"أبو عوجاء" في دور "لعكب".. هل يكرر الإخوان في سيئون خطيئة "عتق"؟

تقارير - Saturday 10 December 2022 الساعة 07:26 pm
حضرموت، نيوزيمن، خاص:

تتصاعد المخاوف في محافظة حضرموت من اتجاه الأوضاع إلى التصعيد المسلح في مديريات الوادي والصحراء، على الرغم من القرارات الأخيرة التي أصدرها رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، كمحاولة لنزع فتيل الأزمة.

وأصدر العليمي، مساء الثلاثاء، قرارات عدة كان أبرزها إقالة أركان حرب المنطقة العسكرية الأولى والمقرب من جماعة الإخوان العميد يحيى أبو عوجاء، بعد أسبوع من تصريحات استفزازية توعد فيها بالتصدي لما أسماه بالتصعيد من جانب المجلس الانتقالي الجنوبي. 

وقوبلت هذه القرارات في الشارع الجنوبي والحضرمي بمخاوف من كونها محاولة التفاف على مطالبهم بخروج قوات المنطقة العسكرية الأولى تنفيذاً لاتفاق الرياض، في ظل انتقادات حادة وجهتها قيادات بارزة في المجلس الانتقالي ضد هذه القرارات.

حيث وصف أحمد الربيزي عضو وحدة شؤون المفاوضات بالمجلس الانتقالي، قرارات العليمي بأنها "محاولة ماكرة يقصد بها مخادعة أبناء حضرموت، والجنوبيين بشكل عام" على حد وصفه، مؤكداً في منشور على صفحته في "الفيس بوك" بأنها لا تعني خروج "أبو عوجاء"، الذي يقول بأنه سيظل يقود المنطقة العسكرية الأولى في ظل الشخصية الضعيفة لقائد المنطقة اللواء طيمس.

يشير الربيزي إلى خطورة بقاء "أبو عوجاء" كقائد للواء 135، والذي يعد أقوى ألوية المنطقة الأولى لامتلاكه أقوى تسليح من المعدات العسكرية الثقيلة، كما أن كتائب اللواء هي من تنشر في المناطق النفطية وكذا بالنقاط العسكرية المتواجدة على مداخل المدن، وهو ما يعني بأن الرجل لا يزال مسيطراً تماماً على وادي حضرموت، ومنابع النفط، حد قوله.

توصيف الربيزي عززته الأحداث التي شهدتها مدينة سيئون، الخميس، وما قامت به قوات المنطقة الأولى من عملية قمع عنيف ضد الاحتجاجات التي نظمها شباب في المدينة ومدن الوادي للمطالبة بخروجها، وهو ما اُعتبر بانه تنفيذ لتهديدات أبو عوجاء السابقة بالتصدي لأي تصعيد شعبي يطالب بخروجها.

مراقبون يرون في التهديدات التي أطلقها أبو عوجاء واحتفاظه بمنصبه كقائد لأقوى ألوية المنطقة الأولى وعدم إحداث تغيير شامل في قيادة المنطقة، تهديداً مفتوحاً لمناطق وادي حضرموت بتكرار سيناريو التمرد المسلح الذي قادته التشكيلات الأمنية والعسكرية الموالية لجماعة الإخوان بمحافظة شبوة مطلع أغسطس الماضي.

ويشير المراقبون إلى أن التمرد الذي شهدته شبوة جاء كمحاولة أخيرة لاستعادة نفوذ جماعة الإخوان على المحافظة عقب نجاح قوات العمالقة الجنوبية في تحرير مديرياتها الغربية من قبضة مليشيات الحوثي، وكذا عودة قوات النخبة الشبوانية تحت اسم قوات دفاع شبوة لتولي مهام الأمن.

تطورات رأت فيها جماعة الإخوان تهميشاً لنفوذ التشكيلات الأمنية والعسكرية الموالية لها في محافظة شبوة وعلى رأسها قوات الأمن الخاصة التي كان يرأسها العميد الإخواني عبدربه لعكب الشريف، والذي مثل مع قواته رأس حربة للتمرد الذي شهدته المحافظة.

وهو ما يتوقع تكراره في وادي حضرموت في ظل وجود ترتيبات أمنية وعسكرية يتم العمل عليها منذ أشهر تحت إشراف التحالف العربي، خاصة في ظل المعلومات التي كشفت عنها مصادر عسكرية خاصة لـ"نيوزيمن" الشهر الماضي. 

حيث كشفت المصادر عن تجهيز قوات عسكرية وأمنية من أبناء وادي وصحراء حضرموت قوامها نحو 30 ألف جندي ويجري تدريبها منذ فترة في عدد من المعسكرات التابعة للمنطقة العسكرية الثانية في المكلا، بهدف إحلالها كقوة محلية بدلاً عن قوات المنطقة العسكرية الأولى.