حملة تشويه وعبث حوثية تطال بوابة ومعالم مدينة صنعاء القديمة

الحوثي تحت المجهر - Wednesday 30 March 2022 الساعة 08:22 am
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

تتعرض كافة المعالم والمنازل والمساجد الأثرية بمدينة صنعاء القديمة لحملة انتهاكات وأعمال تدمير وتشويه تنفذها ميليشيا الحوثي بشكل ممنهج ومتعمد لا يدل إلا عن حقد فارسي دفين على واحدة من المدن العتيقة في العالم التي يعود تاريخها لـ القرن الخامس قبل الميلاد.

وأكدت مصادر محلية بصنعاء لموقع نيوزيمن، أن مليشيا الحوثي قامت بواسطة عمال تابعين لها بتفكيك حجر الواجهة أعلى بوابة باب اليمن أحد أبواب مدينة صنعاء القديمة التسعة بطريقة غير صحيحة وبدون أي أسباب تذكر.

وتساءلت المصادر عن ماهية الأسباب والدواعي الحقيقية التي دفعت المليشيا إلى تفكيك أحجار بوابة باب اليمن وهي سليمة.. موضحة أن قيادات حوثية بدأت الحكاية بترويجها قبيل ذلك بأنها ستقوم باستخدام السوقلة والجص لترميم واجهة باب اليمن وانتهت بتفكيك الواجهة بطريقة تنم عن جهلها عن أهميته وكأنها تتعمد تخريب إحدى أهم وأبرز بوابات صنعاء القديمة.

واعتبرت المصادر أن عدم استدعاء مهندسين ومختصين أثريين لمثل هذه الأعمال الدقيقة تصرف عبثي يندرج في إطار عمليات الحوثيين الممنهجة لإلحاق أكبر الضرر بحق ما تبقى من رمزية ومعالم مدينة صنعاء التاريخية.

وفي السياق، تحدث عاملون في الهيئة العامة للحفاظ على المدن التاريخية الواقعة تحت سيطرة الميليشيات بصنعاء عن إقدام وزارة الأوقاف والإرشاد المختطفة من قبل المليشيا بتحويل أسفل مئذنة جامع عقيل بمدينة صنعاء القديمة إلى محل تجاري لصالحها.

ولفتوا أن مئذنة الجامع التي لا تزيد عرض قاعدتها عن ثلاثة أمتار تم تحويلها لمحل تجاري وتأجيرها دون إدراك لمدى المخاطر الناجمة عن هذا التصرف الهمجي الذي قد يؤدي إلى سقوطها وانهيارها.

وشكا العاملون في الهيئة من إهمال وتجاهل أمانة العاصمة ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو)، في ترميم وصيانة قبة المتوكل بحارة معمر الذي تهدمت أجزاء منها واستمرار المخالفات الصارخة في البناء الحديث ومباني البلك الاسمنتي التي تتمدد وتتوسع كل يوم داخل المدينة التاريخية على مرأى ومسمع من السلطات المحلية في مديرية صنعاء القديمة.

وكثف الانقلابيون الحوثيون مؤخرا من حملتهم لتشويه معالم صنعاء القديمة، شمل الكثير منها طباعة وكتابة عديد من شعاراتها وأخرى تحوي كلمات مقتضبة لمؤسس الجماعة وزعيمها الحالي وعبارات طائفية وصور لاصقة لقتلاها، ووضعها على بوابات المدينة وممراتها وأغلب جدران منازلها وباحات أسواقها القديمة وفي جانبي وجسور السائلة بهدف طمس الهوية التاريخية لمدينة صنعاء القديمة وهو ما سوف يتسبب عند إزالتها بتأثر حجارتها وفقدان جزء كبير من قيمتها الأثرية.

وفي فبراير 2021، أقدمت ميليشيا الحوثي على هدم مسجد النهرين الأثري، أحد أقدم المساجد الأثرية والتاريخية في مدينة صنعاء القديمة والذي يرجع تاريخ بُنائه إلى القرن الأول الهجري.

وسبق وأُطلقت تحذيرات محلية واسعة من انهيار وشيك لنحو 400 منزل تاريخي بالمدينة ذاتها جراء ما طالها من إهمال وعبث وتدمير حوثي ممنهج طيلة سبعة أعوام ماضية.

وكانت منظمة «يونسكو» التابعة للأمم المتحدة، أدرجت مدينة صنعاء القديمة والعديد من منازلها في قائمة التراث العالمي في عام 1986، ولكنها أعلنت في تموز (يوليو) 2015 أن مدينة صنعاء القديمة المدرجة في قائمة التراث العالمي أصبحت مهددة بالخطر، نتيجة الصراع المسلح في اليمن.

وطالب مهتمون في الآثار، منظمة اليونسكو بالقيام بمسؤوليتها في التصدي لجرائم الحوثيين وحماية التراث الإنساني بمدينة صنعاء القديمة وإيقاف حملاتها لتشويه تراثها المرتبط بماضيها العريق الذي يفاخر به اليمنيون، كحضارة جذورها ضاربة في أعماق التاريخ.