المرأة في حيس تنهض من تحت ركام الحرب

المخا تهامة - Sunday 11 December 2022 الساعة 02:45 pm
حيس، نيوزيمن، خاص:

لأجل الاستقرار المعيشي ومواجهة التحديات الاقتصادية التي فرضتها الحرب العبثية التي تقودها الميليشيات الحوثية –ذراع إيران في اليمن، تقف العشرات من النساء من أهالي مدينة حيس، جنوبي محافظة الحديدة، في بازار لعرض منتجاتهن وبيعها، في تحدٍ كبير لإثبات ذواتهن ورفضهن للاستسلام.

"مستفيدات سُبل العيش"، هكذا خاضت النساء خلال الفترة الماضية معركة اكتساب المهارات والتدريب على عدة مهن وتخصصات مختلفة من أجل البحث عن طرق لتحسين مستوى دخلهن اليومي، ورفضهن وتحديهن للظروف الصعبة التي خلفتها الحرب الحوثية على مدينة حيس.

قصص نجاح برزت بصورة تليق بفتيات ونساء حيس اللاتي تفنن في صناعة وإنتاج العديد من المشغولات اليدوية، والتي عكست مدى مثابرتهن واجتهادهن في التصنيع، من خلال مستوى الإقبال على البازار الذي شهد توافداً كبيراً من قبل المتسوقين.

سامية سعيد علي، إحدى المتدربات والمستفيدات من حقيبة التمكين الاقتصادي في مجال الخياطة، قالت لـ"نيوزيمن": إنها اليوم عرضت عددا من الملبوسات التي أبدعت في تفصيلها وتجهيزها، مثل خياطة الأرواب والشمزان والفساتين وغيرها من الأقمشة، من أجل الاعتماد على النفس وتوفير المصروف اليومي لها ولأسرتها.

وأكدت سامية أن كل ذلك قامت به، بعد أن تم تدريبها في مهنة الخياطة لمدة عشرين يوماً.

أنامل تهامية أتقنت العمل ثم أبدعت وأنجزت في أكثر من مهنة تم عرضها في البازار، منها الخياطة والحياكة والتطريز، وتركيب العطور وبعض أدوات الإكسسوارات، كما كان للصناعات الحرفية التقليدية التهامية، طابع خاص، وظهور ملفت، عرض فيه العديد من الصناعات الخزفية مثل: القُبعة، مصرفة الأكل، المكنس، الجَب حافظ الأكل، الموهفة التي كانت تستخدم سابقاً للعروس، وجميعها صنعت من سعف النخيل.

صفاء محمد، عارضة المصنوعات التقليدية، أشارت إلى أهمية عرض الموروث الشعبي والتعريف بالتراث التهامي الأصيل الذي يؤصل الحضارة اليمنية، من أجل إثبات أنفسنا ويعرف الجميع أننا نساء قادرات على تحمل المسؤولية واننا نهضنا من تحت ركام الحرب، نحو مستقبل أفضل، يعطي المرأة حقوقها لتعيش مثل أقرانها في العالم.

من جانبها أكدت سمر محمد المقطري، مدربة المشغولات اليدوية في المساحة الآمنة لـ"نيوزيمن"، أن البازار الذي يقام سنوياً ضم عدداً من الأقسام للمشغولات اليدوية. ولفتت المقطري، ان اجمل ما يميز المعرض، الصناعات الخزفية التقليدية، التي تعتبر من الموروث الشعبي وتشتهر به تهامة وحيس على وجه الخصوص.

وأضافت المقطري، إن هذا الموروث لاقى اهتماماً كبيراً من قبل المتسوقين والكثير أقدم على شرائه لاقتنائه إلى منازلهم.

فاتن القديمي، مشرفة المساحة الآمنة للنساء والفتيات في حيس الجهة المنظمة للبازار قالت لـ"نيوزيمن": إن الهدف من إقامة هذا البازار، الممول من صندوق الأمم المتحدة للسكان، تسويق منتجات النساء والفتيات اللاتي تدربن في المساحة الآمنة التابعة لمؤسسة فور هيومن للتنمية في اكثر من مهنة، بعد تسليمهن حقائب التمكين الاقتصادي من المؤسسة من أجل تشجيعهن على الاعتماد على أنفسهن لمواجهة الظروف المعيشية التي تعيشها البلاد جراء الحرب.

عشرات النساء والفتيات المستفيدات من مشروع الحماية ودعم سبل العيش شاركن في البازار الذي أقيم في مدينة حيس، بعد أن حصلن على دورات التدريب المهني والتمكين الاقتصادي، من أجل صناعة وإنتاج عدد من المنتجات التي تسهم في تحسين السوق المحلي وتعمل على خلق الاكتفاء الذاتي لدى الاُسر المنتجة والتخفيف من قسوة الوضع.

ويرى مهتمون أن من الضروري تشجيع مثل هذه المشاريع، التي تسهم في خدمة المجتمع لما من شأنه تعزيز التعاون والشراكة في تحقيق التنمية المستدامة وتوفير فرص عمل للنساء والفتيات.