الشمال في عهد الحوثي.. أرض خصبة للنصب والخرافات

تقارير - Monday 14 November 2022 الساعة 09:09 pm
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

كشفت منصة يمنية مهتمة بقضايا الشهادات الوهمية وجرائم الاحتيال على الانترنت باليمن قائمة بأسماء أكثر من 13 شركة قالت بأنها استهدفت النصب على اليمنيين خلال العامين الماضيين.

ونشرت منصة "فرودويكي"، على صفحتها في "الفيس بوك"، صورة لشعارات هذه الشركات، موضحة بأن بعض هذه الشركات أفلست وضاعت أموال المساهمين وبعضها تحتضر وبعضها لا يزال في بداية عملية النصب مثل شركة سيمبلي.

وفي حين أوضحت المنصة استخدام هذه الشركات لأسلوب "بونزي" للنصب الشبكي أو الهرمي، حذرت اليمنيين من عدم الانجرار وراء دعوات هذه الشركات الوهمية والتعامل معها والحفاظ على أموالهم من النصب والاحتيال.

اللافت كان تضمن القائمة لاسم شركة "تهامة فلافور" التي يثار حولها الجدل مؤخراً، بعد أن شكا العديد من المساهمين فيها مطلع الشهر الجاري بان الشركة اعتذرت عن دفع أرباحهم، وهو ما أثار مخاوفهم عن مصير أموالهم التي تقول مصادر بأنها تصل إلى نحو 250 مليار ريال. 

الشركة التي تديرها "فتحية المحويتي" تعذرت حينها بأنها تواجه مشكلات مالية بعد قيامها بشراء أكثر من 24 الف لبنة بصنعاء، وسط شكوك من المساهمين الذين يؤكدون بأن قيمة هذه الأراضي لا تساوي 10% من رأسمال الشركة.

وعقب هذه الضجة أعلنت الشركة، الثلاثاء الماضي، بأنها ستدفع أرباح شهر أكتوبر فقط بحسب ما يتوفر لديها من سيولة وتأجيل دفع أرباح شهري نوفمبر وديسمبر إلى يناير القادم تحت ذريعة "الجرد السنوي"، وهو ما ضاعف المخاوف من وضع الشركة وأنها في طريقها للانهيار.

مخاوف عززت الاتهامات الموجهة ضد الشركة باتباعها لأسلوب "بونزي" للنصب الشبكي أو الهرمي، وبأنها نسخة لا تختلف عن قضية بلقيس الحداد التي تعرف بقصة "قصر السلطانة"، والمحتجز حالياً من قبل سلطات الحوثي في صنعاء بتهمة النّصب والاحتيال على 110 آلاف مواطن، والحصول على أكثر من 66 مليار ريال.

تكرار ظهور هذه الحوادث في مناطق سيطرة الحوثي، يأتي في ظل اتهامات بوجود تواطؤ من قبل جماعة الحوثي، ذراع إيران في اليمن، بالوقوف وراءها، بالنظر إلى كون هذه الشركات كانت تعمل وفق تراخيص ممنوحة من قبل سلطات الجماعة.

وشهدت مناطق سيطرة الحوثي عددا من قضايا نصب واحتيال خلال السنوات الماضية وبمبالغ مالية ضخمة من قبل أشخاص يتبعون ذات الأسلوب المعروف بأسلوب "بونزي"، ومن أشهر هذه القضايا قضية الشاب العشريني، عبدالرحمن حطروم، الذي قام بجمع مبالغ تصل إلى 3 مليارات ريال يمني أي ما يعادل (5 ملايين دولار) من مئات الأشخاص والتجار تحت مسمى "مشاريع استثمارية"، قبل أن يختفي من صنعاء ويتمكن من الهروب خارج اليمن.

وإلى جوار الشكوك والاتهامات بتواطؤ جماعة الحوثي مع هذه الجرائم، إلا أن المراقبين يرونها ظاهرة تعكس آثار سيطرة الجماعة على جغرافيا الشمال بتحويلها إلى بيئة خصبة تسهل فيها عمليات النصب، بعد أن باتت تحكم من قبل جماعة تمارس قيادتها نهب أموال اليمنيين إما بالقوة الظاهرة أو بالنصب والاحتيال.

ويشير المراقبون إلى وجود ظواهر أخرى توازي ظاهرة عمليات النصب، وهي ظاهرة تعدد مدعي "المهدي المنتظر" في مناطق سيطرة مليشيات الحوثي خلال السنوات الماضية، وهو ما يدلل على مستوى انتشار ثقافة الجهل والخرافة شمالاً انعكاساً لحكم جماعة قائمة هي على الخرافة والأكاذيب.