نور حيس.. مدرسة فجرها الحوثي فعاد طلابها للدراسة بين الركام

المخا تهامة - Friday 04 November 2022 الساعة 07:19 am
حيس، نيوزيمن، خاص:

داخل مدرسة النور في مديرية حيس يتوزع نحو 200 طالب وطالبة بين ركامها، في تأكيد واضح على رغبتهم في التعليم رغم الدمار الذي طال مدرستهم منذ نحو عام.

فبعد أن حررت القوات المشتركة قرية الرَّون، الواقعة شمال غربي مدينة حيس جنوب الحديدة، العام الماضي، دبت مشاعر الحنين لدى الأطفال بالرغبة في العودة إلى التعليم، رغم أن المدرسة التي يذهبون إليها هذا العام، لم تعد كما كانت بعدما فجرتها مليشيات الحوثي قبل فرارها من المنطقة، كما أنها تفتقر لأبسط مقومات العملية التعليمية.

يتلقى الطلاب حصصهم الدراسية بين الركام ومن داخل الخيام المؤقتة البديلة، فيما تحرق أجسادهم حرارة الشمس اللاهبة.

ويعبر الطالب عبدالله عبده علي، وهو أحد الطلاب الذين التحقوا بالمدرسة لاستكمال دراستهم، عن فرحته بعودته إلى المدرسة بعدما حرم من التعليم 4 سنوات، مؤكدا أنه كان في الصف الثالث عندما سيطرت مليشيات الحوثي، ذراع إيران، على القرية واستيلائها على مدرسته، وحولتها إلى مخازن للأسلحة والألغام، ومنعت العملية التعليمية.

سامي الأهدل، معلم متطوع، أفاد أن الطلاب توافدوا بشكل غير متوقع برغبة منهم للالتحاق بالعملية التعليمية، ولكن للأسف على أنقاض المدرسة ومن داخل الخيام التي تم توفيرها من قبل مكتب التربية بدعم من إحدى المنظمات، وقال إن التدريس داخل الخيام يفاقم من حجم المعاناة،  خصوصاً مع الازدحام الشديد للطلاب، وحرارة الجو في المناطق التهامية، داعيا الجهات المسؤولة والمنظمات الدولية، لبناء فصول مؤقتة، والتي تعد أفضل من الخيام.

أحد أولياء أمور الطلبة، عبر عن الارتياح الذي ينتابه في نفسه بعد تحرير القرية، كون طفله الآن يتلقى تعليمه بعد أن حرم لسنوات، مؤكداً أن ابنه تجاوز السن المعتاد للالتحاق بالمدرسة، والآن يتلقى تعليمه الابتدائي فوق سن العاشرة، والذي من المتفرض أن يكون في الصف الرابع من التعليم الأساسي.

وعبر أهالي قرية الرون، عن شُكرهم وامتنانهم للقوات المشتركة على تحرير قريتهم وتطبيع الحياة، وتخليصهم من مليشيات الحوثي الذراع الإيرانية، التي عاثت في بلادهم الخراب والدمار.

ومنذ سيطرة مليشيات الحوثي الإرهابية على قرى ريف مدينة حيس، عمدت إلى تفجير ونسف 5 مدارس تعليمية أساسية وهي مدرستا "الوعي، وخديجة" في قرية الرباط، ومدرسة "النُور" في الرَّون، ومدرسة "الكفاح" في الحُمينية، ومدرسة "26 سبتمبر" في قرية بيت الحشاش، ووفقاً لمصدر تربوي، فإن مليشيات الحوثي بفعل تفجيرها للمدارس تسببت بحرمان ما يزيد عن 1800 طالب وطالبة من التعليم من أهالي القرى التي تم تفجير مدارسهم.