الحوثي والمخدرات.. سيرة وكيل إيراني يقتفي خطى حزب الله

تقارير - Tuesday 15 November 2022 الساعة 08:15 pm
المخا، نيوزيمن، هديل محمد:

ترتبط تجارة السلاح بتجارة المخدرات، ومن سنوات طويلة كانت جماعة الحوثي الموالية لإيران، على علاقة وطيدة بتجارة السلاح والمخدرات، ومنذ نشأتها في صعدة، اعتمدت على تعاطي وتجارة وبيع المخدرات، وجعلت من ذلك مصدرا مهما من مصادر تمويل حروبها. 

وكما أفرد حزب الله -الذراع الإيرانية في لبنان- منذ الثمانينيات، حقولاً واسعة في منطقة البقاع من نبات الخشخاش، التي تستخدم لإنتاج الأفيون والهيروين اللبناني، حوّل الحوثيون في مطلع التسعينيات منطقة صحراوية قاحلة بين مدينتي حرض وميدي الحدوديتين مع السعودية، إلى مزارع عرفت باسم "مزارع الخضراء" واستخدمتها الجماعة الإرهابية كمنطقة لتفريغ الشحنات المهربة من السلاح والمخدرات، والمتاجرة بها داخل وخارج البلاد.

وخلال حروب الجماعة المتمردة مع الدولة (2004 ـ 2009) نشط العديد من قادة المليشيا الحوثية، في تهريب المخدرات بمحافظة صعدة، من ضمنهم أبو علي الحاكم، صالح الصماد، عبدالكريم الحوثي، وقيادات أخرى من الصف الثاني.

وعقب انقلابها على الدولة خريف 2014، عينت مليشيا الحوثي -ذراع إيران في اليمن- تجار ومهربي المخدرات من محافظة صعدة، مشرفين ووزراء في حكومة الانقلاب، إضافة لإطلاقها سراح السجناء من تجار المخدرات، وتقديم الدعم المالي والتسهيلات لهم، لاستعادة نشاطهم في تهريب الممنوعات والعمل تحت إشرافها ولصالحها.

وبعد تولي محمد علي الحوثي رئاسة ما أسمي بـ "اللجنة الثورية"، تولى الإشراف المباشر على تجارة المخدرات وتهريبها، وقام بتشكيل عصابات لعمليات الترويج لها في عدد من المحافظات برئاسة صالح الهمام، القيادي في المليشيا والمنتمي لمحافظة صعدة معقل الجماعة المسلحة، والذي يعد المسؤول الأول عن توزيع وبيع المخدرات في عدد من المحافظات، فيما تولى القيادي أبو جبريل الرازحي الترويج لها في صنعاء، بينما تولى أبو حسن الثلايا الترويج والبيع في محافظتي إب وذمار، وأدى ذلك إلى ازدهار تجارة الممنوعات في المناطق الخاضعة لسيطرة الذراع الإيرانية في اليمن، وباتت المليشيا تدير شبكات متعددة لتهريب وتجارة المخدرات إلى مناطق سيطرتها والمناطق المحررة ودول الجوار، بمساعدة شبكات المافيا التابعة لمليشيا «حزب الله» الإرهابية.

وتعد إيران الداعم الرسمي للحوثيين، من أكبر مراكز تجارة المخدرات في العالم، ووكيلها حزب الله اللبناني، الذي لم يتوقف عن دعم مليشيا الحوثي بالمخدرات والخبراء، كما لم يتوقف الحوثيون عن الاستفادة من خبراته العسكرية، بل اتبعوه في عملية الاتجار بالمخدرات والاستفادة من الأموال التي تحصل نتيجة ذلك النشاط.

وتتاجر المليشيا الحوثية بالمخدرات، لدعم ما تسميه "المجهود الحربي"، وتمويل حربها العبثية على اليمن واليمنيين، إضافة إلى حروب الوكالة ضد أعداء إيران، على غرار ما يفعله الوكيل الإيراني الآخر حزب الله.

وتتخذ إيران المخدرات وسيلة دعم مباشر لوكلائها في المنطقة، ومن ضمنهم الحوثيون الذين يستغلون جزءاً من هذا الدعم، لاستهداف الشباب إلى أن يصبحوا مدمنين عليها لتسهيل استدراجهم واستقطابهم لاحقاً إلى جبهات القتال وضمان بقائهم فيها.

وتصل بعض شحنات المخدرات إلى الحوثيين، من خلال مافيا "حزب الله" في لبنان، وقد ضبطت الأجهزة الأمنية في يوليو 2018 شحنة مخدرات مصدرها لبنان، في نقطة أمنية على الطريق الرابط بين مارب وصنعاء، وتحمل مكوّنات الشحنة ختم مجلس شباب بيروت، وهو كيان تابع لمليشيا حزب الله.

وبحسب تقارير دولية فإن حزب الله هو المسؤول الرئيسي عن تصنيع وتجارة المخدرات، وخاصة الهيروين و الكبتاغون وأنواع أخرى من المخدرات، حيث تتم تجارة الكبتاغون بأغلب الأحيان في منطقتي بعلبك والهرمل، الخاضعتين لنفوذ حزب الله الذين يستطيعون تأمين مصانع المخدرات ويعرفون شبكات التهريب.

وتمثل تجارة المخدرات المهربة من إيران، وعبر وكلائها في لبنان، نحو 60% من دخل مليشيا الحوثي التي تمول بها عملياتها الإرهابية، ومن أبرز إنواع المخدرات التي تتاجر بها المليشيا: الحشيش والكبتاجون والكوكايين والهيروين والرايتنغ وحبوب الكريستال بمختلف أنواعها ومن ضمنها الكرستال ميت (الشبو) الذي صنف بالأشد فتكاً بين أنواع المخدرات، اضافة إلى الحبوب المخدرة مثل: ريستل وديازبام وبرازول وارتان وبالتان وغيرها.

ويدير الحرس الثوري الإيراني شبكة عابرة للحدود، عبر أذرعه الممتدة من الضاحية الجنوبية لبيروت اللبنانية إلى محافظة صعدة اليمنية، وتستمد أذرع إيران من لبنان إلى العراق إلى اليمن قدرتها المالية من تجارة وتهريب الحشيش والمخدرات.

وخلال الأعوام الماضية تم ضبط عدد من السفن والبحارة الإيرانيين المتورطين في تهريب وتجارة المخدرات، واستغلالها كمصدر رئيسي لتمويل ميليشياتهم في المنطقة بما فيها حزب الله اللبناني والحوثيون، واستدراج الشباب لتنفيذ الأنشطة الإرهابية، وتدمير الطاقات البشرية في البلدان المستهدفة،

ويتم تهريب المخدرات إلى الحوثيين عبر الشريط الساحلي الممتد من المهرة شرقا إلى الحديدة غربا، بواسطة زوارق صيد تقليدية، عبر سواحل حضرموت والمهرة وشبوة، أو بواسطة سفن تجارية إيرانية عبر موانئ الحديدة، الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي.

وتقوم المليشيا بتوزيع المخدرات المهربة، على خلايا ومتعهدين محليين منتشرين في كافة المناطق في اليمن، ليتم لاحقا توزيعها على الشباب وفق استراتيجية تجارية خطيرة تقوم على الاستدراج والاستغلال، ثم الترويج والبيع، حيث أصبحت المخدرات سلاحا بيد مليشيا الحوثي، تستخدمه في غسل أدمغة الأجيال الشابة، ليكونوا فريسة سهلة لأفكارها الإرهابية، ما يسهل للمليشيا زجهم في أتون معاركها العبثية.

ويعتبر تهريب المخدرات والاتجار بها، إحدى وسائل الإثراء السريع لقادة المليشيا الإرهابية، وتقدر مصادر اقتصادية حجم الأموال التي تدخل جيوب قادة المليشيا نتيجة الاتجار بالمخدرات، بنحو 7 مليارات دولار سنويا.