الصراعات المسلحة وانطفاءات الكهرباء وانعدام المشقات النفطية تعكر حياة اليمنيين في رمضان

الصراعات المسلحة وانطفاءات الكهرباء وانعدام المشقات النفطية تعكر حياة اليمنيين في رمضان

السياسية - Monday 30 June 2014 الساعة 09:23 am

استطلاع ، خاص،نيوزيمن: استقبل اليمنيون شهر رمضان، وأوضاعهم الإقتصادية والأمنية، تراوح مكانها، إن لم تزداد تعقيدا، إذا أن من شأن ذلك أن ينغص عليهم فرحة الشهر الكريم الذي ينتظرونه بفارغ الصبر. آ فالأحوال لا تسر، وتراجع الأوضاع ولد الإحباط لدى السكان، بأن خروج بلادهم من الظروف الراهنة أصبح عسيرا، ولا مجال للفرج في القريب العاجل. سقوف متدنية للمعيشة: آ فعلى صعيد المعيشة تقتصر أحلام اليمنيين، على تأمين الحد الأدنى من المواد الإستهلاكية، في شهر رمضان، حيث تلجأ الكثير من الأسر إلى اعتماد الأساليب الشعبية في إعداد مائدة فطورها وطعامها، كما أن عدم توافر السيولة المالية لكثير من السكان والأسر في اليمن، يمنعها من التفكير في شراء احتياجاتها من المواد الإستهلاكية غير الضرورية، والتي يطلق عليها بالكماليات، كما أن بعض الأسر لا تقوى على شراء احتياجاتها من السلع والمواد الإستهلاكية الغذائية الأساسية في رمضان. آ ويعود سبب تراجع الأوضاع المعيشية للسكان في اليمن، في الآونة الأخيرة إلى الأزمة السياسية التي شهدتها البلاد في العام 2011م. وأظهر، تقرير للأمم المتحدة، نُشر في شهر فبراير من العام الجاري 2014م، أن 67% من الأسر اليمنية تأثرت بشكل كبير جراء الأزمة نتيجة تعطيل النزاعات لكافة السبل المعيشة من خلال ارتفاع مستويات عدم الأمن وارتفاع أسعار المواد الإنتاجية. انقطاع الكهرباء يقطع الفرحة: آ انقطاع الكهرباء هو المعضلة الأخرى التي تنغص على اليمنيين تمتعهم بساعات رمضان، خاصة وأن موعد الإنطفاءات يأتي على أحياء واسعة في العاصمة صنعاء، ومدن أخرى بالبلاد، تزامنا مع ساعات الإفطار أو السحور، إضافة إلى أن انطفاء الكهرباء يحرم الكثير من اليمنيين متابعة مسلسلات رمضان، على القنوات المحلية أو العربية، فتلجأ القليل من الأسر الميسورة إلى أخذ احتياطها بشراء مولد صغير، يعمل بالنزين أو الديزل، لشحن منازلهم بالطاقة. أزمة المشتقات النفطية تضاعف المعاناة: من جهة أخرى أضاف انعدام مادتي البنزين والديزل، تعقيدا أكبر على استمتاع الأسر اليمنية بشهر رمضان، حيث تعاني العاصمة صنعاء، من أزمة حادة ولا زالت مستمرة في المشتقات النفطية، ويتم مشاهدة طوابير طويلة من المركبات يصل طولها إلى أكثر من كيلو متر، وهي واقفة أمام محطات الوقود، بانتظار الوقت الذي تصل فيه ناقلات النفط والديزل لإفراغ شحنتها من المواد النفطية. آ ويتسبب انعدام المشتقات النفطية، إلى ترك الأسر التي تمتلك وسيلة للتنقل، إلى ترك سياراتهم واقفة أمام منازلهم، واستخدام وسائل النقل العامة في تنقلاتهم. آ  آ أحداث العنف تربك السعادة: التوتر والمواجهات المسلحة التي تشهدها بعض المناطق في اليمن، هو الآخر يضاعف من حدة المعاناة، ويجعل من رمضان ضيفا ثقيلا، خاصة وأن الكثير من الأسر التي تقطن مناطق التوتر، خاصة في محافظة عمران، الواقعة شمال العاصمة صنعاء، تركت منازلها هربا من جحيم المواجهات المسلحة، إلى مناطق أخرى تجد فيها المأوى والراحة والسكن، لكن تلك المناطق البديلة، لن تجلب السعادة والفرحة إلى قلوبهم، بقدوم شهر مضان. آ وتؤكد السلطات المحلية في محافظة عمران، أن أعداد النازحين جراء أحداث العنف في المحافظة، وصل إلى أكثر من عشرين ألف نازح، ويواجهون أوضاعا إنسانية صعبة. آ  ريف محاصر بالقساوة: آ المناطق الريفية في اليمن، ليست أحسن حالا من المناطق الحضرية، فالمعاناة حاضرة على وجوه سكانها، وقساواة الأوضاع المعيشية تحاصر آمال أطفالهم، وتحرمهم لذة الفرحة برمضان. آ فمع تزايد حدة الأزمة في المشتقات النفطية، تضاعفت حدة المعاناة في المناطق الريفية بحثا عن الماء، بعد توقف مشاريع المياه، نظرا لانعدام مادة الديزل، ويلجأ أطفال الأسر في المناطق الريفية، لاستخدام الحمير لنقل المياه إلى منازلها في أوعية بلاستيكية. آ  الأمل القادم من بعيد: آ ومع تلك المعاناة الجاثمة على صدور اليمنيين، لا تتزحزح، إلا أن الأمل بمستقبل أفضل، لا يزال يلازم ألسنتهم التي ترفع كف الضراعة إلى الله أن يجلب الفرج لبلدهم، ويخرجه من أزماته المتلاحقة.