طارق صالح وتعز.. رؤية مختلفة للتحرير والتغيير أم رقص اخواني على الحطام

تقارير - Thursday 17 November 2022 الساعة 06:51 am
تعز، نيوزيمن، خاص:

"طارق ويخارجنا منهم".. هذا كان رد أحد سائقي الدراجات النارية في تعز على حديث زميله بأن حظر حركة الدراجات يبدأ من الثامنة ليلة الجمعة حسب قرار إدارة الأمن في المحافظة.

يقول سائقو الدراجات إن خلاف الأمن مع غزوان هو سبب قطع أرزاقهم، بينما يعرف الأكحلي أين يتواجد غزوان المخلافي ومن يقف خلفه ويحميه، لكنهم يتعشمون حضورا قريبا لقائد المقاومة الوطنية وقواته لإنهاء تسلط الإخوان أو (الإصلاحيين كما ينطقها سكان تعز).

ينظر غالبية سكان تعز بمن فيهم قطاع عريض من أنصار الأحزاب لطارق صالح كخيار المرحلة لإنقاذ تعز من الإخوان، وحتى إنهم يرسمون مشهد الخلاص عسكريا عبر وصول قوات طارق صالح إلى تعز لتحريرها من الحوثي والإخوان معا وإنهاء الواقع الذي فرضته مليشياتهما منذ سنوات.

ترقب وصول طارق صالح، كما يحضر في مزاج الشارع، هي أمنية بعودة الدولة ومؤسساتها كما كانت قبل 2011. 

وهذا ما يعتقد غالبية أبناء تعز بأنه سيحصل حين تصل قوات المقاومة الوطنية إلى تعز وتبدأ المحافظة مرحلة جديدة بعيدا عن عصابات الفيد ومليشيات المقر صانع الفوضى الأول.

هذا الصوت التعزي الباحث عن التغيير والتحرير معا يربط حصول ذلك بوجود قوات عسكرية قادمة من الساحل الغربي إلى مدينة تعز وكان مرتفعا إبان التصعيد الإخواني واجتياح الحجرية حيث كان هناك من يرى أنها الفرصة الأهم لإنهاء بلطجة الإخوان وجرائمهم بحق أبناء تعز. 

بعد تشكيل مجلس القيادة الرئاسي استبشر أبناء تعز كثيرا بوجود العميد طارق صالح ضمن أعضاء المجلس ورفعوا سقف توقعاتهم بأن يتحرك قطار التغيير في محافظتهم من نافذة العمل الرسمي وعبر قرارات سريعة يكون لقائد المقاومة الوطنية دور محوري في تبني مضامينها لصالح أبناء تعز وما زالت هذه التوقعات حاضرة في أوساط الناس وبقوة.

ويعزز وجود كثير من أبناء تعز ضمن قوات المقاومة الوطنية من رغبة الناس في حصول تغيير محوري في محافظة تعز بعد أن احتكر الإخوان الجيش والأمن لأفراد محسوبين عليهم أو موالين لقيادات الإخوان أو بتزكية من هذه القيادات.

ولأن الإخوان يدركون ما يدور في الشارع وتقييم الناس لوجودهم في الجيش والأمن وحكام حقيقيين للعام الثامن على التوالي فقد عمدوا إلى فتح خطوط تواصل مع الساحل الغربي وإطلاق رسائل ود لقيادة المقاومة الوطنية ولو مخادعة، بل إن قيادات الإخوان وفي اجتماع عسكري أقرت السماح لأفرادها بارتداء زي ألوية حراس الجمهورية بعد أن كان مجرما في السابق.

وفى حين ينتظر أبناء تعز أن يصل طارق صالح وقواته إلى تعز لتحريرها من الحوثي والإخوان أو استخدام سلطاته الرئاسية لفرض تغيير حقيقي وجذري في هيكل القيادة العسكرية والأمنية والمحلية في المحافظة، فإنه يلاحظ أن قيادات تعز سارعت هي في الوصول إلى المخا في محاولة لاحتواء أي تغييرات يترقبها الشارع التعزي تأتي بها رياح الساحل الغربي.

لا خيار آخر يراه أبناء تعز متاحا لتخليصهم من عبث وفوضى وفساد وإرهاب الإخوان المسلمين سوى طارق صالح وقواته، وأن أي حديث عن إبقاء الوضع كما هو أو سلق مصالحة شكلية لا يعدو عن كونه تثبيتا لنفوذ وتفرد الإخوان وهيمنتهم على تعز.

ما لا يتمناه أبناء تعز هو أن يكون رهانهم على طارق صالح لتخليصهم من إرهاب الإخوان أشبه بالحب من طرف واحد، وأن يتمكن الاخوان الدين حاربوا وقتلوا خصومهم في تعز بتهمة العلاقة مع طارق، من القفز الى جوار العميد واقناعه بالبقاء في الساحل الغربي الذي كانوا يرفضون تواجده فيه، مقابل تركهم يعاقبون الناس في تعز وهذه المرة بتهمة رفض تحالفهم مع طارق.

فتعز تنتظر التحرير من الحوثي، ولن تتحرر من الحوثي الا بانتهاء مرحلة الاخوان وفسادهم وعبثهم.