2022.. عام آخر من استغلال الحوثي للأطفال

تقارير - Sunday 25 December 2022 الساعة 07:40 pm
صنعاء، نيوزيمن، جلال محمد:

ينتهي عام 2022 كما سبقه من الأعوام السوداء التي تمر بها اليمن (2011-2022) ولا جديد فيه سوى استمرار مليشيا الحوثي الإرهابية، الذراع الإيرانية، في استغلال الأطفال ليكونوا وقوداً للحرب التي تصر على استمرارها وترفض أي حلول لإيقافها.

ونتيجة للدعاية الممنهجة القائمة على "غسيل الأدمغة"، جندت مليشيا الحوثي آلاف الأطفال في الصراع الذي تعيشه اليمن، في الوقت الذي تولت الأمم المتحدة مهمة مسح آثار هذه الجريمة من خلال ما تعلنه بين فترة وأخرى عن توقيع اتفاقيات مع تلك الميليشيات لوقف ومنع تجنيد الأطفال.

وتحتل اليمن قائمة "أسوأ الدول في العالم من حيث تجنيد واستخدام الأطفال"، وفقاً للتقارير الدولية والمنظمات الحقوقية، حيث تكشف البيانات الأممية وتقارير المنظمات الحقوقية عن تورط جميع الفرقاء في الصراع اليمني -بدرجات متفاوتة- في استغلال الأطفال في الصراع المسلح من خلال تجنيدهم مباشرة في الأعمال القتالية أو تقديم الدعم اللوجستي للمقاتلين، في ممارسة ترتقي لاعتبارها جريمة حرب.

الميليشيا استخدمت الأطفال في كل عمل خطير دون مراعاة لأعمارهم، وتوثّق تقارير حقوقية أنها قامت بتكليف الأطفال في الكثير من المهمات العسكرية المختلفة أبرزها عمليات رصد، وإيصال الإمدادات والمؤن في الصفوف المتقدمة على الجبهة وصولاً إلى المشاركة في المواجهات ضد القوات الحكومية.

تجنيد الأطفال من قبل الميليشيات بدأ محدوداً وتوسع مع توسع عمليات القتال، وزاد منسوب التجنيد للأطفال خصوصاً في مناطق سيطرة الميليشيا منذ 2016 وهو العام الذي انقطع فيه صرف المرتبات.

وقام الحوثيون باستغلال تدهور الوضع المعيشي وأجبروا العائلات على إرسال أطفالها للقتال في صفوفهم مقابل مبالغ زهيدة تسلم لمرة واحدة وتستبدل بعد ذلك بحصص غذائية لا تكفي أسرهم.

وتستخدم ميليشيا الحوثي المفاهيم العقائدية المتطرفة والعنصرية المقيتة لاستقطاب الأطفال خاصة صغار السن، حيث تستغل التعليم والمنابر الدينية، والفعاليات الصيفية لغسل أدمغتهم، وتشجيعهم للانخراط في صفوفها تحت مسمى "المجاهدين" إلى جانب الإغراء المادي والتأثير العاطفي، قبل أن يتم ارسالهم إلى معسكرات التدريب دون أي اهتمام بأعمارهم وذلك بعد ضمان ولائهم المطلق لزعيم الميليشيات.

ورغم توقيع الميليشيات الحوثية في أبريل 2022 "خطة عمل" تهدف إلى منع تجنيد واستخدام الأطفال في الحرب والأعمال القتالية، إلا أنها وكعادتها سارعت إلى التنصل من تلك الخطة الموقعة وفتحت المراكز الصيفية واستمرت عمليات غسل الأدمغة من خلالها وعبر تغيير المنهج الدراسي في المناطق الواقعة تحت سيطرتها.