المنازل الخشبية في ذو باب.. إرث استعماري جلبه الصيادون للسواحل الغربية لليمن

المخا تهامة - Sunday 11 September 2022 الساعة 09:48 am
ذو باب، نيوزيمن، خاص:

ما تزال المنازل الخشبية في مديرية ذو باب تقاوم بصلابة زحف البناء الخرساني الذي يحاول أن يطغى على إرث عريق جلبه المستعمرون إلى عدن وتأثر به سكان المديرية الساحلية لتكون المنازل الخشبية مساكن أبدية لعقود من الزمن.

بحسب المتخصص في التاريخ والتراث، عبدالحفيظ الزراعي، فإن مديرية ذو باب التي طغت مهنة الصيد على حياة سكانها، تأثرت بنمط المساكن الخشبية التي كانت سائدة إبان الاحتلال البريطاني في عدن، لقد غدت منازل سكان ذو باب لعقود خشبية الطراز المتفرد عن غيره من الأبنية الحجرية.

هناك جانب آخر أسهم في توسيع شغف سكان ذو باب ودفعهم للتمسك بذلك النمط الفريد من البناء، فهم وأن عملوا في مجال الصيد كبحارة أشداء وصلوا للشواطئ الإفريقية، فقد أعجبوا بذلك البناء زهيد التكاليف حينها.

عملوا على نقله إلى ذو باب لتكون منازلهم ذات تكاليف زهيدة، قابلة للاستمرار لعقود زمنية، كما يضيف الزراعي.

لكن زحف البناء الخرساني بدأ يطغى على مساكن المديرية، فيما تتقلص أعداد المنازل الخشبية أمام ذلك الزحف العنيف ليغير من شكل المديرية التي كانت يوما ما تزينها المساكن المبنية من الخشب.

وهناك أسباب أخرى دفعت الأجيال الجديدة للتخلي عن إرث الأجداد، ذلك أن المنازل الخشبية أصبحت باهظة الثمن، وتكاليف إنشائها تفوق تكاليف البناء المكون من الطوب، بحسب أحد العاملين في تركيب تلك المنازل. 

وإضافة إلى ذلك، فإن تلك المنازل ذات المكونات شبه الجاهزة يتم نقلها من مدينة عدن، ليتم تركيبها في ذو باب، مما يضاعف حجم التكاليف المالية.

ويصل إجمالي تكاليف بناء مسكن مكون من غرفة واحدة إلى نحو مليون ريال، لذا بدأ العديد من السكان يستبدلون أبنيتهم الخشبية بأخرى من الطوب، الأكثر صلابة والأقل تكلفة قياسا بالتكاليف المالية للمنزل الخشبي.