لم يسلم من أذى المليشيات بالحديدة فلاحقته قذائفها إلى المخا

المخا تهامة - Thursday 27 October 2022 الساعة 09:04 am
المخا، نيوزيمن، خاص:

لفترة طويلة عاش إسماعيل عمر حياة مستقرة في محافظة الحديدة، لكن ذلك تغير مع قدوم ذراع إيران، وحينما كثفت من انتهاكاتها بحق المواطنين، لم يتحمل ذلك، وقرر قبل أربعة أعوام، المغادرة إلى وجهة أخرى.

كان تحرير المخا، حينها يحمل بشائر النور للتواقين إلى الحرية، وقرر أن تكون وجهته الجديدة بعيدا عن إرهاب الحوثي، لكن وصوله إلى هذه المدينة، جعله بحاجة ماسة للعمل بعد أن ترك كل شيء خلف ظهره، ولم ير سوى مهنته السابقة في قطاع النظافة للعودة إليها.

وذات يوم ما قبل الظهيرة، كان إسماعيل على وشك أن ينهي عمله والعودة إلى المنزل، عندما شارف على جرف كومة متوسطة من القمامة، كمهمة أخيرة يكمل بها ذلك اليوم.

غير أن ذلك كان مصدرا للوجع وفقدان جزء مهم من جسده، إذ كان جسم متفجر من مخلفات حوثية، موضوعا بين تلك الكومة، وقبل أن ينهي عمله أنهى انفجارها يده اليسرى.

"سمعت طنينا في أذني ودخانا وغبارا" كان ذلك المشهد هو آخر ما يتذكره إسماعيل من الحادثة الأليمة التي تسببت في بتر يده، إذ تم نقله إلى المستشفى وهو فاقد للوعي، فيما كانت الدماء المتدفقة من جسده تهدده بخسارة حياته.

وقبل أن يتعافى من تلك الحادثة التي أجبرته على المكوث شهرا ونصفا بالمستشفى، غادر غرفة الرقود وهو يحمل تساؤلا كيف سيتمكن مرة أخرى من كسب قوت أسرته؟، بعدما حولته القذيفة الحوثية إلى شخص لا يمتلك أدنى أمل في القدرة على العمل.

لكن التصميم وراء بلوغ الأهداف دفعه إلى الشعور بعدم الرغبة في أن يصبح رهينة للعاهة التي يحملها، وقرر مرة أخرى العودة إلى سابق عمله.

بعد مرور سنوات على المحنة التي ألمت به يقول: كنت في سن الثالثة عشر حينما بدأت العمل في هذا المجال واليوم أكمل الأربعين من عمري، ولدي خمسة أطفال هم كل حياتي، ومن أجلهم سأستمر في العمل مهما كان وضعي، ذلك هو قدري وعلي أن استمر في ذلك دون الالتفات إلى ما حل بي، أو أن أجعله وسيلة لترك المهمة التي ينبغي كأب القيام بها في رعاية أسرته.