حرب ذراع إيران تضاعف أعداد المصابين بسوء التغذية جنوب الحديدة

المخا تهامة - Friday 11 November 2022 الساعة 07:12 am
حيس، نيوزيمن، خاص:

أسهمت حرب مليشيات الحوثي منذ سنوات، في خلق الكثير من المآسي، وتزايد أعداد الفقراء وانتشار الأمراض، وتفجر موجات نزوح، وتراجع فرص العمل، الأمر الذي جعل سوء التغذية أكثر الأمراض انتشاراً، خصوصاً في القرى والمناطق النائية.

ففي القرى الواقعة جنوب الحديدة، تزايد عدد الأطفال المصابين بسوء التغذية، إذ يتوافد شهرياً إلى مستشفى حيس الريفي العشرات منهم.

ويتوزع في قسم الرقود الخاص بمعالجة سوء التغذية بشقيه "المرحلة الانتقالية والاستقرارية" الأطفال المصابون بالمرض، لاعادتهم إلى الحياة مرة أخرى، إذ إن غالبيتهم يصلون من المناطق التي كانت خاضعة لمليشيات الحوثي.

وتفيد نبوت يحيى محمد، مُشرفة قسم الرقود للأطفال بالمستشفى، أنهم يستقبلون شهرياً عددا كبيرا من الأطفال يتراوح ما بين 25 إلى 30 حالة مصابة بسوء التغذية الحاد، مع وجود مضاعفات، فيتم معالجتها عن طريق الحليبات وإعطاء العلاجات والعناية حتى تستقر حالة الطفل ويتماثل للشفاء.

وأكدت مشرف قسم رقود الأطفال، أن المصابين يأتون بكثرة من المناطق التي تم تحريرها مؤخراً من مليشيات الحوثي، وهم من المناطق المجاورة التابعة لمقبنة تعز ومن القرى الريفية التابعة لحيس. 

وتشير إلى أن ظروف حرب المليشيات وما نتج عنها من نزوح اثرت على البلاد بشكل كبير وعلى حياة الاُسر، فالأطفال أغلبهم مصابون بسوء التغذية، ومصاحب لمضاعفات حتى الامهات كذلك.

وتؤكد أن قسم العيادات الخارجية يعج بالاُمهات الحوامل والمرضعات اللاتي يعانين أيضا من سوء التغذية.

أينما اتجهت بوجهك في قسم العيادات الداخلية وتحديداً قسم رقود الأطفال، فهناك مشاهد مأساوية، ينام الأطفال على الاسرة بأجساد هزيلة ينتظرون دورهم على ميزان الأطفال، واجهزة قياسات النبض، يلتقطون انفاسهم بقوة فكل واحد منهم صورة حية تعبر عن المأساة، كل طفل لا يتحاوز حجمه 3 كجم، ويثبت للعالم بأنه اصغر طفل يقاوم سوء التغذية في بلد حكمت عليه الحرب التي اشعلها الحوثيون بالإعدام على طفولتهم وحقوقهم المكفولة.

يقول مدير مكتب الصحة في حيس الدكتور محمد طالب حمنه، ان قسم سوء التغذية يحتاج كثيرا من الاهتمام من قبل المشرفين عليه في منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة، لأنه يستقبل اعدادا كبيرة، موضحاً ان الأسبوع الماضي كان هناك 16 طفلا من المصابين بسوء التغذية.

وبين حمنه، ان الأطفال يحتاجون الى دعم كبير، وهناك نقص حاد في الأدوية، آملاً من الجهات المختصة توفيرها في أسرع وقت، لافتاً إلى ان هناك من الكادر الطبي في قسم التغذية الذين يؤدون عملهم على مدار 24 ساعة ويقومون بكافة الرعاية الصحية للأطفال، يشكون من تأخر مستحقاتهم. 

وعلى سياق هذه المعاناة المستمرة التي يدفع ثمنها المواطنون البسطاء، قالت الأمم المتحدة بحسب تقديراتها، إن أكثر من 500 الف طفل يمني بحالة حرجة بسبب سوء التغذية، تضاف إليها ايضاً أزمة النزوح، اذ تستمر معاناة آلاف الأسر في مخيمات الحديدة وسط عجز عن تأمين الغذاء.

ووفقاً لمفوضية اللاجئين، فإن 66% من سكان البلاد اي 21 مليون يمني بحاجة الى مساعدات انسانية.