سياسيون: القوات المصرية جديرة بحماية الأمن القومي العربي في ظل التحديات الكبيرة

تقارير - Sunday 18 December 2022 الساعة 07:10 am
القاهرة، نيوزيمن، خاص:

إعلان البحرية المصرية القيام بمهام حماية المياه الإقليمية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن بشكل رسمي، من خلال "قوة المهام المشتركة 153" التي تشكلت في 17 أبريل الماضي، حمل رسالة واضحة للأطماع الإيرانية في ظل الصراع الداخلي الذي تشهده اليمن.

القرار في نظر العديد من المراقبين والسياسيين الذي أتى متزامنًا مع القمة "الإفريقية الأمريكية" بحضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والتي انطلقت الأربعاء الماضي، جاء ليقطع الطريق أمام أطماع إقليمية واسعة وخطيرة، وعملية تهريب السلاح إلى المليشيا والتنظيمات المتطرفة وكذلك تهريب المواد الممنوعة.

حول أهمية تواجد هذه القوات وأثرها في ردع تحركات ذراع إيران في اللحظة الراهنة وأبعاد ذلك، كانت هذه الآراء لنيوزيمن:

قدرات فائقة وخبرة كبيرة

يقول الإعلامي والسياسي عبد الكريم المدي: "مصر متواجدة في هذه المنطقة وتعتبر من أهم الفاعلين الإقليميين والدوليين في حماية أمن البحر الأحمر ومضيق باب المندب وبحر العرب".

ويضيف، "مصر تراعي مصالحها القومية والأمن القومي العربي وأمن وسلامة التجارة العالمية التي تمر عبر هذا الخط الملاحي الدولي الهام"، لافتا إلى أن "مصر تمتلك أقوى قوات بحرية في إفريقيا والمنطقة، ولديها خبرة كبيرة وقدرة فائقة؛ لوجستيا وعسكريا، ومعدات وسفن، وهي قادرة على قيادة هذه القوات ومن مصلحتنا جميعا حماية البحر من الإرهاب الحوثي وأي تهديدات لأمن الملاحة".

تعزيز الأمن القومي العربي

عبد الستار الشميري، باحث ومحلل سياسي، كان له رأي دقيق حمل العديد من النقاط، يقول: "تأتي أهمية تكثيف تواجد القوات المصرية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب والتي هي متواجدة أصلا بصورة وبوتيرة عالية منذ فترة ولكن هذا التنشيط والتعزيز للتواجد يعطي دلالة كبيرة ذات أهمية يمكن النظر إليها من عدة زوايا".

أهم الزوايا في نظره تأتي من أن البحر الأحمر وباب المندب أصبحا مسرحا عالميا للصراع، مشيرا إلى أن هناك تواجدا لدول ليست من التي يحق لها التواجد، وليست بالمنطقة النظامية البحرية للبحر الأحمر.

الحديث هنا، حسب قوله، عن دول مثل تركيا وإيران وإسرائيل وغيرها، لأن هذه الدول أو بعضها ينبغي أن تستقر في محيط المنطقة الأمنية في البحر العربي على تخوم عدن، وهذا التواجد المصري بحكم أن البحرية المصرية هي الأقوى والأهم في منطقتنا يعطي دلالة توجه مصر لتعزيز القضية اليمنية من البوابة البحرية كبوابة مهمة، كما يعطي دلالات أن المؤشرات التي كانت تقول ان ايران عززت الحوثيين مؤخرا بأسلحة بحرية نوعية وأنها تريد أن تنقل المعركة من البر إلى البحر للاستثمار في مخاوف الأمم في موضوع الطاقة.

تلك التحركات في نظره تعطي مؤشرا، أن مصر كونها صاحبة مصلحة أولى لن تسمح بهكذا شوشرة، وأنها ستحافظ على مصالحها ومصالح الوطن العربي سيما وأن قناة السويس تشكل نهاية الأنبوب، لأن البحر الأحمر عبارة عن أنبوب يبتدي بباب المندب وينتهي بقناة السويس.

لافتًا في السياق ذاته إلى أن أي إضرار بهذه المنطقة سيشكل إضرارً بالغا بالمصالح المصرية وقناة السويس، ولذلك ينبغي النظر إلى هذا الأمر كبعد جيوسياسي وأن مصر تحاول أن تسهم إسهاما فاعلا في استقرار المنطقة من خلال القوة البحرية النوعية التي تمتلكها، وأيضا تعزز دور التحالف العربي واليمن الذي يحتاج إلى تعزيز في هذه اللحظة، كما يؤشر أيضا إلى أن مصر أصبحت قوة حاضرة لا سيما في المجال البحري وتستطيع أن تسهم في تعزيز الأمن القومي العربي.

توجه أزعج مليشيا الحوثي

عبد الله الدهمشي، صحفي وسياسي، أكد على أهمية دور هذه القوات بقوله: "لا شك أن البحر الأحمر ومضيق باب المندب مهمان للعالم كله باعتبارهما الممر المائي الأهم للطاقة العالمية، وتزداد الأهمية مع أزمة الطاقة العالمية بسبب حرب اوكرانيا". 

وأشار إلى أن الأهمية تزداد فيما يتعلق بالأمن القومي العربي ومصالح الدول المطلة على البحر الأحمر وخاصة مصر لأهمية باب المندب لقناة السويس، من هنا تأتي أهمية قيادة مصر للقوات المشتركة في البحر الأحمر.

وأوضح أن هذا ما أزعج الحوثيين كونهم لن يتمكنوا من تهديد أمن الممرات المائية وخدمة إيران في هذه المنطقة الحيوية للدول العربية والعالم.

إيقاف تمدد إرهاب الحوثي

من جهته علق عبدالله السنامي، صحفي، بقوله: "تلعب القوات المصرية وتحديدا قطاع البحرية، دورًا محوريا في أمن البحر الأحمر، شمالا وجنوبا، كاستراتيجية قصوى لأمن المنطقة، لا سيما مع التحديات التي تشهدها جغرافيا البحر الأحمر، مثل بروز كيان مليشياوي مدعوم من إيران في أجزاء واسعة باليمن".

وشدد بأن "الأمر يمثل تهديدا حقيقيا للأمن القومي العربي، والمصري بشكل خاص، ناهيك عن الأمن والسلم الدوليين، لا سيما وباب المندب جغرافيا استراتيجية، اذا ما تمكنت الجماعات الإرهابية منه، ستكون خطورة كبيرة على الأمن الدولي".

ولفت السنامي إلى القدرة على تحمل المسؤولية بتأكيده أن الجيش المصري، الأقوى في المنطقة، يمتلك إرثًا عسكريًا في التعامل مع الطبوغرافيا اليمنية، تجعله الأجدر والاكفأ في هذه المهمة.

وأضاف، "بالنظر إلى التهديدات التي أعلنتها جماعة الحوثي ومن ورائها إيران، تجاه المياه الإقليمية اليمنية، فإن باب المندب يمثل حجر الزاوية في كل ذلك، وهو ما يضاعف من أهمية دور القوات المسلحة المصرية في حماية هذا الممر الملاحي الهام".

عبد الله يعتقد أن إعلان تكليف القوات المسلحة المصرية بقيادة مهام القوات المشتركة 153 إحراج جديد للحوثيين، الذين يدخرون صراعا في البحر الأحمر، للخروج من مأزق اللا سلم، الذي وضعهم في مواجهة مع اتباعهم وقادتهم من الصف الثاني ورجال القبائل، واتساع متطلبات الهدنة في تقديم الخدمات كسلطة أمر واقع، أو في إرضاء عناصرهم الذين قاتلوا بوعود الغنيمة والتمكين، وهو ما لا تستطيع الجماعة تقديمه، لتزامن ذلك مع الوضع الحرج في إيران".

خطوة في غاية الأهمية

عبدالناصر قاسم، ناشط، أكد أن الخطوة التي أقدمت عليها مصر في تعزيز قواتها في البحر الأحمر من قناة السويس شمالاً إلى مضيق باب المندب جنوباً خطوة سياسية في غاية الأهمية وفي وقت حساس لا يحتمل أي تأخير.

يضيف: المطامع الإيرانية أصبحت مقلقة وتحركاتها مثيرة للجدل، والأخطر من كل هذا هو بروز مليشيات لديها قدرات عالية في زعزعة أمن الملاحة البحرية وتهريب أنواع الأسلحة والمخدرات إلى اليمن وتهريب الآثار اليمنية إلى الخارج ومهاجمة الأشقاء.

وختم بالقول، إن الخطوة التي أقدمت عليها مصر محل ترحيب وإعجاب شديدين، وحق لمصر أن تكون درعاً حصيناً لحماية المصالح العربية وحفظ الأمن القومي العربي وعلى وجه الخصوص الأمن الخليجي.