أخصائيون يعيدون البسمة لمبتوري الأطراف بالمخا والساحل

المخا تهامة - Monday 12 December 2022 الساعة 05:23 pm
المخا، نيوزيمن، خاص:

على مدى يومين يعمل أخصائيون تابعون لمركز الأطراف الصناعية في تعز، على أخذ مقاسات مبتوري الأطراف في مديريات الساحل الغربي التابعة لمحافظة تعز، لإعادة البسمة إلى ضحايا ألغام الحوثي من مبتوري الأطراف.

ويسعى العاملون لتسهيل حصول الضحايا على الأطراف التي فقدوها في انفجار مفخخات الموت الحوثية عن قرب، نظرا لعدم قدرتهم على تحمل الكلفة المالية لانتقالهم لمركز المحافظة.

ومن بين الضحايا "نعمة محمد سيف"، وهي مسنة شارف عمرها على بلوغ الستين عاما، وفقدت ساقها في انفجار لغم فردي، زرعته مليشيات الحوثي في مديرية موزع الواقعة غرب محافظة تعز أثناء عودتها إلى منزلها في أعقاب تحرير المديرية.

وتحتاج نعمة إلى تركيب ساق صناعية لمساعدتها على السير مجددا، بعد معاناة استمرت لسنوات، وما تزال تحمل تبعات الحادثة الأليمة حتى اليوم.

وتتمنى "نعمة" ان تساعدها القدم الصناعية على تجاوز مرحلة الإعاقة، بحيث تتمكن من الاعتماد على نفسها، بدلا عن الآخرين الذين يساعدونها على القيام والجلوس والمشي لخطوات قليلة.

وبالنسبة إلى محمد قائد افندي، فإن حادثة فقدانه لساقه وعينه تعد أسوأ الحوادث التي تعرض لها، ويسرد لنيوزيمن مأساته الحزينة، بالقول: حدث ذلك على بعد أمتار من منزلي في منطقة البرح غرب تعز، وكل ما اتذكره هو صوت طنين حاد لم أفق منه سوى اليوم الثاني داخل المستشفى.

وعانى افندي، وهو أب لثلاثة أطفال، من تبعات الحادثة الأليمة، إذ فقد القدرة على العمل لإطعام اسرته، كما أنه فقد القدرة على الرؤية، بعدما خسر إحدى عينيه وتضررت الأخرى، في الانفجار المميت.

وتسببت الإصابة القاتلة في تحويله إلى شخص غير قادر على العمل، مما ولد حالة من الاحباط والفقر لسنوات وأعاق ذلك من تحقيق حلمه في استبدال قدمه السابق، والسير مجددا، لكنه اليوم مع وصول فريق فني لأخذ مقاسات الضحايا، يأمل باستعادة قدرته على السير مرة اخرى، وإن كان ذلك لا يلبي طموحه بالقدرة على العمل والتنقل كما كان سابقا.

ويرى الدكتور بليغ، وهو أحد أعضاء الفريق الزائر، ان مركز الأطراف الصناعية، يدرك حجم الصعوبات التي تمنع انتقال ضحايا الألغام إلى مركز المحافظة لتركيب أطرافهم الصناعية.

ويقول إنه من باب التقدير لتلك الأوضاع، عمل المركز على إنزال فريق إلى المخا، وأخذ مقاسات نحو 15 ضحية، وهي عملية تنظم بشكل مستمر لإتاحة الفرصة للضحايا للاستفادة منها.

وحولت مليشيات الحوثي مناطق الساحل الغربي إلى أكبر حقل ألغام، بزراعة ما يربو عن مليوني لغم متنوع.