قيادات حوثية تدعو علناً لتطبيق نظام إيران في اليمن وسياسيون: دليل تبعية ومؤشر على استحالة السلام

الحوثي تحت المجهر - Wednesday 15 June 2022 الساعة 09:17 am
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

وصفت مصادر سياسية في صنعاء تصريحات قيادات المليشيات الحوثية الذراع الإيرانية في اليمن، عن ضرورة إيجاد نظام حكم جديد يشابه النظام الإيراني بأنه تأكيد جديد على مدى عمالة وارتباط المليشيات الحوثية بإيران وبرهان آخر على صحة الاتهامات الموجهة لها في هذا الخصوص.

وكانت قيادات حوثية أبرزها المدعو عابد الثور وأحمد الوشلي أدلت بتصريحات لقناة الهوية التابعة للمليشيات الحوثية ودعت فيها إلى ضرورة تغيير النظام السياسي ونظام الحكم في اليمن من النظام الجمهوري الديمقراطي التعددي الحالي إلى نظام شبيه بنظام الحكم في إيران والقائم على وجود سلطات للدولة ممثلة بالرئيس والحكومة والبرلمان، لكنها جميعا تعمل تحت إشراف ما يسمى بقائد الثورة والمرشد الأعلى.

وتضمنت تصريحات القيادات الحوثية تأكيدات على أن نظام إيران هو نظام إسلامي جيد وأهم ما يميزه هو وجود مرجعية حاكمة له هو المرشد الأعلى والذي يضمن -حسب مزاعمهم- الاستقرار في الحكم وعدم وجود خلافات وصراعات، داعين إلى أن يكون نظام الحكم في اليمن شبيها بنظام ملالي طهران وأن يكون زعيم المليشيات الحوثية عبدالملك الحوثي هو المرشد الأعلى وقائد الثورة، كما يسمونه في خطاباتهم.

المصادر السياسية التي تحدث إليها نيوزيمن لتعلق على أطروحات القيادات الحوثية قالت: إن المليشيات الحوثية سارعت منذ انقلابها وسيطرتها على مؤسسات الدولة في 21 سبتمبر 2014م إلى محاولة تطبيق نظام الملالي في إيران والتي تعد ذراعا له في اليمن بشكل أو بآخر من خلال قيامها بتجريف سلطات الدولة ومؤسساتها الدستورية والشرعية واستبدالها بهياكل ومؤسسات مستحدثة أوكلت إليها مهمة إدارة شؤون الحكم والسلطة من جهة، ومن جهة أخرى الترويج لمفاهيم دينية كمزاعم الحق الإلهي والولاية، وايديولوجية كمصطلحات التمكين، وسياسية كمفاهيم المرشد الأعلى وقائد الثورة والذي توكل إليه صلاحيات مطلقة دينية وسياسية وعسكرية وأمنية بحيث يصبح هو صاحب القرار الأول والأخير وقراراته لها قوة تتجاوز قوة النصوص الدستورية وأحيانا حتى النصوص الشرعية والدينية وهو من يدعونه اليوم بالقائد العلم، في إشارة إلى زعيم مليشياتهم عبدالملك الحوثي.

وأضافت: ولم تعد تصريحات المليشيات وصراحتها التي بدأت تتصاعد مؤخرا في الدعوة إلى الأخذ بنظام ملالي إيران وتطبيقه في اليمن مشكلة، بل تكمن المشكلة في أن هذه المليشيات بقياداتها وعقلياتها وتوجهها الديني والسياسي تلغي الآخرين جميعا الشعب والنخب (بمختلف أنواعها) والأحزاب والتنظيمات والكيانات السياسية والاجتماعية كلها وتكاد تحصر اليمن وشعبها وجغرافيتها في المليشيات وقياداتها ومناصريها والجغرافيا التي تسيطر عليها.

وتتابع: ما تتحدث به القيادات الحوثية يعكس حقيقة أنها لا ترى اليمن إلا في المساحة الجغرافية التي تتحكم فيها، وتختصر الشعب اليمني بمختلف توجهاته وتنوعاته المذهبية والسياسية والاجتماعية في السكان الذين يقطنون في مناطق سيطرتها، ولم تعد باقي الشعب اليمني المنتشر في المحافظات الخارجة عن سيطرتها والتي تتجاوز مساحتها الجغرافية أكثر من 80% من مساحة الجمهورية اليمنية.

ومنذ سيطرتها على الدولة ومؤسساتها شرعت المليشيات الحوثية في إحداث تغيير يتمثل بإنتاج هياكل مؤسسية غير شرعية وغير دستورية ومنحتها صلاحيات مؤسسات الدولة مثل ما يسمى بالهيئة العامة للزكاة، والهيئة العامة للأوقاف، والمجلس الأعلى لإدارة الشؤون الإنسانية والإغاثية، وغيرها من المؤسسات، بالإضافة إلى قيامها بممارسات انفصالية سواء فيما يخص الجبايات المتعلقة بالجمارك والضرائب وكأنها دولة مستقلة عن بقية مناطق الجمهورية اليمنية، ناهيك عن عمليات التعديلات التي تمت ولا تزال فيما يخص النظام التعليمي ومناهج التعليم خصوصا مناهج التعليم الأساسي والثانوي والتي حشتها بمزاعمها وأقاويلها المذهبية والسياسية التي ترسخ أكاذيب الحق الإلهي في الحكم والولاية وتمجيد قياداتها، وإعلان تبعيتها وموالاتها لما يسمى بمحور المقاومة الذي تقوده إيران ونظام الملالي فيها والذي يدير أذرعه في عدة دول عربية والتي تعد المليشيات الحوثية هي ذراعه على غرار حزب الله اللبناني في لبنان والحشد الشعبي في العراق والمليشيات المسلحة في سوريا.

المصادر السياسية اختتمت تعليقها بالقول: إن فكر المليشيات وما تطرحه أمر مخيف لجهة كونه يعطي مؤشرات على استحالة التوصل إلى سلام دائم وتسوية سياسية قادرة على الصمود مع هذه المليشيات بحيث يتم إنهاء الحرب واستعادة الدولة ومؤسساتها والقبول بشراكة وطنية بين جميع القوى اليمنية ومنهم المليشيات، حيث تحاول هذه الأخيرة ترسيخ مفاهيم أنها هي الوحيدة التي يحق لها أن تحكم البلاد فيما لا يسمح للآخرين إلا أن يكونوا مجرد أتباع وموالين لها.