جلال الخولاني.. 60 يوماً كستين عاماً في سجون تعز السرية

تقارير - Friday 18 November 2022 الساعة 07:59 am
تعز، نيوزيمن، خاص:

"كل الفصائل المسلحة في مدينة تعز، الخاضعة لسيطرة حزب الإصلاح، جماعة الإخوان المسلمين فرع اليمن، تمتلك سجوناً سرية خارج سيطرة الأمن والبحث والقضاء. الفوضى سيد الموقف". مئات المدنيين ضحايا السجون السرية في قطاع مدينة تعز التي يحكمها تجمع الإصلاح السياسي والعسكري.

الشاب جلال الدين الخولاني أحد ضحايا السجون السرية في قطاع تعز، تعرض للاخفاء القسري في أحد سجون العصابات المسلحة، يقول إن 60 يوما توازي 60 عاما من الإرهاب والتعذيب والإخفاء القسري. 

تعذيب وإخفاء وترهيب 

يقول جلال الدين محمد الخولاني لنيوزيمن، بصوت مقهور، في 23 يوليو 2021 كان يتواجد في مدينة تعز وكان مارا في أحد الشوارع تحديدا في شارع النسيرية استوقفه مسلحون يتبعون اللواء 170 دفاع جوي واستقلوا سيارته واقتادوه إلى فيلا في وادي القاضي.  

في مساء ذلك اليوم أقدم قياديان يدعيان أسامة القردعي واحمد القردعي وباشرا التحقيقات ونسب الاتهامات الكاذبة إليه، لغرض نهب ما يقتنيه من أموال وتحقيق مكاسب شخصية. ومن ثم تم تحويله إلى معتقل في مكان مجهول وممارسة التعذيب فقط، كان السجن عبارة عن حفرة متر في متر وأماكن مظلمة لا يمكن أن يطلق عليها سجنا.

تعذيب وحشي 

مارست العصابة المسلحة تعذيبا وحشيا بحق الخولاني تسبب في آثار جسيمة ما يزال يعاني منها.  

بألم وصعوبة الحديث يواصل الخولاني حديثه: "تعرضت للضرب والصعق بالكهرباء".

تسببت الضربات على القلب بانضراب أحد صمامات القلب، وضغط فقرات العمود الفقري، تحديدا الفقرات الأولى والثانية والثالثة، وموت الأعصاب في اليد اليمني.

تعرض لكل أبشع أنواع التعذيب على مدى شهر كامل، تعذيب جسدي وتنقل من "ضغاطة" معتقل إلى آخر، ومن ثم استخدام التعذيب النفسي. 

طلب منه فدية مقابل الخروج، وطلب منه شخص يدعى هشام القياضي مبلغ 50 مليونا مقابل الإفراج عنه والتنازل عن كل مقتنياته أو الاعتراف بالتهم المنسوبة. 

تهم وهمية 

اتهم الخولاني بالعلمانية كجريمة ارتكبها ومن ثم اتهم بالماسونية وأخرى لأنه يعمل مع المنظمات وحيناً آخر يوجهون له الاتهام بنشر الكفر والرذيلة واغتصاب الأطفال، وجميع التهم غير صحيحة بل تلفيق لغرض الابتزاز والتعذيب ونهب ممتلكاته بمختلف الطرق التى تستخدمها مليشيات الحوثي وتنظيم داعش وجميع الجماعات الإرهابية. 

في السجن قررت العصابة حبة زبادي وأربعة اقراص روتي كوجبة أساسية كل ثلاثين ساعة وقارورة ماء صغيرة. 

ومنعت عنه العلاجات والأدوية اللازمة مع الترهيب بالقتل إضافة لمعاناة أسرته التى جاء من أقصى الشمال لزيارتهم في مدينة تعز.

تعرض لنهب سيارته ورصيده البنكي ومقتنياته، تقدر المنهوبات بمبلغ 17 ألف دولار.  

معاناة بعد الخروج 

بعد ضغوطات كبيرة تم تسليمه إلى البحث الجنائي بتعز، ما دفع الخولاني للإضراب عن الطعام، أسعف على إثره إلى المشفى. 

طلب للتحقيق معه لكن لا جدوى. تم الإفراج عنه بشرط مغادرة تعز وعدم العودة إليها.

مناشدة 

يناشد الخولاني المجلس الرئاسي والمنظمات المحلية والدولية النظر إلى قضيته وتحقيق العدالة. 

كما يطالب الحكومة بمعرفة أسباب النفي إلى خارج اليمن، وما الذنب الذي اقترفه. 

ولتأخذ العدالة مجراها.