عودة الطلبة إلى مدارسهم شرق حيس بعد سنوات من الحرمان الحوثي

المخا تهامة - Monday 10 October 2022 الساعة 09:09 am
حيس، نيوزيمن، خاص:

توافد مئات الطلاب المحرومين من التعليم في قرية النزالي، الواقعة شرق مدينة حيس جنوب الحديدة، إلى مدارسهم هذا العام، بعد سنوات من الحرمان القسري بسبب سيطرة مليشيات الحوثي على قريتهم. 

واستقبلت مدرستا الصالح للإناث واثنين وعشرين مايو للذكور، في قرية النزالي نحو 800 طالب وطالبة من الصفوف الأساسية الأولى الذين حرموا من التعليم طيلة سنوات، حتى إن بعضهم تجاوز السن المعتاد للالتحاق بالمدرسة لسنوات.

ويقول خالد باجل، مدير مدرسة 22 مايو، لنيوزيمن، إن الحوثيين جعلوا من مدرستي الصالح و22 مايو، ثكنات عسكرية، الأولى مصنع للألغام والمتفجرات والأخرى سجن لاعتقال المدنيين، ومنعوا أطفال القرية من التعليم لسنوات عدة. 

وأكد باجل، أن عدد الطلاب المتقدمين والمحرومين من التعليم الصف الاول ابتدائي في المدرستين بلغوا 300 طالب في مدرسة الصالح، و500 طالب في مدرسة 22 مايو، غالبيتهم من الأطفال الذين اعمارهم ما فوق العاشرة، اي ان الطفل/ة تجاوز سن الدراسة.

وأوضح، أن هذا يدل أن الحوثيين لا يريدون العلم، حتى بعض الطلاب الذين كانوا يدرسون في بيوت على ايدي متطوعين عددهم لا يزيد عن 40 طالبا وطالبة، فالناس تخاف على أطفالها لان الحوثيين، مليشيات دموية همجية يجبرون الأطفال على التجنيد ولا يريدون التعليم، يريدون كما كان سابقاً عهد الائمة "تقطرنوا".

ويسيطر على نفوس الأطفال حب التعلم والطموح نحو مستقبل أفضل، ويتلقون تعليمهم داخل فصول تعاني من الإهمال ومنهم من يقضي حصصه تحت أشعة الشمس الحارقة في فصول بدون اسقف وجميعها تفتقر لابسط مقومات التعليم.

ويرى الطالب نجيب محمود، أن عمره الآن 13 عاماً، لكنه لم يتمكن من الالتحاق بالتعليم منذ سبع سنوات، بعد أن سيطرت مليشيات الحوثي على قريته.

ويضيف، والبسمة تملأ ثغره، بعد تحرير قريتي سجلت في  المدرسة وحاليا ادرس صف أول ابتدائي وهى أمنية طالما حلمنا بتحقيقها.

من جانبها، عبرت الطالبة رفيف سعيد، عن فرحها بوصولها الى مدرستها التي غادرتها لسنوات، كغيرها من مئات الطلاب الذين عادوا لاجل استكمال دراستهم.

وقالت، عدت من أجل أواصل تعليمي وانا محرومة لي 4 سنوات، واريد من يعلمني وتكون مدرستي نظيفة وحلوة وفيها الأبواب والنوافذ كما كانت سابقاً.

وبين محمد عنتر، احد المعلمين في مدرسة 22 مايو، أن المدرسة التي يعمل فيها تعمل بنظام اساسي وثانوي، لافتاً ان الصفوف الاعدادية والثانوية لم يتم تفعيلها، لان فصولهم مشغولة بطلاب المرحلة الاساسية، بينما فصول الاساسيين ايضاً فيها طلاب، بالرغم من انها فصول بلا اسقف ويتلقى الطلاب تعليمهم بداخلها تحت اشعة الشمس.

ودعا مديرا مدرستي 22 مايو والصالح، الجهات الحكومية بمن فيهم مكتب التربية والتعليم والمنظمات الدولية المهتمة بالشأن التعليمي، بالنظر الى حال المدرستين واعادة تأهيلهما وتوسعة الفصول ودعم المعلمين والمعلمات المتطوعات حتى يتمكن طلاب الاعدادية والثانوية من استكمال تعليمهم.

مئات الطلاب قهروا الظروف وتخطوا كل التحديات، واكدوا ان لا خيار امامهم سوى الانتظام لاستكمال دراستهم وتحصيلهم العلمي، متسلحين بالرغبة والإصرار في سبيل الذهاب نحو مستقبل أفضل، وقد عادوا بعد سنوات جعلت فيها مليشيا الحوثي من مدارسهم متاريس ومصانع للألغام.

وكان التعليم في قرية النزالي مزدهراً على مستوى ريف حيس، لكن مليشيات الحوثي، رغبت في ان تعيش القرية عهد الظلام كما كانت البلاد سابقاً في زمن الحكم الامامي.