في ظل وضع أمني مستتب.. زيادة الطلب على المساكن ينعش القطاع العمراني بالمخا

المخا تهامة - Sunday 11 December 2022 الساعة 07:53 am
المخا، نيوزيمن، خاص:

شهدت مديرية المخا، خلال السنوات التى أعقبت تحريرها من مليشيا الحوثي، ازدهارا عمرانيا غير مسبوق، إذ شيدت المئات من المباني الجديدة بطرازات هندسية مختلفة.

وترافق مع ازدهار قطاع البناء والتشييد، توسع النشاط التجاري والعقاري، وتمثل ذلك في بناء فنادق، ومطاعم ومنشآت منتشرة في أرجاء المدينة، فضلا عن مساكن جديدة شيدت لاحتواء الطلب المتزايد على شقق الإيجار نظرا لارتفاع أعداد الوافدين إلى المدينة من محافظات البلاد المختلفة.

ويشير مدير مكتب الأشغال العامة في المديرية، وهيب مهيوب، إلى أن الطلب المتزايد على تصاريح البناء يجعل من السهل جدا إدراك أن المديرية تشهد توسعا عمرانيا غير مسبوق، بفضل الأجواء الآمنة التي تشهدها، والتي تحققت بفعل جهود القوات المشتركة طيلة الفترة الماضية، ما وفر مناخا ملائما للإقامة والاستثمار لآلاف الناس.

ويرى مدير مكتب السياحة بالمديرية، الدكتور جلال منصور، أن قطاع البناء شهد تطورا غير مسبوق، وأن حجم عدد السكان تضاعف خمس مرات، مقارنة مع ما كانت عليه قبل تحريرها، حيث استقبلت المدينة أعدادا كبيرة من النازحين والعمال والزائرين والموظفين لدى المنظمات الإغاثية الدولية.

ويؤكد أن الازدهار المعماري، يمكن الإشارة إليه على أنه أحد فوائد الأمن والاستقرار الذي أوجدته قيادة المقاومة الوطنية، إذ تتيح الأجواء الآمنة، للمستثمرين والمواطنين، تشييد الأبنية الجديدة، دون عوائق.

وأسهم النشاط العمراني، في هذه المديرية التي تحتوي على مرفأ شهير، صدرت منه أولى شحنات القهوة إلى العالم، في توفير العشرات من فرص العمل، لا سيما للأيدي العاملة القادمة من مناطق ومدن أخرى.

ويقول محمد الصبري، وهو عامل في قطاع البناء، إنه بحث عن فرصة عمل داخل مدينة تعز، وعندما عجز في الحصول على ذلك، توجه نحو مدينة المخا، حيث وجد ضالته هناك، وانخرط في وظيفة هيأت له الإمكانات المادية للعيش الكريم.

ويشارك الصبري الذي تشير ملامحه إلى بلوغه سن الخمسين، في بناء فندق جديد، سيكون الفندق الثامن الذي يضاف إلى قطاع الفنادق المزدهر في المدينة الساحلية.

كما أسهمت حركة البناء والتشييد في ازدهار أعمال حرفية ومهنية، من بينها أعمال النجارة والحدادة، والنقل، وورش الألمنيوم، واستقطبت عمالا من مناطق ومدن أخرى للعمل في هذه المجالات.

ونظرا للقطاع العمراني سريع النمو، ارتفعت أسعار الأراضي بنسبة 500 بالمائة، مقارنة بالعام 2017م، إذ قفز سعر الذراع وهو "وحدة قياس محلية يبلغ نحو 45 سم"، من 150 ألف على الشارع العام، قبل تحرير المديرية، إلى 700 ألف ريال، ومن 20 ألف للذراع في الأراضي الواقعة داخل الأحياء السكنية البعيدة عن الشارع العام، إلى 300 ألف ريال. 

وعادة ما يرتبط ارتفاع أسعار العقارات بالفرص الواعدة والنمو الاقتصادي للمدن، ونظرا لكون المخا قد أصبحت ملاذا آمنا لأموال التجار والمستثمرين، وواحدة من أهم المدن اليمنية، بدأت باستعادة مكانتها التاريخية الوازنة، و وظهرت أوجه الانعكاس في هذا التطور والنمو السريع على أسعار العقارات في ظل ارتفاع الطلب عليها لإقامة منشآت جديدة.

وأمام التطور العمراني، وضع مكتب التخطيط بالمديرية مخططا جديدا يضم 60 وحدة جوار، بالإضافة إلى تجهيز 10 مخططات تفصيلية ومعالجة 16 وحدة جوار قديمة.

ويتيح المخطط الجديدة في تنظيم قطاع البناء، وإدارة المشاريع وتحديث شكل المدينة، وجاهزيتها الاستثمارية مستقبلا، لا سيما مع إعادة افتتاح ميناء المخا بعد سبع سنوات من الإغلاق، وتدشين العمل بمطار المخا الدولى، كأول نافذة خارجية، في هذه المدينة المطلة على طريق التجارة العالمية.