفير بيئة ملائمة من أجل النهوض والتعافي الاقتصادي الذي ينعكس بشكل مباشر على حياة المواطنين ويسهم في تخفيض الأسعار.

محطة استراتيجية لتوليد الكهرباء

الدعم الإماراتي الاقتصادي والإنساني لليمن لم يقف عند هذا الحد الذي توج بالوديعة المالية عام 2022، ولكن شمل قطاعات خدمية أساسية في مقدمتها قطاع الكهرباء، الذي طالته أيادي التخريب والتدمير الحوثية.

ووقَّعت الإمارات مع وزارة الكهرباء اليمنية اتفاقية تعاون مشترك لتزويد العاصمة عدن بمحطة طاقة شمسية بقدرة إجمالية 120 ميجا، ويعتبر المشروع أول وأكبر مشروع استراتيجي لتوليد الكهرباء عبر الطاقة النظيفة والمتجددة في بلادنا، حيث سيعمل على تقليل كُلفة توليد الكهرباء في ساعات النهار، وكذا الاحتياج للوقود الخاص بمحطات التوليد، كما سيسهم في الحفاظ على البيئة عبر التقليل من الانبعاثات الكربونية.

إنعاش الزارعة

ويعد مشروع سد حسان في محافظة أبين، من أهم المشاريع الاستراتيجية داخل اليمن التي يكلف إنشاؤه أكثر من 100 مليون دولار أمريكي وتموله الإمارات.

السد يمثل أهمية كبرى لتنمية قطاع الزراعة باليمن، حيث يهدف المشروع إلى زيادة الإنتاج الزراعي، وزيادة الصادرات الزراعية اليمنية للخارج.

في أرخبيل سقطرى، تحرص مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية على دعم القطاع الزراعي في الارخبيل وجزرها الصغيرة، عبر رفدها بعشرات الآلاف من الشتلات، لتشجيع أبناء سقطرى على الزراعة لتوفير غذاء صحي لأسرهم وتحقيق الأمن الغذائي.

تعزيز قطاع المياه

كما حظي قطاع المياه والصرف الصحي في عدة محافظات يمنية، باهتمام كبير ضمن حزمة المشاريع التنموية والخدمية التي تبنتها دولة الإمارات عبر أذرعها الإنسانية.

وتبنت الإمارات دعم وتمويل 10 مشاريع تطويرية لقطاع المياه والصرف الصحي في العاصمة عدن، هدفت إلى تطوير وتحسين مصادر إنتاج المياه في الحقول، وتحديث شبكات التوزيع الناقلة، وتأهيل شبكات الصرف الصحي ومحطات المعالجة.

وشملت المشاريع، تأهيل محطة المعالجة لمياه الصرف الصحي الحسوة، وإنشاء خط ناقل للمياه من محطة إعادة الضخ في البرزخ بخور مكسر إلى خزان التوزيع في باب عدن، وإنشاء خط تموين ناقل لمديرية صيرة بطول ألفي متر، وتوريد محولات كهربائية لمنظومات الطاقة في الحقول، ومضخات الصرف الصحي بعدد 28 مضخة، و30 مضخة غاطسة للآبار مع ملحقاتها كاملة، وكذا توريد حفار بعمق 6 أمتار، وغرافتي بوب كات صغيرة، ومضخات شفط متحركة لمياه الأمطار، إضافة إلى توريد قطع غيار ذات الاستخدام الدائم.

كما أسهمت دولة الإمارات في حفر 15 بئرا خلال العام الجاري 2022م بمحافظة حضرموت، يستفيد منها أكثر من 50 ألف نسمة، بالتنسيق والتعاون مع  المؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي بساحل حضرموت وبهدف معالجة وحل مشكلة شح المياه في مختلف مديريات المحافظة.

وتأتي حزمة المشاريع هذه خلال العام 2022، ضمن المرحلة الأولى لتدخل الإمارات، لدعم البُنية التحتية في العاصمة عدن والمحافظات المحررة ووفق الأولويات التي حددتها مؤسسة المياه والصرف الصحي والمقيدة ببرنامج زمني محدود وقصير مُلزم للشركات المنفذة لضمان سرعة انتشال هذا القطاع، وتطوير قدراته وإمكانياته بما يُلبي حالة الاحتياج الكبير والتوسع السكاني.

استمرار إغاثة الأسر المحتاجة

وعملت الأذرع الإنسانية الإماراتية "هيئة الهلال الأحمر، مؤسسة خليفة الإنسانية" خلال العام الحالي 2022، على إيصال المساعدات الإغاثية إلى الأسر المحتاجة والفقيرة في مناطق يمنية محررة.

وتأتي هذه المساعدات استمرارا لجسور المساعدات التي أطلقتها الإمارات، لتحقيق الأمن الغذائي عبر سلل غذائية متكاملة تحوي المواد الأساسية. واستهدفت تلك المساعدات آلاف الأسر الفقيرة من ذوي الدخل المحدود في عدة مناطق يمنية.

وسارعت هيئة الهلال الأحمر إلى إيصال مساعدات غذائية في مديرية الصعيد بمحافظة شبوة، ضمن جهودها الإنسانية الواسعة التي تنفذها لإعانة المواطنين وتحسين ظروفهم المعيشية، عقب الخلاص من سيطرة مليشيات الإخوان على المحافظة، حيث قدمت الذراع الإنسانية لدولة الإمارات، الهلال الأحمر الإماراتي في أكتوبر الماضي، 85 طنًا و600 كجم من المواد الغذائية للمواطنين في المصينعة، لتسهم في مساعدتهم على مواجهة الظروف المعيشية الصعبة.

وفي نوفمبر وزع الهلال الأحمر الإماراتي أكثر من 85 طنًا من المواد الغذائية والاستهلاكية المتنوعة على أكثر من 11 ألف نسمة من أهالي مديرية عرماء النائية بمحافظة شبوة.

كما قدمت دولة الإمارات العربية المتحدة ممثلة بذراعها الإنسانية هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، مساعدات غذائية كمساعدات عاجلة للسكان والأهالي من الأسر الأشد فقرًا وذوي الدخل المحدود في مديرية دهر شرق محافظة شبوة.

وبلغت المساعدات الغذائية المقدمة من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي خلال 2022 في شبوة فقط ما يزيد على 50 ألف سلة غذائية، ومن المقرر أن يستفيد منها أكثر 252 ألف مواطن يمني.

إنشاء مطار المخا لكسر حصار تعز 

وضمن الجهود الرامية للتخفيف من معاناة أبناء المناطق المحاصرة في تعز والساحل الغربي، تبنت الإمارات خلال العام 2022، مشروعين استراتيجيين تمثلا في إنشاء مطار دولي في مدينة المخا، وكذا إنشاء طريق "المخا ـ الكدحة".

وهدف المشروعين اللذين يعدان من أهم المشاريع في الساحل الغربي، كسر الحصار المفروض على محافظة تعز من قبل ميليشيا الحوثي الانقلابية، فضلا عن تدخلات إنسانية حاسمة نفذتها الخلية الإنسانية في المقاومة الوطنية، شريك الهلال الأحمر الإماراتي على الأرض.

دعم مستمر لأهالي سقطرى 

ووصل الدعم الإماراتي إلى أماكن كانت تعاني الكثير من الحرمان خدميًا وتنمويًا، وعملت الأذرع والمؤسسات الخيرية الإماراتية على إحيائها وإنهاء حالة العزلة التي كانت تعيشها بسبب الحرب.

أحد هذه الأماكن التي أحياها الدعم الإماراتي الإنساني، كانت محافظة أرخبيل سقطرى، التي وجد فيها الخير الإماراتي بشكل لافت وقوي، من خلال عشرات المشاريع الإنسانية الصحية والتعليمية، وفي مجال البنى التحتية.

ومؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية، أنشأت المستشفيات والمراكز الصحية في مناطق الجزيرة، وفي مقدمتها مستشفى خليفة الخيري في حديبو، إضافة إلى تنفيذ رحلات جوية وبحرية للإغاثة، وبعث الطلبة السقطريين المتفوقين للدراسة في الإمارات ودول أخرى.