نهب الأراضي والممتلكات بقرار من المقر.. تعز ومتاهة البحث عن الحق في إقطاعية الإخوان

تقارير - Monday 14 November 2022 الساعة 07:20 am
تعز، نيوزيمن، خاص:

ابتدع الإخوان المسلمون خلال سنوات تفردهم بحكم محافظة تعز وبالتحديد الجزء الواقع تحت سيطرتهم، ابتدعوا نظام حكم خاصاً بهم يحول الوظيفة الحكومية من عمل إداري محكوم بقوانين ولوائح منظمة إلى حق مكتسب وملكية خاصة يتصرف المسؤول في إدارته كشيخ إقطاع يملك الرعية والأرض.

ولا يختلف الإخوان عن الحوثي في آلية تعيين المسؤولين في مناصب أمنية أو مدنية، حيث يكون الرجل الأول من قيادات الحزب الموثوقة حتى لو كان بدون مؤهل محو الأمية، ويتم تعيين نائب له يحمل مؤهلا مقبولا لشغل منصب الرجل الأول، كما هو الحال في إدارة أقسام الشرطة، حيث يدير مراكز الشرطة خريجو معاهد المعلمين تلاميذ عبد الله أحمد علي في معهد الجند وينوبهم خريجون من كلية الشرطة ومدرسة الشرطة وكليات عسكرية.

ربط مسؤولي إدارات الشرطة المختلفة بالحزب تم مبكرا وحتى التعيينات تأتي كترتيبات للجانب المدني في المقر بشارع جمال وليس من قبل إدارة الأكحلي الذي هو الآخر يتحرك كمندوب للمقر في إدارة الأمن ولا يملك القدرة حتى على حماية موكبه.

وتتم عمليات تدوير كل عام تقريبا يتبادل فيها قادة مراكز الشرطة أماكن عملهم ليس كجزء من تجويد أداء المؤسسة الأمنية بل لكي يتعرف القادة الجدد الذين يصعدهم الإخوان إلى مؤسسات الأمن على مناطق تعز ويكتسبون خبرة كافية بكل المناطق استعدادا لأي تطورات لاحقة وهي عملية تشبه تنفيذ مهمة تنظيمية للحزب وجناحه الأمني والعسكري قبل أن تكون وظيفة رسمية.

تغرق تعز في فوضى واختلالات أمنية وعمليات نهب ممنهجة لأملاك وأراضي الناس والدولة، في حين تقف مؤسسة الأمن بكل فروعها كشريك في عملية النهب وشرعنة اللصوصية من خلال شبكة متفرعة من هوامير النهب وتفيد الحقوق العامة والخاصة وسط شراكة أيضا من قيادات الإخوان حيث ظهر نجل "سالم" رجل الإخوان الأبرز في تعز عزام عبده فرحان وشقيق حمود المخلافي ونجل صادق سرحان كأبرز هوامير النهب في تعز.

قبل يومين نشر مشرف تعز عبدالقادر الجنيد عن نهب أرضية مواطن ليلا ومنزل مواطن آخر صباحا في يوم واحد، وتحدث عن انزعاجه لما يحصل، لكنه زار اليوم التالي شوقي المخلافي شقيق حمود المخلافي وأبرز هوامير نهب الأراضي في تعز، وكأنه أراد أن يكشف عن هوية الناهب دون أن يقصد ذلك حتى ولو كان التقى شوقي المخلافي في إطار لقاءاته في تعز وليس لبحث قضية نهب قطعة الأرض والمنزل.

كانت هذه صورة من صور النهب المسكوت عنه من قبل أصوات تعز ونشطاء المنظمات الحقوقية فيها، وقد يكون هذا الصمت هروبا من مخاطر الحديث عن زعماء عصابات يتجاوز نفوذهم وبلطجتهم كل القيادات والجهات التي تدعي أنها مسؤولة عن أمن تعز وناسها.

ملف نهب أراضي الناس والدولة وممتلكات خاصة وعامة هو أكثر ملفات تعز التي تفرض نفسها على المشهد. وتشعب هذا الملف يعود إلى فساد مؤسسة الأمن في المحافظة وتبعيتها للإخوان المشرعن الأول لتفيد الدولة وأصولها، وهو ما يؤكد دون أي شك أن مقر الإخوان في شارع جمال هو بيت الداء ومشرعن كل فوضى وعبث في محافظة تعز، لأن قرارات تعيين مسؤولي الأمن تخرج من المقر وليس من إدارة الأكحلي.

تحولت تعز حسب آلية إدارة الأمن فيها إلى إقطاعية كبيرة تبدأ من المقر وتتوزع إلى اقطاعيات فرعية على مستوى الإدارات والمراكز الأمنية ووفق تراتبية وتسلسل هرمي يجعل من البحث عن منصف أو محاولة لاستعادة حق عملية شاقة، حيث تكون مهمة الباحث عن الحق أشبه بالركض خلف أفراد عصابة كل فرد منها يرسلك إلى آخر، وتنتهي عملية البحث عن الحق في متاهة مظلمة.

وقائع كثيره أكدت أن مدير قسم شرطة معيناً من قبل مقر الإصلاح في شارع جمال بمدينة تعز أكثر نفوذا من مدير الأمن وحملته الأمنية وحتى إن أطقم الحملة الأمنية تفر مذعورة من مواجهة طقم واحد لمدير قسم شرطة يمتهن نهب أراضي الناس، وهذا حصل عمليا في مديرية المظفر داخل مدينة تعز.

في تعز لا تغنيك أوامر المحافظ أو قرارات وأحكام القضاء ولا تعيد لك أي جهة حقا نهب منك، وإذا كنت صاحب حظ ووجدت وسيطا يوصلك إلى ديوان شوقي المخلافي أو غيره من النافذين حينها عليك أن تتنازل بنصف ما تبحث عنه كي يعود لك النصف الآخر مقابل أن يقوم شوقي بدور وسيط في الحل بينما عمليا هو أحد زعماء النهب المعروفين.

شرعنة نهب الأملاك والممتلكات تتم في مقر الإصلاح الذي يدير الأمن في كل المناطق التي تشهد العبث والفوضى والانفلات الأمني، والمسؤول عن نهب أملاك وأراضي الناس في تعز هو حزب الإصلاح المتحكم بقرار المحافظة عسكريا وأمنيا وهو وحده القادر على وقف هذا النهب المنظم.