مع اقترابه من مليوني مشاهدة.. "نيوزيمن" يحاور مخرج فيلم "الشهرة" عبود الشميري

المخا تهامة - Tuesday 25 October 2022 الساعة 08:45 am
الحديدة، نيوزيمن، خاص:

بعد أربعة أعوام من عرض فيلم "الشهرة" على قناته في يوتيوب، يقترب المصور اليمني عبود الشميري من حصد مليوني مشاهدة. 

وحقق الفيلم، الذي تم تصويره كاملًا بكاميرا هاتف، نجاحًا مذهلًا مقارنة بالإمكانيات المادية المتواضعة جدًا والتي وفرها المخرج عبود بجهود ذاتية ومساعدة الشباب من أبناء مدينته. 

وتدور أحداث الفيلم في الأحياء الشعبية بمدينة الحديدة، ويعالج مشكلة البلطجة والتشكيلات العصابية وعلاقتها بالبطالة والجهل، في قالب يتسم بالإثارة. 

ونال الفيلم شهرة واسعة في محافظة الحديدة خاصة وأنه قريب من الشارع ويحمل رسالة هادفة بأسلوب مؤثر يحذر الشباب من السير في طريق البلطجة، مؤكدًا أن نهايته السجن أو القتل. 

ويعتبر "الشهرة" أول فيلم يمني أكشن طويل بتصوير كاميرا جوال، كما يصفه عبود في يوتيوب. 

نيوزيمن التقى مؤلف ومخرج ومصور الفيلم عبود الشميري ليحدثنا عن فكرة الفيلم وكيف تجاوز العقبات لإنتاجه وتحقيق هذا النجاح. 

فكرة الفيلم

*كيف جاءتك فكرة الفيلم؟ 

**هي أساساً قضية من عام الألفين تقريباً يعاني منها مجتمعنا اليمني بشكل عام في كل المحافظات كما نعرف، والتي هي أعمال بلطجة خارجة عن القانون، يقوم بها بعض الشباب الطائش الجاهلين للقانون. 

*عانيت شخصيًا من هذه المشكلة؟ 

**كوني أحد أبناء مدينة الحديدة، وعايش في بيئة شعبية (حواري) فنحن بالذات نعاني من هذي المشكلة بشكل كبير، فكل حارة يوجد فيها زعيم بلطجي، حيث إني شاهدت وسمعت عن مواقف كثيرة من بعض الشباب الذين سلكوا طريق البلطجة والتقطع وتعاطي المخدرات بكل أنواعها، وكذلك بسبب امتلاكهم لبعض الأسلحة غير المصرح بها، والبعض منهم استغل حمل السلاح كونه أحد أفراد الأمن أو القوات المسلحة، لدرجة أنه وصلت بينهم أن يقتلوا بعضهم البعض لأجل أسباب تافهة أساسها العناد ليثبت أنه قوي ولا يقدر عليه أحد وأنه شجاع ولا يخاف حتى من قتل نفس حرمها الله وأنه لا يوجد من سيحاسبه قانونياً، منهم من تم القبض عليه وتم سجنه ومحاكمته واستمر في السجن لسنوات وتم حكم الإعدام في حقه، وبعضهم من قام بالهروب. 

*ما القضية التي عالجها الفيلم؟ 

**بسبب الوضع المعيشي، والانفلات الأمني الذي كان حاصلا في ذلك الوقت، وغياب الوازع الديني في كل أسرة في مجتمعنا

وبعد عدة قضايا قتل كثيرة، وكان آخرها قضية قتل بإحدى الحواري، وتم القبض على مرتكبيها، فخطرت في بالي أن أعالج هذي القضية بفيلم طويل، كان هدفي منه أن أوعي هؤلاء الشباب بأن هذا الطريق غير صحيح وأنه في حالة قتل أي نفس سيواجهه القانون، مهما تم تجاهله أو ملاحقته من قبل الأمن والقضاء في أعماله البلطجية التي فيها عراك أو سطوا أو طعن أو تقطع. 

*أعذرني، هل توصلت لاستنتاجات منهجية؟ 

**في عام 2015 بدأت أتخيل الوضع في البلاد وما هي الأسباب التي جعلت هؤلاء الشباب تكون حياتهم في هذا الطريق، كان أولها: التربية والوضع الاقتصادي والمعيشي للأسرة وغياب الوازع الديني فيها.

وثانياً: البيئة التي يعيش فيها الشباب.

ثالثاً: الجهل أو أنه متعلم، فعدم توفير فرص العمل للشباب الخريجين من الجامعات والتي هي النقطة الأساسية، حيث أنه يمر بأزمة نفسية بسبب عدم قبوله في أي عمل قدم فيه سواءً في شركات أو غيرها كون في مجتمعنا معروف أن من لديه وساطة هو الرابح في الحصول على فرصة عمل، وكذلك بسبب كثرة المشاكل مع أسرته لضيقهم من ضياع مستقبله، وجلسته في المنزل لسنوات، مما يجعله أن يبحث عن أشياء قد سمع بها من قبل أنها تنسيه همومه ووضعه. 

*قمت بتأليف سيناريو لأول مرة، أوصف لنا هذه التجربة؟ 

**بعد تخيلي للقصة بالكامل وعمل شخصيات الفيلم، وكوني هاويا لكتابة قصص وتصوير  ومونتاج وصناعة أفلام ولست دارسا في هذا المجال، بدأت أبحث في اليوتيوب عن كيفية كتابة السيناريو والحوار والطريقة الصحيحة لعمل فيلم، وبعد أن تعلمت من اليوتيوب. بعدها بدأت كتابة القصة والسيناريو والحوار لكل شخصية من ثم رسم المشاهد بأسلوب السيكربيت لكل شخصية، وكوني مختلطا، بل متعمق الحياة بشباب حارتي بالكامل بدأت أفكر بشخصية كل واحد فيهم، ومن هو مناسب لكل شخصية أحتاجها. 

*اختيار الشخصيات مهمة صعبة، كيف تعاملت معها؟ 

**وجدت شبابا من حارتي منهم مناسب للشخصيات، وعجزت عن الحصول منهم على شخصيات أخرى، فاضطررت للاستعانة ببعض الأصدقاء المقربين مني من خارج حارتي، وطلبتهم للاجتماع بهم في منزلي لعرض الفكرة عليهم فحددت لهم موعدا واجتمعنا، وشرحت لهم الموضوع والقصة وأنه لا يوجد لدي أي دعم وسننفذ الفيلم بدعم ذاتي من كل واحد مننا، وأخبرتهم بأنه سيتم تصويره بجوال مطور. 

*واقتعنوا بالفكرة؟ 

**أقنعتهم بأن الإمكانيات عمرها ما كانت عائقا أمام أي هدف يراد تحقيقه وأن نجاح الفيلم نجاحنا جميعاً وأني واثق ثقة عمياء من قدراتي لإنتاج العمل ونجاحه بشكل كبير وأنه سيعجب جميع من شاهدوه، وسيحصل على نسبة مشاهدة وسمعة طيبة، وحكيت لهم القصة من أول مشهد حتى آخر مشهد مع دور كل واحد فيهم وأعجبوا فيها (كثيييييير) جداً وتحمسوا للبدء بالعمل، وتعاهدنا أن نكون لبعض وأن لا نيأس ولن نمل أو نكل إلا بعد انتهاء تصوير المشاهد بالكامل مهما كلفنا الأمر. 

*وأين الصعوبات؟ 

**المحفز الأول و الأساسي والذي أعطاني قوة وعزيمة وإصرارا لتحقيق حلمي بإنتاج هذا الفيلم، هم بعض شباب حارتي الذين احتجت لهم لتجسيد بعض الشخصيات وضحكوا علي وكانوا مستهزئين بي، وما قبلوا فكرة الفيلم وتجاهلونا، وقالوا بأنني لن أستطيع إنجازه أو النجاح فيه، وهذا ما دفعني بقوة للتحدي لإنجاز حلمي لإخراج الفيلم الذي تعبت في كتابته لأشهر عديدة.

*ظهر في الفيلم رجال أمن ومشاهد مطاردة مسلحة، كلفك ذلك ماليًا؟ 

**في الحقيقة لقد تعاونوا معي وحين شرحت لهم الفكرة ورسالتها التوعوية وقف معي أصدقائي وقفة لا أنساها، كانت معركة قام بها رجال أوفياء لا يمكن أن أوفي بحقهم أبدا مهما قلت. 

*مستقبل السينما في اليمن؟ 

**طرحت الفيلم في قناتي على اليوتيوب وبجودة عادية ولم أتوقع الاقتراب من مليوني مشاهدة، هذا المجال واعد جداً والبيئة في اليمن خصبة للأفكار السينمائية، لكن يبقى تنفيذها صعباً ويحتاج لدعم من الجهات الرسمية، ومتى توفر لهذه الجهات الوعي بأهمية السينما فلديهم القدرة لفعل الشيء الكثير.