الحوثيون يواصلون تكريس الأمية.. التعليم الأساسي يلحق بالجامعي

الحوثي تحت المجهر - Friday 22 April 2022 الساعة 01:25 pm
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

أصدرت مليشيا الحوثي المدعومة من النظام الإيران، مؤخرًا، قرارًا يقضي بإيقاف تدريس كافة المواد ابتداءً من الصف الأول وحتى الرابع، على أن يتم الاكتفاء بالقرآن الكريم وعلومه فقط كمادة أساسية ومرحلة أولى.

لا يمكن تفسير هذا التوجه أو إيجاد مبرر سوى أنها اجتهادات مدروسة تهدف إلى خلخلة البنية التعليمية على المدى البعيد من أجل إكمال السيطرة على المجتمع اليمني وتطويقه بالأمية.

وبحسب تربويين، فإن مثل هذه القرارات تعكس الصورة التي تفكر فيها مليشيات الحوثي تجاه الأجيال اليمنية، من أجل أن تضمن جيلا معزولا تماما عن العالم ووسائل التعليم والتكنولوجيا.

المليشيا حاولت جاهدة خلال الفترة الماضية تكريس الدورات الثقافية الإلزامية وشعار الموت في كثير من المدارس والدوائر الحكومية والمراكز والمعاهد، الغرض منها حشد مقاتلين إلى جبهات القتال من أجل تمرير المشروع الإيراني الذي لا يعني اليمنيين لا من قريب ولا من بعيد.

وقد رصدت التقارير الأممية والمنظمات المحلية والدولية خلال السبع سنوات الماضية أكثر من 35 ألف طفل تم الزج بهم إلى الجبهات، قُتل عدد كبير منهم غير الذين تعرضوا لجروح بليغة وإعاقات دائمة، ناهيك عن حالات الانتحار والتعبئة بالأفكار المتطرفة التي نتج عنها حالات قتل وتصفية، وصلت إلى قيام بعض الأبناء بقتل آبائهم وأمهاتهم وإخوانهم وأحيانا تحدث عمليات قتل جماعية داخل الأسرة الواحدة.

وسبق للمليشيا، التي تسيطر على جامعة صنعاء أقدم صرح علمي في شمال الوطن، أن قامت بإغلاق مجموعات من الأقسام الدراسية المهمة منها: قسم اللغة العربية واللغة الفرنسية والتاريخ والفلسفة، وأقسام من كلية العلوم، وافتتاح قسم اللغة الفارسية الذي بدأ بتخريج الدفع الأولية مع توفير كافة التسهيلات لاستمرار القسم.

بالمقابل عمدت المليشيا إلى قطع رواتب أعضاء هيئة التدريس بالجامعات رغم العائد الكبير الذي تجنيه من التعليم الموازي، كما قامت باعتقال عدد كبير من المدرسين وأولادهم ومصادرة سكنهم الجامعي وإسقاط أسماء، وإحلال آخرين بدلًا عنهم. إضافة لوضع مشرفين غير مؤهلين على مكتبات الجامعة وأبحاث الطلاب خاصة الدراسات العليا.

وتشير التقارير إلى أنه منذ سيطر الحوثيين على صنعاء أواخر 2014 هاجرت عشرات الكوادر من أطباء ومدرسين من كليات وجامعات مختلفة إلى أوروبا وأمريكا وعواصم عربية وهناك ما يقارب 300 كادر موزعين على الجامعات السعودية.

الجدير بالذكر أن اليمن كان قد خرج عن دائرة التصنيف في مؤشر دافوس لجودة التعليم في السنوات الأخيرة، وذلك لغياب معايير الجودة.

وكانت التقارير الصادرة عن المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس أظهرت تدني ترتيب بعض الدول العربية في مجال جودة التعليم ومنها اليمن.