نهبوا عقاراتها المملوكة للدولة.. الحوثيون يدمرون أندية رياضية عريقة في إب

تقارير - Tuesday 15 November 2022 الساعة 06:11 am
إب، نيوزيمن، خاص:

سطت مليشيا الحوثي، الذراع الايرانية في اليمن، على عقارات وأراض مملوكة لأوقاف الدولة في محافظة إب، (وسط البلاد) بينها أندية رياضية.

وطالت عمليات النهب الحوثية لعقارات الدولة، نادي اتحاد إب ثاني أكبر الأندية في المحافظة، عقب تعيين القيادي الحوثي (بندر العسل) المنحدر من محافظة عمران في منصب مدير مكتب الأوقاف في إب.

وبالتزامن مع نهب عديد من أراضي الوقف العام، عملت قيادات مليشيا الحوثي، على رفع تكاليف إيجارات عقارات أخرى في المحافظة ذاتها، يستأجرها مواطنون بعقود رسمية، منذ عشرات السنين وفقاً للقانون.

نهب الأندية

ولم تكتف مليشيا الحوثي، بنهب المخصصات المالية للاندية الرياضية في محافظة إب، من وزارة الشباب والرياضة، إذ نفذت عملية سطو واسعة على المنشآت الرياضية، وعقارات الاندية، إضافة الى الاستيلاء على مصادر التمويل الذاتي للفرق.

في هذا السياق ذكر "ح. م. ع"، وهو أحد مشجعي نادي الاتحاد في إب، أنه زار النادي مؤخرًا وتفاجأ أن محيطه قد تحول إلى حراج للمواشي.

وقال إن مليشيا الحوثي تمارس عملية تدمير ممنهجة للأندية الرياضية في المحافظة، لصالح الأنشطة المذهبية والطائفية والعسكرية التي تنفذها.

بينما قال مسؤول رياضي في إب لنيوزيمن، إن الحوثيين لم يكتفوا بقطع الاعتمادات الحكومية للفرق الرياضية، وانما اتجهوا الى نهب أراضيها وعقاراتها، محملا السلطة المحلية التابعة للحوثيين كامل المسؤولية.

تراجع دور الأندية

شكل ناديا الشعب والاتحاد على مدى أكثر من عقدين من الزمان وتحديدا منذ العام 1990م، رمزية لمحافظة تعج بجماهير رياضية غير عادية، قيل عنها ذات يوم: "لو لعب نادي الشعب في (الربع الخالي) لوجد معه مناصرين وجمهورا"؛ لما كان يتمتع به من حضور وجمهور وفي وعريض.

لكن التدمير الحوثي المنظم للرياضة أفقد الناديين زخمي الحضور واحتضان مئات الشباب من المواهب الرافدة للمنتخب الوطني والحركة الرياضية بشكل عام.

وعبر تاريخ الكرة اليمنية كان السحراني والبريد وعاشور وإبراهيم الصباحي والنزيلي والغرباني ودماج وعبدش والحبيشي وأكرم الورافي وغيرهم من أهم النجوم قبل سيطرة مليشيا إيران على المحافظة.

أواخر العام المنصرم 2021 ظهر الناديان بشكل يرثى لهما، حيث تلقيا العديد من الهزائم وتراجعا في المستوى نتيجة للاهمال وقلة الاهتمام وعدم وجود الدعم الكافي ما أدى إلى خلق استياء واسع لدى محبيها.

اعتقالات طالت رياضيين

في العام 2021 تفاجأ لاعبو نادي اتحاد إب باقتحام مجموعة من المسلحين الملعب أثناء التدريب وقيامهم باختطاف أحد لاعبي النادي من الدرجة الأولى في انتهاك جديد ضد الأندية الرياضية اليمنية لم يحدث من قبل.

الاقتحام حينها تم بقيادة المشرف ياسر حسن عمر، أثناء تمارين الاستعداد للدوري العام لكرة القدم، وأطلقت النار بشكل عشوائي قبل أن تختطف اللاعب أشرف العباهي من بين زملائه بحجة أن هناك قضية مرفوعة ضده.

كما سبق لمدير مكتب الأوقاف بندر العسل الذي تم تعيينه من قبل مليشيا الحوثي لمهمة واحدة وهي مصادر الأملاك والأراضي أن اعتقل النجم الكبير أحمد البريد في حملة ممنهجة دون عمل اعتبار للوثائق والمراجع.

اعتقال البريد لاعب المنتخب والشخصية الخلوقة كان معيبًا وقد جاء على خلفية مطالبته برفع أيدي ذراع إيران عن المنشآت الرياضية ورفضه التوقيع على بعض الوثائق ولم يتم إطلاقه إلا بوساطة شخصية في تحد واضح وسافر.

تدمير ممنهج للمنشآت

مدير الأوقاف لم يكتف بذلك فقد سبق له وان قام بنهب أراض تابعة لنادي شعب إب من أشهر الأندية وتأجيرها بصورة مخالفة لكل القوانين واللوائح، متجاوزا كافة صلاحيات المجلس المحلي وقيادة المحافظة، وصرح بأن النادي هو من اغتصب هذه الأرض.

ورغم مطالبة إدارة النادي الجهات المختصة بأن ما يسري على أندية الجمهورية يسري عليهم، غير أن مدير الأوقاف رفض ذلك بشكل قاطع كما رفض حكم المحكمة المختصة التي وجهت بابقاء كل شيء على ما هو عليه.

وكان مجموعة من الرياضيين اتهموا مليشيات الحوثي بأنها تقف وراء هذا التوجه الممنهج والتجاوزات بقيادة بندر العسل مدير مكتب الأوقاف الهدف منها تدمير واستهداف المنشآت الرياضية وسط صمت وتقاعس السلطة المحلية.

مكتب الشباب دور سلبي

وتعاني أندية إب من تقاعس السلطة المحلية المعينة من الحوثيين رغم الإيرادات الضخمة، فمدير مكتب الشباب والرياضة المدعو إبراهيم المساوى، يكرس كامل طاقته في فعاليات طائفية لا علاقة لها بالرياضة وإنما بالمشرع الحوثي.

وسبق أن طالب أحد الصحفيين في العام 2019 إيقاف العبث باراضي "المدينة الرياضية" بعد أن تم تأجير جزء منها حديقة ألعاب، وجزء آخر مسبحا خاصا، وسرويس للسيارات وأسواقا، كما تم أخذ "بُمبة" الملعب وتأجيرها عشوائيا.

مشيرا إلى أنه سيأتي اليوم الذي لا يجد فيه الشباب والرياضيون مكانا يلعبون فيه وهو المنشأة التي طال انتظارها منذ 20 عاما.

الأمر الآخر أن هناك تلاعبا واضحا بهذه المقدرات ونهب الإيجارات التي من المفترض أن تتحول إلى خزينة الأندية لإقامة الأنشطة والفعاليات الرياضية.

اليوم تحول ملعب الكبسي إلى بركة تحتقن فيه مياه الأمطار، لم يتم صيانته منذ سنوات، رغم أنه كان ملعبا بمواصفات دولية وهو الأول في المحافظة.

وتشهد الحركة الرياضية داخل المحافظة تراجعا كبيرا وغيابًا غير مسبوق، نتيجة لانشغال السلطات الحوثية بالمناسبات الطائفية، وسط تذمر من قبل النشء والشباب والمواطنين من عشاق ناديي الشعب والاتحاد الذين كانوا يسافرون من أجل مؤازرتهما إلى كل بقعة ومدينة.